مواضيع اليوم

اليهود مع المسلمين في حقهم ببناء المآذن لكن بحظر رفع الآذان فوقها ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2009-12-04 15:29:08

0

 

ينبغي على المسلمين - في ظل المتغيرات العالمية الراهنة - برمجة عقولهم على تقبل كافة أنواع الصدمات ، خصوصا وأن العقيدة الإسلامية مبنية على الإيمان (بالغيبيات) ، وهي طريقة (ربانية )لتربية النفس البشرية على حسن الظن بالآخر ، وحسن الظن بالله وهو الخالق وصاحب الطريقة .. فتعويد النفس على (امتصاص الصدمات) يمنحها مرونة وقدرة على تقبل الآخر ، وقدرة على الصبرفي ظل إستفزازاته ، وهذه هي العاطفة الإنسانية الأسمى التي قال فيها المولى جل وعلا : (( ..إدفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ..)) ..

وفي الحقيقة هذه هي إحدى الأسس التي تتشاركها كافة الأديان المتواترة منذ بداية الرحلة البشرية على الأرض ، بالتالي هي نقطة يلتقي عندها أصحاب الأديان من المسلمين واليهود والمسيح ، فيُومِئ كل واحد منهم برأسه (تلقائيا) للآخرين : أنْ صدقتم ! .. وهي أيضا لحظة صفاء إنسانية ، لم تطلها الأكاذيب ، والتلفيقات ، والأباطيل ..

فاليهود قاموا بإظهار تعاطفهم مع الأمة الإسلامية ، عقب الإستفتاء الذي أجرته الحكومة السويسرية مؤخرًا ، حول قضية حظر بناء المآذن فوق مساجد المسلمين المقيمين على أراضيها ، وطبعا نتيجة الإستفتاء كانت مؤيدة لفكرة الحظر ، ليكون الإجراء برمته صفعة للمسلمين الذين ماعهدوا تصرفات مماثلة من دولة يعرفها العالم أجمع ، ويقف باحترام لمواقفها الحيادية في جميع المسائل الإقليمية ، والنزاعات الطائفية ... فسويسرا يعرف العام والخاص بأنها (بنك العالم الأمين) ، وبأنها دولة راقية بحق ، ويكفي أنها أنظف دولة بالعالم .. أما عيبها الوحيد المستثنى من كل سيرتها المشرفة هو أن مصطلح [بنك] الذي ترمز إليه ، مرادف [لليهود] .. فأينما وُجدت رؤوس الأموال فحتما ، حتما ، يوجد يهودي واحد على الأقل ، هو القائم على المكان بأكمله ، وهو الذي يدير دفة القيادة بأرجائه ..!..

دعوات اليهود الحقوقية إذن جاءت مناهضة لقرار حظر بناء المآذن الإسلامية [بسويسرا] ، وأكدوا من خلالها ، على حق البشر كلهم في ممارسة طقوسهم العقائدية ، وحريتهم في (هندسة) بيوت عباداتهم ...هذا كله في الوقت الذي يدعوا فيه سكان (القدس المحتل) من اليهود ، بحظر رفع (آذان الفجر) بمساجد المدينة ، مبررين ذلك بالإزعاج الذي يسببه لهم ، وأنه يفض مضاجعهم ؟! ..

وبقراءات بسيطة للموقف الأول ، والموقف الثاني لليهود ، نجد أنهما يصبان في سياق واحد وإيجابي رغم تناقضهما : .. فالمسلم حر في بناء مساجده ، وحر في اختيارأوقات رفع الآذان لإقامة صلاته ، في حين أن اليهودي ليس مطالبا بسماع ذلك الآذان ، وهوأيضا حر في برمجة فجر يومه بحسب طقوسه وعاداته ..؟!.. إذن هو إختلاف طبيعي في الرؤى ، والبرامج ، وفي العادات ، والطقوس ، والعقائد ، و..و... وهو إختلاف لايمنع التعايش السلمي ، ولا يحول دون الإحترام المتبادل لعقيدة الآخر.

ــــــــــــــــــــــ

التاج : 12 - 2009

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات