مواضيع اليوم

اليهود والعرب..أقرباء في النسب والدين والثقافة

اسرائيل .

2010-10-28 00:19:03

0

اليهود والعرب..أقرباء في النسب والدين والثقافة

قبل فترة كتب الزميل أزهر مهدي مقالا بعنوان (السيد يوسف بن متتياهو النبهاني الطائي العربي اهلا وسهلا بكم) يقول فيه:

قبل مدة نشرت الزميلة فاطمة الزهراء مقالا بعنوان ( كعب بن الاشرف .... التاريخ يعيد نفسه ) وقد شجعتني على قراءة تاريخ هذه الشخصية أكثر وعندما راجعت بعض المواقع التي تحدثت عن كعب بن الاشرف صدمت بشيء واحد لكنه فتح مخيلتي على العديد من الامور
فقد أورد موقع (ويكي مصدر) ان كعب بن الاشرف (كان من بني طيء، ثم أحد بني نبهان، ولكن أمه من بني النضير، هكذا ذكره ابن إسحاق قبل جلاء بني النضير، وذكره البخاري والبيهقي بعد قصة بني النضير)
لن ادخل في تفاصيل القضية التاريخية فلست مهتما ههنا بتقييم الشخصية من خلال دورها التاريخي بقدر اهتمامي بأثرها الدلالي او حتى العرقي.
يوجد معنا على مدونات ايلاف العزيزة زميل آخر نعرفه جميعا وهو السيد ( يوسف بن متتياهو ) صاحب مدونة بيت المقدس وهو مدون مهذب جدا خلافا لما ورد عن أسلوب كعب بن الاشرف الذي قيل انه عادى المسلمين بشعره وجرح مشاعرهم وألب عليهم وان السيد ( يوسف بن متتياهو ) ينسب نفسه الى كعب بن الاشرف صاحب القصته الشهيرة.
كل ما استوقفني هو تصريح المؤرخين من ان كعب بن الاشرف ولد من اب عربي من بني طي ثم احد بني النبهان وان امه من بني النضير ولان اليهودية تبيح او توجب إثبات النسبة إلى الأم اليهودية كشرط للاعتراف بيهودية شخص او إسرائيليته لكن في المقابل تم التغاضي عن حالة اوسع فالرجل وفقا للتعريف العربي بل وفقا للتعاريف العالمية هو عربي بالكامل خصوصا وانه يتحدث العربية بطلاقة بل بفصاحة لم تتح حتى لمن يعتبرون أنفسهم عربا اصلاء على اعتبار ان العروبة في حالة لغوية وثقافية قبل ان تكون عرقية او نسبية أي ان السيد يوسف بن متتياهو هو عربي بالكامل !!!! بل وأكثر عروبة من العديد من أحفاد الفراعنة والأشوريين والسريان والآراميين الذين أصبحوا عربا بمجرد نطقهم للعربية الحبيبة
تصور آخر قد يكون اكثر طرافة فماذا لو قرر كعب بن الاشرف ان يعتنق ديانة آباءه الوثنية وليس ديانة اخواله من بني النظير ؟ ولأن الوثنيين العرب اعتنقوا الاسلام بعدها فهل كنا نتحاور الان مع السيد يوسف بن متتياهو ام نتحاور مع السيد علي بن محمد او حسن بن احمد او أي اسم اسلامي او عربي آخر؟؟؟؟
القصد من هذه المقالة ليس بحث تاريخي معين ولا التعرض لبعض الأشخاص وليعذرنا الزميل يوسف بن متتياهو ان تطفلنا على خصوصياته لكن الصورة أوسع من حدودها الشخصية فنحن كشرق أوسطيين او ساميين نتحارب ونتجادل فيما يفرقنا ولم نسأل أنفسنا عما يجمعنا وهي حالة لا تنطبق على الحالة الفلسطينية الإسرائيلية بل تمتد لتشمل الصراعات الدينية والعرقية الأخرى كالصراع العربي الكردي والصراع المسيحي الإسلامي والصراع الشيعي السني والصراع القومي الماركسي والصراع الديني العلماني بل وحتى الصراع العربي العربي الذي لم يدخر وسعا في خلق المشاحنات والعداء عندما استغل لعبة كرة قدم تافهة من اجل إيجاد البغضاء بين الشعبين المصري والجزائري !!!!! وكذلك جميع أنواع الصراعات التي لم تكن صراعات لو لم تكن ثقافتنا متأزمة بالأساس
إن كلامي يشمل العرب والإسرائيليين على حد سواء فكم من شخص مثل السيد متتياهو هو عربي وفقا لرؤيتنا القومية وقد خسرناه كما خسرنا آخرين لتتلقفهم الصهيونية لأننا جاهلين بالتاريخ ومتعصبين جدا – كما هم أيضا – فبقينا ندور في حلقة مفرغة اسمها الصراع من اجل الصراع.
في حقيقة الأمر انا كعراقي لا أود ان أتدخل في القضية الفلسطينية الإسرائيلية لكن القضية فرضت وجودها علينا وان ما أوردناه هو مجرد سخرية لا أكثر من صروف القدر المرير الذي يتحفنا بالعجيب والجديد كل يوم لكن لزاما علينا ان نقول أهلا بأخينا في العروبة السيد يوسف بن متتياهو النبهاني الطائي !!!!!
ازهر مهدي


