فترة العلاقات السيئة بين الطرفين
إن الاناجيل لم تذكر سبباً مباشراً لهذه المنازعات والخلافات بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين بشكل مقنع وواضح, فكل ما يستطيع الانسان ان يلحظه في الاناجيل عن السبب الذي دعا هؤلاء لاتخاذ هذا الموقف هو الاستناد الى بعض نصوص العهد القديم التي تصف اليهود بالعمى والصمم كما في هذه النصوص:
- فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بأمثال,
فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار مملكة السماء,
وأما لأولئك فلم يعط, فان من له سيعطى ويزاد,
وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه,
من اجل هذا اكلمهم بأمثال,
لأنهم مبصرين لا يبصرون, وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون,
فقد تمت فيهم نبوءة اشعياء القائلة تسمعون سمعاً ولا تفهمون, ومبصرين تبصرون ولا تنظرون,
لأن قلب هذا الشعب قد غلظ, وآذانهم قد ثقل سماعها, وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم. (متّى13/10-15)
- فقال لهم قد أُعطي لكم ان تعرفوا سرّ مملكة الرب,
وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء,
لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم. (مرقس4/10-20)
- فقال لكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار مملكة الرب,
وأما للباقين فبأمثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون. (لوقا8/9-15)
ولكن كما قلت سابقاً ان كتبة الاناجيل كان لديهم موقفاً مسبقاً من اليهود ويريدون ان يفرضوا على الناس اتخاذ موقفاً منهم قبل ان ينظروا في حججهم, فالقول انهم لم يؤمنوا بيسوع لان إشعياء تنبأ عنهم ليس بالقول الصحيح لان هذا القول لو كان صحيحاً لما آمن تلاميذ يسوع به وهم جميعاً من اليهود كما ان يوحنا المعمدان من اليهود وهو كان بقول يسوع نبياً ولا أظن ان أحداً من كتبة الاناجيل او كنائسها يقول عنه انه كان أعمى أو أصم!
فهذه الاسباب لا تمثل أسباباً وجيهة لسوء العلاقة بين يسوع واليهود, وانما السبب الذي دعا اليهود لاتخاذ مواقف مقاومة ليسوع يمكن ارجاعه الى عاملين أساسيين الاول هو عدم افصاح يسوع عن صفته انه المسيح المنتظر وبالتالي كان عند اليهود شك فيه من ان يكون رجلاً مغامراً يريد ان يُدخل اليهود في صدام مع الامبراطورية الرومانية أعظم دولة في ذلك الوقت.
والعامل الثاني وهو ما يمكنني ان أعتبره الطريقة التي بشر بها يسوع بمملكة الرب, وهي التبشير بالثورة على الرومان بالسيف, وهو النص الذي قال فيه انه جاء بالسيف وانه جاء ليلقي ناراً على الارض, فهذا النص هو الذي جعل اليهود يتخذون موقف المعاندة والمقاومة ليسوع ودعوته, لان التبشير بمملكة الرب لا يثير حفيظة الرومان على اليهود, لان يوحنا المعمدان كان قبله يُبشر بمملكة الرب ولم يتعرض له أحد لا اليهود ولا الرومان, ولكن يوحنا المعمدان عندما حاول ان يطبق الشريعة على هيرودس, على الرغم مما يحيط بالقصة من أخطاء, قام هيرودس بقتل يوحنا, لا بل ان اتباع يوحنا المعمدان ظلوا جزء من المجتمع اليهودي وكانوا على وفاق معهم حتى بعد مقتل يوحنا.
كما ان الاناجيل تخبرنا ان بيلاطس لم يجد علة في يسوع عندما قال له اليهود ان هذا يدعو نفسه ملك اليهود لا بل انه كتب على صليبه ملك اليهود فهذا التبشير لا يثير أحداً!
وانما هذا التبشير يكون خطيراً ومقلقاً للرومان ولليهود عندما يتحول من التبشير الى محاولة تنفيذه بالسيف وخاصة عند اليهود الذين لم يُظهر لهم يسوع انه هو المسيح المنتظر الذي سينجح في حكم العالم ولا يكون لحكمه نهاية, مما اضطر رئيس الكهنة في ذلك الوقت ان يطالب بقتل يسوع لانه خير للامة ان يُقتل واحد منها من ان تهلك جميعها وهذا كله بحسب ما ورد في الاناجيل.
فالنصين التاليين يمكن اعتبارهما السبب الذي جعل علاقة رؤساء الكهنة والفريسيون والكتبة بيسوع تنتقل من القبول به ومحاولة البحث عن صفته كمسيح منتظر الى اعتباره خارجاً عن المجتمع اليهودي ويمثل خطراً على وجوده اذا ما حاول تنفيذ ما جاء في النصين:
- لا تظنوا اني جئت لألقي سلاماً على الارض,
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً,
فاني جئت لأفرق الانسان ضدّ ابيه والابنة ضدّ امها والكنّة ضدّ حماتها,
واعداء الانسان اهل بيته. (متّى10/34-36)
- جئت لأُلقي ناراً على الارض, فماذا أُريد لو اضطرمتْ,
ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل,
اتظنون اني جئت لاعطي سلاماً على الارض,
كلا أقول لكم, بل انقساماً,
لانه يكون من الان خمسة قي بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين,
واثنان على ثلاثة, ينقسم الاب على الابن والابن على الاب,
والام على البنت والبنت على الام,
والحماة على كنّتها والكنّة على حماتها. (لوقا12/49-53)
في هذين النصين نجد يسوع يدعو للثورة بالسيف وانه سيلقي ناراً على الارض وانه ما جاء لإلقاء السلام على الارض, وهذه الدعوة بهذه الصفات تشكل خطراً على وجود اليهود, وخاصة ان يسوع لم يقل عن نفسه انه هو المسيح المنتظر ولم تنجح كل محاولاتهم في اكتشاف هذه الصفة ولو بشكل خفي فتصريح يسوع بانه سيلقي النار على الارض وانه ما جاء ليعطي السلام بل ليلقي السيف والنار, يعني انه سيقوم بثورة على الرومان مما سيؤدي الى اهلاك اليهود دون فائدة, لانه ليس المسيح الذي تحدثت عنه اسفار العهد القديم, مما جعل علاقة رؤساء الكهنة والفريسيين تسوء بيسوع حتى وصل الامر بهم لمحاولة قتله قبل القاء القبض عليه ومحاكمته.
وكان من ابرز علامات هذا السوء في العلاقة هو نقض التوراة وشرائعها مثل السبت والطلاق والتجديف أو التلفظ بكلمات الكفر والتهجم عليهم وعلى أنبيائهم, ومن جانبهم قام رؤساء الكهنة والفريسيون والكتبة بإتهام يسوع بتهم مختلفة منها إتهامه بالتعامل مع رئيس الشياطين عند إخراجه للشياطين من بعض الناس كما اتهموه بانه سامري وبه شيطان وانه غير متعلم وانه يهذي .....
وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذه الامور لم تحدث في فترات زمنية معينة ومتتابعة أي ان العلاقات الحسنة كانت في وقت معين ومن ثم تبعتها العلاقات السيئة بل نجدها متداخلة مع بعضها البعض, واستطيع ان أُرجعها الى ان الشخصيات التي أتحدث عنها ليست شخصية واحدة بل هم قد يكونون عشرات الأشحاص, وبالتالي فان علاقتهم بيسوع قد تكون اخذت أشكالاً متعددة في ذات الوقت, كما ان اليهود لم يكونوا ينظرون الى يسوع على انه حالة عادية يجب اتخاذ موقف واحد منها وخاصة انه كان يعمل معجزات ويبشر بمملكة الرب فهي تشير الى ان لديه شيئاً خاصاً لعله يكشف عنه في وقت من الاوقات وخاصة اذا كان هو المسيح المنتظر, ولهذا فلا غرابة من أن تتداخل المراحل مع بعضها البعض.
حتى اقتنعوا في نهاية المطاف انه ليس هو المسيح الذي تحدثت عنه أسفار العهد القديم وهنا حزموا أمرهم فقاموا بصلبه وقتله.
ولعلهم كانوا حتى في هذه العملية يريدون ان يروا الآية التي وعدهم بها وهي آية يونان التي قال إنها ستعطى لهم, ومع انهم قتلوه وصلبوه كما تقول الاناجيل الا انه لم يلبث ثلاثة أيام وثلاث ليال في القبر كما قال لهم, لانه لم يلبث سوى يوم واحد وليلتان فهو أمضى ليلة السبت ويوم السبت وليلة الاحد وقبل شروق الشمس كان قد قام من القبر, وهذا أيضاً بحسب ما كتب في الاناجيل!
والآن لنتحدث عن أبرز حالات السوء في العلاقة بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة والتي تتمثل في بعض الاقوال التي ذكرتها الاناجيل على لسان يسوع وفهم منها هؤلاء انها تجديف كما في النص التالي:
- فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج ثِق يا بني, مغفورة لك خطاياك,
واذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم هذا تجديف,
فقال أيما أيسر ان يقال مغفورة لك خطاياك, أم ان يقال قم وامش,
ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطاناً على الارض ان يغفر الخطايا. (متّى9/2-6)
في هذا النص يقول يسوع أيما أيسر ان يقال مغفورة لك خطاياك أم ان يقال قم وامش؟
وانا أقول ان قول مغفورة لك خطاياك أيسر من ان يقال قم وامش!
لاننا نسمع رؤساء الكنائس منذ أكثر من تسعة عشر قرناً وهم يقولون لأتباعهم مغفورة خطاياهم حتى وصل بهم الامر الى كتابة صكوك لغفران الخطايا وبيعها للقادرين على دفع أثمانها ولكننا في نفس الوقت لم نجد أيّاً من رؤساء تلك الكنائس يشفي أي مريض إلا باستخدام الوسائل الطبية العلمية وما حدث مع بابا الفاتيكان السابق لخير دليل على ان غفران الخطايا أيسر من شفاء المرضى وهو الذي أمضى حياته يغفر خطايا اتباعه ولكنه لم يستطع ان يشفي نفسه.
واما قوله ان لابن الانسان سلطاناً على الارض ان يغفر الخطايا فهو ليس وحده في هذا المجال اذ ان العهد القديم يخبرنا عن طرق كثيرة كان يقوم بها اليهود لغفران خطاياهم وآخرهم يوحنا المعمدان الذي جاء بالتعميد لغفران الخطايا كما تذكر الاناجيل حتى ان يسوع نفسه تعمد بها, فهل كانت معمودية يوحنا لغفران الخطايا ام لا؟!
كما ساءت العلاقة بين يسوع ورؤساء الكهنة عندما قال انه والأب واحد وهو قول يعتبر من التجاديف في الشريعة التي أنزلها الرب على بني اسرائيل كما في النص التالي:
- أنا والأب واحد,
فتناول اليهود حجارة ليرجموه,
أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي, بسبب أي عمل منها ترجمونني,
أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فانك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً,
أجابهم يسوع أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة,
ان قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الرب,
ولا يمكن ان ينقض الكتاب,
فالذي قدسه الأب وأرسله إلى العالم أتقولون له انك تجدف لأني قلت اني ابن الرب,
ان كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي,
ولكن ان كنت أعمل فان لم تؤمنوا بي فآمنوا بالاعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الأب فيّ وأنا فيه, فطلبوا أن يمسكوه فخرج من أيديهم. (يوحنا10/22-42)
في هذا النص يكتب يوحنا قصة عن محاولة اليهود رجم يسوع بالحجارة وسؤال يسوع لهم عن السبب الذي يريدون ان يرجموه من اجله ويذكرهم بانه قام بعمل الكثير من الاعمال الحسنة من اجلهم وخاصة شفاء المرضى الذين عجز الاطباء عن شفائهم.
فيرد اليهود عليه قائلين انهم لا يريدون ان يرجموه لأجل شفاء المرضى والاعمال الحسنة الاخرى, فالجميع يعلمون انها تستوجب الشكر وليس الرجم, ولكنهم يريدون ان يرجموه من اجل كلام التجديف أو الكفر الذي يتفوه به بادعائه وهو انسان انه ابن الرب.
فيرد عليهم يسوع بالقول أليس مكتوباً في ناموسكم انا قلت انكم آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الرب ولا يمكن ان ينقض المكتوب.
وهذا الرد على الرغم من انه يعتبر رداً قوياً ومفحماً من يسوع على اليهود الا انه توجد بعض الملاحظات عليه أولها وهي قوله ناموسكم وهذه الكلمة أجدها ليست هي الكلمة الصحيحة في هذا الموقف, فهو هنا يريد ان يظهر لهم انه ابن الإله فكان الافضل ان يستخدم كلمة ناموسي انا وليس ناموسكم لانه اذا كان ما يقوله صحيحاً من انه ابن الإله واحد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر فيكون هو نفسه من انزل الناموس على انبياء بني اسرائيل فكان الواجب ان يظهر لهم ان الناموس الذي بين أيديهم إنما هو منه لا ان يقول لهم ناموسكم وكأنه يستشهد على قوله انه ابن الإله انما هو من باب ما جاء في ناموس اليهود من بعض الفقرات التي تذكر صفة ابن الرب لبعض الناس!
كما أن استخدام كلمة ناموس أصلاً خطأ لأن النص المستشهد به في المزامير, والمزامير لا يُطلق عليها اسم ناموس
وهذا يقودنا الى الملاحظة الثانية وهي اذا كان ما ذكره يسوع صحيحاً وموافقاً عليه من قبله ومن قبل الروح المقدس الذي كان مشرفاً على كتابة الاناجيل وموافقاً عليه من قبل يوحنا كاتب الانجيل وكذلك موافقاً عليه من قبل الكنائس المختلفة فقد اثبت يسوع مع الرب آلهة أُخرى كثيرة! وهو واحد منهم فأي فضل له عليهم, وخاصة إذا علمنا أن تلك الشخصيات جاءت قبله.
واذا كان قضاة اليهود ابناء الإله كما هو يسوع وانهم آلهة كما هو إله فكيف يقوم ابناء الإله بصلبه وهو واحد منهم؟
وبعد ان صلبوه من يقدر على محاسبة الالهة لا بل من يستطيع ان يعتبر ان ما قامت به بعض الالهة هو خطأ؟!
والملاحظة الثالثة حول هذا النص هي عما فهمه يسوع من النص الذي في العهد القديم وهل هو مقبول عند اليهود, ويعتبر من الاستشهاد الصحيح من قِبَل يسوع, خاصة وان يسوع في هذا النص يصف اليهود بانهم آلهة وابناء الرب كما هو نفسه, فهو يمدحهم ولا يذمهم, بل ويعطيهم مكانة عالية جداً عليهم؟!
والجواب على ذلك واضح ومشهور فاليهود لم يقتنعوا بكلام يسوع وما فهمه من النص, بل بقوا مصرّين على ان قوله انه ابن الإله تجديف يستوجب الرجم والقتل, وهو ما تخبرنا به الاناجيل من انهم في محاكمته امام بيلاطس كانوا يستشهدون على بوجوب صلبه لانه يقول عن نفسه انه ابن الإله, وفي نهاية الامر تمّ لهم ذلك وصلبوه لانه كان يقول انه ابن الإله كما تخبر بذلك الاناجيل!
وأما ما استشهد به يسوع من العهد القديم فقد بينت حقيقته سابقاً وأنه لا يتحدث عن قضاة اليهود بإعتبارهم آلهة بل كان يوبخهم على ظلمهم وجورهم وليس كما فهم يسوع أو الروح المقدس أو يوحنا من النص!
وأما قول يسوع انه لا يمكن ان يُنقض الكتاب فهو مما يثير الشفقة في النفس ونحن نرى ان يسوع نفسه كما كتبت الاناجيل كان أول من نقض الكتاب ثم استكمل المهمة بطرس وبولس ومن بعدهم قامت الكنائس بنقض معظم شرائع الكتاب, فكيف يكتب يوحنا على لسان يسوع انه لا يمكن ان يُنقض الكتاب؟
وكان من حالات السوء في العلاقة قيام يسوع بنقض شريعة الطلاق وهي شريعة ثابتة عند اليهود.
ونقض الطلاق كان احد الأسباب التي أدت لسوء العلاقة بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيون والكتبة كما في النص التالي:
- وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب,
فأجاب وقال لهم أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً,
اذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد, فالذي جمعه الرب لا يفرقه انسان,
قالوا له فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلق,
قال لهم ان موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم, ولكن من البدء لم يكن هكذا,
وأقول لكم ان من طلق امرأته الا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني,
قال له تلاميذه ان كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج,
فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أُعطي لهم,
لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم,
ويوجد خصيان خصاهم الناس,
ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لاجل مملكة السماء, من استطاع ان يقبل فليقبل. (متّى19/3-12)
كما نقرأ في النص فإن الفريسيين جاءوا ليجرّبوا يسوع وكما قلت سابقاً انهم كانوا يسعون لمعرفة حقيقة صفته ان كان هو المسيح أم لا, وكعادته معهم لم يكن يعطيهم إجابة واضحة تريحهم وفي هذا النص نجده لا يكتفي بعدم الاجابة بل يزيد عليها أشياء أخرى مذهلة بالنسبة لهم, ومنها بالاضافة الى نقض الطلاق الشريعة الثابتة عندهم, انه ينقض الطلاق بطريقة خاطئة فهو يستشهد بالنص المكتوب في سِفر التكوين ان الرب خلقهما منذ البدء ذكراً وانثى, فهم يعرفون انه من البدء خلق الرب ذكراً وأُنثى ولكنهم يعلمون أيضاً ان الرب هو من أنزل الشريعة وسمح لهم بالطلاق أيضاً, ولهذا عندما سألوه عن السبب الذي من أجله سمح لهم موسى بالطلاق أجابهم اجابة فيها تهجم عليهم اذ وصفهم بقسوة القلب واتهم موسى بكتابة شرائع لم يأمره الرب بها,وهذه من غرائب الاقوال التي يسمعها قارئ الاناجيل عن موسى!
كما تذكر الاناجيل نصاً آخر عن منع الطلاق:
- وكان الفريسيون أيضاً يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به, فقال لهم انتم الذين تبررون أنفسكم قدّام, ولكن الرب يعرف قلوبكم,
ان المستعلي هو رجس قدّام الرب,
كان الناموس والانبياء الى يوحنا, ومن ذلك الوقت يُبشر بمملكة الرب وكل واحد يغتصب نفسه اليها,
ولكن زوال السماء والارض أيسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس,
كل من يطلق امرأته ويتزوج بأُخرى يزني,
وكل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني. (لوقا16/14-18)
في هذا النص نجد بالاضافة الى منع الطلاق فقرات لو قيل لانسان ان يكتب نصاً يحتوي أُموراً متناقضة لا يمكن الجمع بينها ما استطاع أن يكتب أفضل من هذه الفقرات, لان لوقا وهو يكتب لنا قول يسوع ان زوال السماء والارض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس نجده مباشرة ينقض ويسقط شريعة كاملة من الناموس وليس نقطة واحدة!
كما كان من مظاهر العلاقة السيئة هو نقض يسوع للسبت, وشريعة السبت من أكثر الشرائع ثبوتاً عند اليهود, وقد جاءت الإشارة إليها في عشرات النصوص في العهد القديم وأكثرها يحملها على التأبيد حتى أن يسوع عندما تحدث عن علامات نهاية الزمن قال لتلاميذه أن يصلوا أن لا يكون يوم تركهم للأرض المقدسة في سبت ولا شتاء كما في النص التالي:
- فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال,
والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً,
والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه ليأخذ ثيابه,
وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام,
وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت. (متّى24/1- 36)
فهذا النص يتناقض مع النصوص التي تتحدث عن نقضه للسبت ولكننا هنا سنعتبرها منفصلة عن قوله هذا ولنقرأ ما كتب في الاناجيل عن نقضه للسبت في النصوص التالية:
- ثم انصرف من هناك وجاء الى مجمعهم,
واذا انسان يده يابسة, فسألوه هل يحل الإبراء في السبت, لكي يشتكوا عليه, فقال لهم أي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه, فالإنسان كم هو أفضل من الخروف, اذاً يحل فعل الخير في السبوت, ثم قال للانسان مدّ يدك فمدها, فعادت صحيحة كالاخرى.
(متّى12/6-13) و(مرقس3/1-6) و(لوقا6/6-11)
- في ذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع,
فجاع تلاميذه وابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون,
فالفريسيون لما نظروا قالوا له هو ذا تلاميذك يفعلون ما لا يحلّ فعله في السبت,
فقال لهم أما قرأتم ما فعله داؤد حين جاع هو والذين معه, كيف دخل بيت الرب وأكل خبز التقدمة الذي لم يحل أكله له ولا الذين معه بل للكهنة فقط,
أو أما قرأتم في التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يُدنسون السبت وهم أبرياء, ولكن أقول لكم ان ههنا أعظم من الهيكل,
فلو علمتم ما هو, اني أُريد رحمة لا ذبيحة, لما حكمتم على الابرياء, فان ابن الانسان هو رب السبت أيضاً. (متّى12/1-8)
- واجتاز في السبت بين الزروع, فابتدأ تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون, فقال له الفريسيون انظر, لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل,
فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داؤد حين احتاج وجاع هو والذين معه, كيف دخل بيت الرب في أيام أبيأثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله الا للكهنة وأعطى الذين كانوا معه أيضاً,
ثم قال لهم السبت انما جُعل لأجل الانسان لا الانسان لأجل السبت,
اذاً ابن الانسان هو رب السبت أيضاً. (مرقس2/23-28)
- وفي السبت الثاني بعد الأول اجتاز بين الزروع, وكان تلاميذه يقطفون السنابل ويأكلون وهم يفركونها بأيديهم,
فقال لهم قوم من الفريسيين لماذا تفعلون ما لا يحل فعله في السبوت,
فأجاب يسوع وقال لهم أما قرأتم ولا هذا الذي فعله داؤد حين جاع هو والذين معه, كيف دخل بيت الرب وأخذ خبز التقدمة وأكل وأعطى الذين معه أيضاً, الذي لا يحل أكله الا للكهنة فقط,
وقال لهم ان ابن الانسان هو رب السبت أيضاً. (لوقا6/1-5)
هذه النصوص تتحدث بكل وضوح ان يسوع قام بنقض السبت مع انه كما قرأنا سابقاً قال انه ما جاء لينقض الناموس وان زوال السماء والارض أيسر من زوال نقطة أو حرف, وهو هنا أزال شريعة كاملة تعتبر من أكثر الشرائع ثباتاً عند اليهود وفي الناموس وهو ما يظهر تناقض أقواله مع بعضها البعض.
ولكن ما يثير الاهتمام في هذه النصوص هو احتوائها على أخطاء تاريخية واضحة مع نصوص العهد القديم كما في النصوص الثلاثة التي تحدث فيها يسوع عن داؤد لتبرير نقضه للسبت, وقبل ان أستكمل الحديث لنقرأ ما جاء في العهد القديم حول قصة داؤد عندما أكل من خبز التقدمة:
- فجاء داؤد الى نُوب الى أخيمالك الكاهن فاضطرب أخيمالك عند لقاء داؤد وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد فقال داؤد لأخيمالك الكاهن ان الملك أمرني بشيء وقال لي لا يعلم أحد شيئاً من الأمر الذي أرسلتك فيه وأمرتك به,
وأما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني والفلاني, والآن فماذا يوجد تحت يدك, أعط خمس خبزات في يدي أو الموجود,
فأجاب الكاهن داؤد وقال لا يوجد خبز محلل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس اذا كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم لا سيما من النساء,
فأجاب داؤد الكاهن وقال له ان النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله عند خروجي وأمتعة الغلمان مقدسة وهو على نوع محلل واليوم أيضاً يتقدس بالآنية,
فأعطاه الكاهن المقدس لانه لم يكن هناك خبز الا خبز الوجوه المرفوع من أمام الرب لكي يوضع خبز سُخن في يوم أخذه,
وكان هناك رجل من عبيد شاول في ذلك اليوم محصوراً أمام الرب اسمه دُواغ الأدومي رئيس رعاة شاول,
وقال داؤد لأخيمالك أفما يوجد تحت يدك رمح أو سيف لأني لم آخذ بيدي سيفي ولا سلاحي لأن أمر الملك كان معجلاً,
فقال الكاهن ان سيف جليات الفلسطيني الذي قتلته في وادي البطم ها هو ملفوف في ثوب خلف الأفود فان شئت أن تأخذه فخذه لأنه ليس آخر سواه ههنا فقال داؤد لا يوجد مثله أعطني إياه.
(صموئيل الأول21/1-9)
في هذا النص الذي يتحدث عن ذات القصة التي أشار إليها كتبة الاناجيل وقالوا ان يسوع استشهد بها في جوابه على الفريسيين نجد عدة أخطاء بين ما هو مكتوب في القصة الأصلية وبين ما كتبه كتبة الاناجيل:
أول تلك الأخطاء هو اسم الكاهن فمرقس كتب ان الكاهن كان اسمه أبيأثار والقصة الأصلية تقول ان اسم الكاهن هو أخيمالك!
وهذا الخطأ في تحديد اسم الكاهن لمن نرجعه؟
ليسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد؟
أم نرجعه للروح المقدس الاقنوم الثالث من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد والذي كان يسوق كتبة الاناجيل؟
أم نرجعه لمرقس الذي كتب الانجيل وذكر اسم الكاهن خطأ؟
أم نقول ان ما كتب في الانجيل هو الصحيح وان ما كتب في سِفر صموئيل هو الخطأ, ولكن تبقى مشكلة لدينا مع الاقنوم الثالث اذ تقول الكنائس انه هو أيضاً كان يسوق كتبة العهد القديم, فهو وافق على كتابة اسم الكاهن في سِفر صموئيل أخيمالك قبل مئات السنين من ولادة يسوع وعندما كتب مرقس انجيله بعد ارتفاع يسوع بعشرات السنين وافق على تغيير اسمه من أخيمالك الى أبيأثار!
والأغرب من هذا هو ان اسم الكاهن ما زال مكتوباً بالصيغتين الى وقتنا هذا ولم يصحح سواء في سِفر صموئيل أو في انجيل مرقس!
وثاني تلك الأخطاء هو قول الاناجيل الثلاثة ان داؤد كان معه أُناس في ذلك الوقت مع ان كلام الكاهن أخيمالك بحسب سِفر صموئيل أو أبيأثار بحسب مرقس, كان واضحاً عندما سأل داؤد وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد, فهذا يدل على ان داؤد لم يكن معه أحد بخلاف ما كتب متّى ومرقس ولوقا في أناجيلهم!
ومن يقرأ القصة كلها كما كتبت في سِفر صموئيل يعلم انه عندما هرب من وجه الملك شاول لم يكن معه أحد.
وهنا قد يتساءل أحدهم فيقول فكيف كتب هؤلاء ان داؤد كان معه جماعة من الناس وخاصة اننا لا نتحدث عن أناس عاديين بل نتحدث عن قديسين وكانوا يكتبوا بسوق من الروح المقدس فكيف وصلتهم هذه المعلومة الخاطئة؟
وهذا سؤال وجيه والجواب عليه بسيط فلو نظرنا في النص الأصلي لوجدنا انه بعد ان سأل الكاهن المختلف في اسمه داؤد لماذا جاء وحده لقرأنا إجابة داؤد على ذلك فقال داؤد لأخيمالك الكاهن ان الملك أمرني بشيء وقال لي لا يعلم أحد شيئاً من الأمر الذي أرسلتك فيه وأمرتك به, هذا جواب داؤد على سؤال الكاهن ولكن داؤد لم يُرِد ان يعلم الكاهن ما جرى بينه وبين الملك شاول من مشاكل فأراد ان يطمئن الكاهن أكثر فقال وأما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني والفلاني, فهنا يكتب من كتب سِفر صموئيل ان داؤد كذب على الكاهن لأنه في الواقع لم يكن معه أحد عندما هرب من وجه الملك شاول!
وثالث تلك الأخطاء ان داؤد لم يأكل من خبز التقدمة حتى أقنع الكاهن انه لا مانع شرعي من أكله ذلك الخبز وهذا نجده في الحوار الذي دار بينهما:
فأجاب الكاهنُ داؤدَ وقال لا يوجد خبز محلل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس اذا كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم لا سيما من النساء,
فأجاب داؤد الكاهن وقال له ان النساء قد مُنعت عنا منذ أمس وما قبله عند خروجي وأمتعة الغلمان مقدسة وهو على نوع محلل واليوم أيضاً يتقدس بالآنية.
ففي هذا الحوار نجد ان الكاهن يقول انه لا يوجد خبز محلل ولكن يوجد خبز مقدس ولكن الشرط في تناوله انه يجب ان يكون الغلمان الذين معك, وهو هنا يصدق داؤد في كذبته التي كتبها عليه من كتب سِفر صموئيل, انهم يجب ان يكونوا قد حفظوا أنفسهم من النجاسات وخصوصاً اقترابهم من النساء, فيجيبه داؤد بكذبة أخرى كما كتبت في السِفر بقوله انهم لم يقربوا النساء منذ عدة أيام وأن أمتعة الغلمان الذين معه مقدسة.
وهذا يعني ان هذا الخبز ليس محرماً عليهم بل هو على نوع محلل.
وفي هذا إشارة واضحة ان داؤد لم يستبح خبز التقدمة كما كتب متّى ومرقس ولوقا في اناجيلهم بسوق وإشراف الروح المقدس على لسان يسوع, كما أن القصة لا تتحدث عن السبت أصلاً!
نعود الآن لحالة أُخرى تظهر سوء العلاقة بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة فنجد أن الأناجيل تحدثنا عن اتهام هؤلاء ليسوع بانه يخرج الشياطين برئيس الشياطين كما في النصوص التالية:
- واما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين. (متّى12/24)
- واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول, وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين. (مرقس3/22)
- واما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. (لوقا11/15)
فيرد يسوع على هذا الاتهام بالتشكيك في أصلهم وأنهم من إبليس فيقول:
- قال لهم يسوع لو كنتم أولاد ابراهيم لكنتم تعملون أعمال ابراهيم,
ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الإله, هذا لم يعمله ابراهيم, انتم تعملون أعمال ابيكم,
فقالوا له اننا لم نولد من زنا, لنا أب واحد وهو الإله,
فقال لهم يسوع لو كان الإله أباكم لكنتم تحبونني لاني خرجت من قبل الإله وأتيت, لاني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني,
لماذا لا تفهمون كلامي,
لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي,
انتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا,
ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لإنه ليس فيه حق,
متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب,
فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسناً انك سامري وبك شيطان,
أجاب يسوع أنا ليس بي شيطان ولكني أُكرم أبي وانتم تهينونني. (يوحنا8/39-49)
أول ما يطالعنا به النص هو قول يسوع انه انسان يتكلم بالحق الذي يسمعه من الإله وفي هذا إشارة الى ان يسوع ليس له علاقة بالذات الإلهية سوى سماع كلامه وتبليغه كما سمعه ولو كان يسوع يعتقد أنه الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد لما قال لهم هذا الكلام!
ولو كان يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد والذي او الذين باعتبار الوحدة والاتحاد بينهم هو او هم من خلق او خلقوا السموات والارض لما خاف او خافوا ان يقتله او يقتلهم اليهود الذين كانوا تحت الاحتلال الروماني والذي كان بيلاطس يخلط دمائهم بذبائحهم ان هم خالفوا أمره!
وأما جواب يسوع على اليهود عندما قالوا إن أباهم هو الإله فهو بالتأكيد لا يدل على انه الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد, اذ كيف يقول لهم لو كان الإله أباكم لكنتم تحبونني لاني خرجت من قبل الإله وأتيت, فلو كان يسوع هو الاقنوم الثاني أو ابن الإله أو نبياَ لا بل حتى لو كان رجلاً متعلماً لرفض قولهم هذا!
اما انه لو كان رجلاً متعلماً لقال لهم انه لا يجوز لكم أن تقولوا ان أباكم هو الإله لأن هذا تجديف يستحق قائله الموت بحسب شريعة موسى, وهو ما كان يقوله الفريسيون له عندما كان يقول انه ابن الإله!
ولو كان نبياً لعلم ان أول الوصايا وأعظمها هي ان الرب إلهنا اله واحد وليس آخر كما قال هو للذي سأله عن أعظم الوصايا وأولها!
ولو كان ابن الإله الوحيد لقال لهم اخسئوا فانني أنا ابن الإله الوحيد فكيف تقولون أنكم أبناء الإله وان الإله أبوكم وهو ليس له ابن غيري؟!
ولو كان الأُقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة الذين هم واحد لقال لهم انني لا أعرف ان لي أولاداً لأننا نحن ثلاثة ونحن واحد فكيف أكون أباكم وقد خلقتكم من آدم كباقي البشر, ألم تقرءوا قوانين الايمان التي وضعتها الكنائس المختلفة كلها؟!
وأما قوله لاني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني, لماذا لا تفهمون كلامي.
فهذا سؤال موجه الى الكنائس كما هو موجه لليهود لماذا لا تفهمون كلامي لاني لم آت من نفسي فذاك أرسلني أي الرب أرسله فلماذا لا تفهمون كلامه؟!
وباقي النص تظهر فيه شدة الحالة أو العلاقة السيئة بينهم, من قوله لهم ان أباهم إبليس وردهم عليه ان به شيطان وهذه الفقرات تشير الى ان يسوع لم يكن ابن الإله ولا الاقنوم الثاني ولا الاقانيم الثلاثة لأنه لو كان كذلك فانه لا يحتاج الى كل هذه المجادلات لان العهد القديم يخبرنا ان مجرد ظهور الرب لانسان في حلم فان هذا الانسان لا يستطيع سوى الخضوع لأمر الرب كما حدث مع إبراهيم ويعقوب, فكيف تحدث هذه المجادلات, والأدهى والأمرّ هو وصف اليهود ليسوع ان به شيطاناً وأنه يهذي!
- أجاب الجمع وقالوا بك شيطان من يطلب ان يقتلك. (يوحنا7/20)
- فحدث انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام, فقال كثيرون منهم به شيطان وهو يهذي. (يوحنا10/19-20)
وكان من مظاهر سوء العلاقة كذلك هو الهجوم الشخصي عليهم كما في النصوص التالية:
- حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلا على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون, فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه,
ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون. (متى23/1-3)
- ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون مملكة السماء قدّام الناس, فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون,
ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل, ولعلّة تطيلون صلواتكم, لذلك تاخذون دينونة أعظم,
ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا, ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم أكثر منكم مضاعف. (متّى23/13-15)
من النصوص السابقة نجد ان العلاقة بدأت تأخذ منحاً شديداً في السوء بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة اذ انه يتهمهم بكل الصفات التي يخجل منها الانسان العادي فكيف برجال الدين, ولكن العلاقة بينهم تتخذ منحاً أشد من هذا وأخطر عندما يحاول يسوع التحذير من تعاليمهم, وهذا يعني بالنسبة لرؤساء الكهنة محاولة الخروج عن الشريعة مطلقاً, اذ ان يسوع حتى هذه الفترة كان في حالة توافق مع الشريعة وان ظهر منه بعض المخالفات الا انها في نظر رؤساء الكهنة تبقى في مجال التعايش معها وخصوصا ان يسوع يقوم ببعض المعجزات فلعله يكون نبياً اذا لم يكن المسيح المنتظر, فقيام يسوع بالتحذير من التعاليم عموماً يمثل خطراً ليس عليهم فقط بل على دينهم وشريعتهم.
لنقرأ بعض النصوص التي كتبت في الاناجيل والتي تتحدث عن تحذير يسوع من تعاليم رؤساء الكهنة والفريسيين:
- ولما جاء تلاميذه إلى العبر نسوا أن يأخذوا خبزاً,
وقال لهم يسوع انظروا وتحرّزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين,
ففكروا في أنفسهم قائلين إننا لم نأخذ خبزاً,
فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الأيمان إنكم لم تأخذوا خبزاً,
أحتى الآن لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف وكم قفة أخذتم, ولا سبع خبزات الأربعة وكم سلا أخذتم,
كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين,
حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين. (متّى16/5-12)
- وقال لهم في تعليمه تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة. (مرقس12/38)
- وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه احذروا من الكتبة. (لوقا20/45)
ثم اتخذت العلاقة بينهم وبين يسوع بعداً أشد خطورة وتوتراً من كل ما سبق عندما قال يسوع ان عهد الرب سينزع من اليهود ويُعطى لأمة أُخرى تعمل ثماره, وتظن الكنائس انه يقصدهم هم بهذا القول, كما في النص التالي:
- قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون وهو قد صار رأس الزاوية,
من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا,
لذلك أقول لكم إن مملكة الإله تنزع منكم وتعطى لأمة تعمل ثمارها, ومن سقط على هذا الحجر يترضرض ومن سقط هو عليه يسحقه,
ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم,
واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي. (متّى21/42-46)
ان تصريح يسوع بان العهد مع اليهود سيُنقض ويُعطى لأُمة أخرى تعمل ثماره جعل رؤساء الكهنة والفريسيون والكتبة في حالة من الهيجان التي لا تقف عند حدّ, اذ انهم تحملوا كل اضطهاد الرومان وهم ينتظرون المسيح الذي أخبرت به أسفار العهد, ويسوع يقول لهم ان هذا العهد سينزع منهم وما زاد في هيجانهم هو ان يسوع لم يكن يُعلن لهم عن صفته انه هو المسيح, فهو بدون هذه الصفة يُعتبر بالنسبة لهم رجلاً يريد إلغاء الدين والشريعة كما انه يريد جرّهم الى معركة مع الرومان وهم يعتقدون انهم دون المسيح لن ينتصروا فيها فيتم القضاء عليهم كما أن يسوع يدعو للقضاء على شريعتهم.
وزادت العلاقة سوءاً عندما قال ان هيكلهم سيدمر ويخرب كما في النص التالي:
- يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة أردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا,
هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً,
لاني أقول لكم انكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الإله. (متّى23/37-39)
وفي هذا النص يتنبأ يسوع أيضاً بهلاك اليهود لانهم لن يتركوا الهيكل يدمر الا بعد هلاك الكثير منهم لان الهيكل هو رمز لوجودهم في ذلك الزمان.
ولكن ما هو أعجب من قوله ان الهيكل يُهدم ويخرب هو ربط عودته الثانية بقولهم مبارك الآتي باسم الإله.
فاذا لم يقل اليهود مبارك الآتي باسم الإله هل يعني هذا انه لن يأتي؟!
فهل نستطيع ارجاع السبب في عدم عودته قبل وفاة آخر تلاميذه كما وعدهم انه سيعود قبل وفاتهم جميعاً هو عدم قول اليهود مبارك الآتي باسم الإله؟
وكانت اللحظة الاخطر في العلاقة بين يسوع ورؤساء الكهنة كما قلت سابقاً هو التصريح بالطريقة التي سيسعى فيها لتنفيذ ما كان يبشر به من قرب مملكة الرب وهي كما جاء في النصوص التي ذكرتها سابقاً, ولكن لا بأس من التذكير بها مرة ثانية.
- لا تظنوا اني جئت لألقي سلاماً على الارض,
ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً,
فاني جئت لأفرق الانسان ضدّ ابيه والابنة ضدّ امها والكنّة ضدّ حماتها,
واعداء الانسان اهل بيته. (متّى10/34-36)
- جئت لالقي ناراً على الارض, فماذا أُريد لو اضطرمتْ,
ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل,
اتظنون اني جئت لأعطي سلاماً على الارض,
كلا أقول لكم, بل انقساماً,
لأنه يكون من الآن خمسة قي بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين,
واثنان على ثلاثة, ينقسم الاب على الابن والابن على الاب,
والام على البنت والبنت على الام,
والحماة على كنّتها والكنّة على حماتها. (لوقا12/49-53)
في هذين النصين نجد يسوع يدعو للثورة بالسيف وانه سيلقي ناراً على الارض وانه ما جاء لإلقاء السلام على الارض وهذه الدعوة بهذه الصفات تشكل خطراً على وجود اليهود, وخاصة ان يسوع لم يقل عن نفسه انه هو المسيح المنتظر ولم تنجح كل محاولاتهم في استكشاف هذه الصفة ولو بشكل خفي فتصريح يسوع بانه سيلقي النار على الارض وانه ما جاء ليعطي السلام بل ليلقي السيف والحرب, يعني انه سيقوم بثورة على الرومان مما سيؤدي الى اهلاك اليهود دون فائدة لانه ليس هو المسيح الذي تحدثت عنه أسفار العهد القديم مما جعل رؤساء الكهنة يفكرون في قتله وهو ما كان يعلمه يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد كما تقول الكنائس فاتخذ الاحتياطات لمنع حصول محاولة قتله!
- فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يُصيّر ويعمّد تلاميذ أكثر من يوحنا, مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه, ترك اليهودية ومضى الى الجليل. (يوحنا4/1-3)
- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يُرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه. (يوحنا7/1)
- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه. (لوقا7/1)
- فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه, فعلم يسوع وانصرف من هناك وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً وأوصاهم ان لا يظهروه, لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو ذا فتاي. (متّى12/14)
- وكان يعلّم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه, ولم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقاً به يسمع منه. (لوقا19/47-48)
- فرفعوا حجارة ليرجموه, أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا. (يوحنا8/59)
- فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه. (يوحنا10/31)
- فطلبوا أيضاً ان يمسكوه فخرج من أيديهم, ومضى الى عبر الاردن الى المكان الذي كان يوحنا يُعمد فيه أولاً ومكث هناك. (يوحنا10/39-40)
- وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه,ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب.(مرقس14/1-2)
- سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا ونحوه فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداماً ليمسكوه, فقال لهم يسوع انا معكم زماناً يسيراً بعدُ ثم أمضي الى الذي أرسلني, ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون انا لا تقدرون انتم ان تأتوا,
فقال اليهود فيما بينهم الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن. (يوحنا7/32-35)
- فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة والفريسيين فقال هؤلاء لهم لماذا لم تأتوا به, أجاب الخدام لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان, فأجابهم الفريسيون ألعلكم أنتم أيضاً قد ضللتم. (يوحنا7/45-47)
كما نقرأ في النصوص فإن رؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة بدئوا محاولاتهم في قتل يسوع وبدأ هو يتخذ الإحياطات لمنع قتله, وهنا لا بد من ذكر بعض الملاحظات على هذه النصوص.
أولها اننا نلاحظ هذه المحاولات الكثيرة من قبل رؤساء الكهنة للقبض على يسوع وهو ما يشير الى انهم لم يكونوا متأكدين من صفته كمسيح بشرت به أسفار العهد القديم, كما ان هروبه منهم يؤكد صحة الشكوك تجاهه فلو كان هو المسيح الذي بشرت به تلك الأسفار لما هرب منهم ولأظهر نفسه, هذا بالنسبة لصفته كمسيح واما الصفة التي قدمته فيها الكنائس فيما بعد باعتباره الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد فهي لم تكن تخطر في بالهم أصلاً لان من يقرأ العهد القديم يعلم علم اليقين ان الهرب ليست من صفات من خلق السموات والارض لان خالق السموات كان يهلك شعوباً كاملة بكلمة واحدة اذا حاولوا ازعاج عبيده, كما أهلك فرعون وجنوده.
وأما يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة فنجده أو نجدهم باعتبار الوحدة والاتحاد يهرب أو يهربوا من مكان الى آخر!
وأحياناً يختفي عندما يحاول اليهود أن يرجموه أو يرجموهم!
وأحياناً يوصي اتباعه ان لا يظهروه لانه علم ان الفريسيين يتشاورون على قتله......
فهل هذه الافعال التي كان يقوم بها يسوع للنجاة من اليهود تشير الى انه المسيح المنتظر فضلاً عن ان تشير الى صحة قانون الثالوث الذي تؤمن به الكنائس المختلفة؟
بعد هذه المحاولات كما تذكر الاناجيل يخبرنا يوحنا ان الفريسيين اضطروا لعقد مجمع حتى ينظروا في أمر يسوع بشكل جماعي كما في النص التالي:
- واما قوم منهم فمضوا الى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع,
فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا ماذا نصنع فان هذا الانسان يعمل آيات كثيرة, ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به,
فيأتي الرومان ويأخذون موضعنا وأمتنا,
فقال لهم واحد منهم وهو قيافا, كان رئيساً للكهنة في تلك السنة انتم لستم تعرفون شيئاً, ولا تفكرون انه خير لنا ان يموت واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها,
ولم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة,
وليس عن الامة فقط بل ليجمع أبناء الرب المتفرقين الى واحد. (يوحنا11/45-52)
كما قلت في هذا القسم ان السبب الذي جعل رؤساء الكهنة والفريسيين يقفون في وجه يسوع هو خوفهم من ان يقوم الرومان اذا ألقى يسوع السيف وأضرم النار ضدهم باهلاك اليهود جميعاً.
وهنا يقوم يوحنا بكتابة مداخلة على النص ليجعل الأمر بقتل يسوع هو أمراً سماوياً ووحياً فيقول ان هذا القول الذي قاله قيافا رئيس الكهنة متنبأ به وليس من نفسه, وهنا سأوافق على هذه المداخلة لولا ان يوحنا نفسه كتب بعد هذا النص ما يلي:
- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه,
فلم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك الى الكورة القريبة من البرية الى مدينة يقال لها أفرايم ومكث هناك مع تلاميذه. (يوحنا11/53-54)
فهذا النص يدل على ان ما قاله قيافا ليس نبوءة من السماء وإلا لعلم يسوع بها ولما مضى من هناك وذهب الى الكورة القريبة من البرية, ولما خاف يسوع من ان يمشي بين اليهود علانية!
الا اذا أراد يوحنا ان يقول لنا ان يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة لا يعلم ما وصل الى قيافا من السماء, وفي هذا هدم لقانون الثالوث والمساواة والاتحاد بينهم!
وأما التعقيب على نبوءة قيافا بان هلاك يسوع يكون ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الإله المتفرقين الى واحد, فهذا القول ثبت خطأه لأن أبناء الإله بحسب الاناجيل والكنائس ما زلنا نراهم مختلفين في عشرات الكنائس, فهلاك يسوع لم يوحدهم بل كان سبباً في تفرقهم الى كنائس عديدة قامت بشن الحروب على بعضها البعض بسبب الاختلاف في شخصية يسوع وكيفية هلاكه مما أدى الى قتل عشرات الملايين من اتباع الكنائس, فكيف يكتب يوحنا أن هلاك يسوع كان لجمعهم الى واحد؟!
وكان نتيجة هذا المجمع هو قرار رؤساء الكهنة بقتل يسوع وهو ما تمّ لهم في عملية الصلب طبعاً هذا بحسب ما هو مكتوب في الاناجيل!
التعليقات (0)