اليهود هم اليهود في كل زمان ومكان، وصفهم الله في القرآن، وهو خالقهم، ويعلم طباعهم وأخلاقهم التي جبلوا عليها، والعقلية التي يفكرون بها، والنفسية التي يتعاملون بها مع غيرهم، وقد كفانا الله شرهم؛ بأن دلنا على تلك الصفات في كتابه الكريم، لكننا هجرنا القرآن، والعمل بما فيه، وارتابت قلوبنا، وتركنا إتباع المنهج، ونسينا، فأنسانا الله، وتعامينا عن تلك الصفات، فأردانا ذلك في المهالك والمهاوى.
قد يقول قائل: وما علاقة يهود اليوم باليهود الذين تحدث عنهم القرآن؟
أقول له لقد تحدث القرآن عن يهود بنى إسرائيل الذين عاصرهم سيدنا موسى وتعامل معهم، موجها الحديث إلى يهود المدينة الذين عاصروا الرسول – صلى الله عليه وسلم –، فهو ينتقل من الحديث عن الغائب البعيد إلى الحديث عن المخاطب القريب، مما يشعرك أن القوم قد اتحدوا، فصاروا شيئا واحدا، ليقول لنا الله إنهم واحد وإن اختلفت الأزمان، وصفاتهم واحدة وإن تباعدت الأماكن.
فهل نعقل هذا؟ وندرك طبيعة عدونا؟ ونتعامل معه وفقا لطبيعته؟ أم نتعامى من أجل مصالحنا الشخصية، ضاربين عرض الحائط بالمقدسات والثوابت.
لقد وضح لنا القرآن معالم غدرهم، وخيانتهم، ونقضهم للعهود، واستعلائهم على غيرهم، وتقديسهم لجنسهم، وأكلهم للسحت والحقوق، وإثارتهم للفتن والحروب، فهل ننتظر من هؤلاء خيرا؟ وهل ينفع معهم إلا السيف والقوة؟
إن طبيعتهم الخبيثة تأبى عليهم إلا قتلنا وذبحنا، إنهم يتلذذون بدماء المسلمين، ولا تجدي معهم المقاومة الناعمة التي أرادها أبو مازن نهجا للقضية في مؤتمره المشبوه.
فمتى نفيق؟
التعليقات (0)