نعم اخي ازهر، كعب بن الاشرف اليهودي يمكن ان ينظر اليه عربيا باعتباره عربيا من جهة الاب وهذا حال الكثيرين من يهود يثرب والحجاز آنذاك.. وكعب كان يتحدث اللغة العربية بطلاقة بل كان ينظم الشعر بالعربية فضلا عن كون اسمه واسم عائلته وكنيته ابو السعيد كل هذا بالعربية.. اما كعب نفسه فقد اختار ان يكون يهوديا وقد عاش بين ظهراني اخواله بني النضير وتلقى تربية يهودية فيما تعرّف ايضا على الثقافة واللغة العربية كونه عربي الاب عاش في بقعة جغرافية كانت فيها اللغة العربية هي السائدة.. لقد كان كعب يوفق بين يهوديته وبين اندماجه داخل مجتمع عربي فلا هو يخسر خصوصيته اليهودية ولا هو ينعزل داخل مجتمعه اليهودي فتراه يحافظ على هويته اليهودية وفي الوقت ذاته يشكل واترابه اليهود جزءا هاما من النسيج الاجتماعي الذي كان العرب يشكلون غالبه الاعم.. هذا هو حال اليهود في شتى البقاع التي حطت بها رحالهم.. يحافظون على هويتهم وثقافتهم وخصوصيتهم فيما يتعلمون ويتداولون لغة الاغلبية.. الى جانب العبرية طبعا.. ويتسمون باسماء غير يهودية تارة، بفعل المصاهرة او نتيجة لما تفرضه عليهم البيئة الاجتماعية.. ونموذج كعب يدحض الصورة النمطية القائلة إن بني يهود او بني اسرائيل هم شعب متقوقع ينادي بنقاء العرق والنسب فهذه ام كعب تتزوج من العربي النبهاني والد كعب وكان ان نشأ كعب يهوديا في حضن والدته واخواله وكان يكنّ بالغ الاحترام والتقدير للعرب ولاهل قريش تحديدا فكان يعتبرهم ملوك العرب وسادتهم..

وكما ذكرت في عنوان المقالة فان اليهود والعرب شركاء واقرباء في النسب والتاريخ والعقيدة والثقافة وكعب ما هو الا مثالا واحدا هو غيض من فيض.. واينما تولي وجهك تجد نماذجا وامثلة من الماضي والحاضر تسند هذا القول.. فما زلنا نكرر في كل مناسبة ان فلسطينيي اليوم تربطهم اواصر عرق مع يهود الامس.. واللغتين العربية والعبرية اصولها واحدة وفروعها ما زالت تربطها اوجه شبه كبيرة.. والاسلام هو اقرب الديانات الى اليهودية فاسم مدونتنا بيت المقدس تتشاطره اللغتان العبرية والعربية، وانبياء اليهود هم انبياء المسلمين، والتاريخ اليهودي يلتحم مع التاريخ العربي في الكثير من الحقبات التاريخية.. ويهود يثرب وارض اسرائيل اعتنق خلق كثير منهم الاسلام ما جعل المجتمعات العربية تمتص الكثير من الدماء اليهودية تماما كما حصل مع الجاليات اليهودية في الشتات التي امتصت دماء غير يهودية كثيرة بفعل التصاهر مع امم الارض دون ان تفقد هذه المجتمعات اليهودية هويتها او ارتباطها الوثيق بارض اسرائيل..

والشعب العربي تنضوي تحت كنفه شعوبا وامما واقواما لها اول وليس لها آخر فقد استعرب الاشوري والمصري والجزائري والبابلي واعتنق الاسلام العبراني والفارسي والامازيغي وكل هؤلاء شعوبا اصلانية.. وهذا احد المدونين على صفحة ايلاف يطلق على نفسه اسم عربي مسلم امازيغي ولا يرى في ذلك حرجا.. ونجد من بين العرب المسيحيين نفر كثير يرى انه مسيحي الديانة ومسلما من الناحية الثقافية.. وتجد الكوردي والفارسي والتركي يفتخر باسلامه فيما لا تربطه اي روابط عرق مع العرب.. بل لا يعتبر غريبا في مشرقنا ان الشعوب اليونانية التي اجتاحت المشرق وباتت فلسطين تسمى باسمها قد اصبح احفادها يفتخرون اليوم بعروبتهم بعد انصهارهم داخل المجتمعات المحلية.. ولا يعتبر جديدا او عجيبا في مضاربنا ان اليهودي يحتفل باعياده بالتين والزيتون والرمان والنخيل والعسل تماما كما يبارك الفلسطيني هذه الاشجار.. وفي الوقت الذي يفاخر الاسرائيلي باصوله المشرقية نجد ان العرب يطلقون على بلدان المشرق اسم الوطن العربي او المشرق العربي.. فيما يحتضن هذا المشرق الفلسطيني والعبراني والكوردي والامازيغي والقبطي.. فاليهودي الذي يعتبر مشرقيا يمكن ان يكون "عربيا" طبقا للمسميات العربية.. والاسرائيلي كان يحمل بطاقة "فلسطينية" في زمن الانتداب البريطاني الذي بادر الى احياء اسم "فلسطين" الى جانب ارض اسرائيل فكانت تسمى بلستينا ايرتس يسرائيل اي فلسطين-ارض اسرائيل..

والحديث ذو شجون أخي ازهر.. فلا ارى تباعدا وتنافرا وتناقضا بين الاسرائيلية والعروبة بقدر ما ارى تقاربا وتناغما وتداخلا وتآلفا.. فكما تخاطبني بالقول اهلا باخينا في العروبة السيد يوسف بن متتياهو، كذلك أخاطب الفلسطينيين قائلا اهلا بكم احفاد يوسيف وموشيه ويعقوب وعزرا وهيلل ومتتياهو وعكيبا وبن زكاي..

دمت بكل ود

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات