مواضيع اليوم

اليهود في الاناجيل القسم الثاني عرض ونقد

www.lik.ps لايك

2010-03-08 14:29:42

0

فترة قبولهم ليسوع
وبعد هذا النص تتوالى الإحداث بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين, إلا أن ما يميز تلك الإحداث هو حالة القبول ليسوع من رؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة وذلك بالسماح له بالتعليم في مجامعهم وان كان كتبة الأناجيل حريصون على إظهارهم بالعداء الشديد له من خلال بعض الفقرات التي كانوا يكتبونها عنهم في كل المواقف كما هو منهجهم الذي سبق وأشرت إليه, وحالة القبول يمكن ملاحظتها في النصوص التالية:
- ثم دخلوا كفر ناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم,
فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. (مرقس1/21-22)
- وخرج من هناك وجاء إلى وطنه وتبعه تلاميذه ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. (مرقس6/1-2)
- وكان يُعلم كل يوم في الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون ان يهلكوه, ولم يجدوا ما يفعلون لان الشعب كله كان متعلقاً به يسمع له. (لوقا19/47-48)
- وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ, فدفع إليه سفر اشعياء النبي. (لوقا4/16-17)
في هذه النصوص نلاحظ أن يسوع كان يُعلم في مجامع اليهود ولولا موافقتهم على ذلك لما استطاع أن يُعلم, وخاصة أن لرؤساء الكهنة سلطة معينة كما تخبرنا الأناجيل عند الولاة الرومانيين بحيث انه كان في استطاعتهم الضغط على الولاة في محاكمة بعض الناس وإطلاق سجناء على الرغم من عدم قناعة أولئك الولاة كما حدث في محاكمة يسوع, فلولا قبولهم له ما استطاع ان يعلم في مجامعهم وخاصة في الهيكل.
وكان يسوع أيضاً كما تذكر الأناجيل يبادل رؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة هذا القبول والاستحسان بمثله, فكان يشيد بأسفار العهد القديم وانها لن تزول ويقول انه لم يأت لنقضها بل ليكملها وانه يدعو إلى الالتزام بما جاء فيها من أحكام كما في النص التالي:
- لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء,
ما جئت لانقض بل لأكمل,
الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل,
فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا
يُدعى اصغر في مملكة السماء,
وأما من عمل وعلم فهذا يُدعى عظيماً في مملكة السماء. (متّى5/17-19)
هذا النص اذا لم نعتبره من باب المجاملة وعدم إثارة رؤساء الكهنة ضده فانه يمثل مشكلة في قانون إيمان الكناس إذ أن يسوع بعد قليل سيظهر لنا انه نقض عدداً من شرائع الناموس وأزالها من الوجود ثم جاءت الكنائس من بعده فأزالت معظم شرائع الناموس وعلى رأسها الختان والسبت الذي استبدلته بيوم الأحد, والذي كانت تحتفل به الشعوب الوثنية بعيد إلهة الشمس التي كانت تعبدها!
فالقول إن هذا النص قاله يسوع حقيقة وليس مجاملة يدل على أن الكنائس التي قامت بإزالة الكثير من شرائع الناموس ستدعى أصغر في مملكة السماء!
- فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى انه أجابهم حسناً سأله أية وصية هي أول الكل فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد, وتحب الرب من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى, وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك, ليس وصية أُخرى أعظم من هاتين,
فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه الرب واحد وليس آخر سواه, ومحبته من كل القلب والفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح,
فلما رآه يسوع انه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن مملكة الرب,
ولم يجسر أحد بعد ذلك ان يسأله. (مرقس12/28-34) و (متّى22/34-40)
في هذا النص نجد ان يسوع يقول ان أعظم وصية وأول الكل هي الرب إلهنا رب واحد, ولم يقل ان أعظم وصية وأول الكل هي الإيمان بالأقانيم الثلاثة, أو أن أعظم وصية هي الإيمان بقانون الفداء أو الخلاص, أو الإيمان بأني سأصلب وأموت لأني أحد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد الذين قرروا ان يتصالحوا مع آدم وذريته ويرفعوا الخطيئة التي ورثوها منه بسبب أكله من تلك الشجرة.
كما كان من مظاهر هذا التوافق والقبول المتبادل بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة هو عدم اعلان يسوع لمعجزاته والطلب من الناس الذين كان يشفيهم الذهاب إلى الكهنة وعدم اظهار أنه هو من شفاهم كما في النصوص التالية:
- بعد شفاء الأبرص:
فقال له يسوع انظر أن لا تقول لأحد,
بل اذهب أرِ نفسك للكاهن وقدّم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم. ( متّى8/4)
- ولما شفا أبرص وطهر فانتهره وأرسله للوقت وقال له انظر لا تقل لأحد شيئاً,
ولكن أر نفسك للكاهن وقدّم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم, وأما هو فخرج وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر,
حتى لم يعد يقدر أن يدخل مدينة ظاهراً بل كان خارجاً في مواضع خالية وكانوا يأتون إليه من كل ناحية. ( مرقس1/40-45)
في هذه النصوص نرى ان يسوع لا يسعى للتصريح بمعجزاته بل يطلب من الناس الذين شفاهم ان يذهبوا للكهنة ويقدموا القرابين التي تحدثت عنها شريعة موسى, وهذا يدل على حالة التوافق والقبول بينه وبين رؤساء الكهنة والفريسيين.
وأما تعقيب مرقس في آخر نص بقوله حتى لم يعد يقدر أن يدخل مدينة ظاهراً بل كان خارجاً في مواضع خالية وكانوا يأتون إليه من كل ناحية, فهو لو لم يكتبه لكان خيراً له لانه بهذا التعقيب يثير الشكوك الكبيرة, والكبيرة جداً, على الصفة التي تقدم بها الكنائس يسوع باعتباره الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد!
اذ كيف لم يَعُد يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد يقدر؟
هل الاقانيم الثلاثة تكون في لحظة من الزمان فاقدة لقدرتها؟ هذا اذا كانت عندها قدرة!
وهل مكان الاقانيم الثلاثة عند فقدانها لقدرتها يكون في المواضع الخالية؟
ان هذه التساؤلات وغيرها الكثير على هذا التعقيب تدل بكل وضوح على ان قول الكنائس ان يسوع أحد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد يكتنفه الكثير من الشكوك لأن عدم القدرة لا تدل على صفة من خلق السموات والأرض وما فيهن من ملايين المخلوقات, فصفة الخلق تتناقض مع صفة عدم القدرة لأنه لو لم يكن قادراً لظهر هذا الأمر في مخلوقاته.
أما ان يقوم احد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد بالبقاء في المواضع الخالية في البراري فهي ان صحت فإنها تدل على ان هذا الاقنوم والأقانيم المتحدة معه لا علاقة لها بالخلق ولا بالقدرة المطلقة التي لا تعجز عن شيء حتى خلق هذا الكون من العدم.
وأخيراً اذا كان هذا الاقنوم لا يقدر على الدخول إلى المدن ظاهراً فهل لنا ان نسأل ليس عن صفاته وقدرته بل عن صفات وقدرات المخلوقات التي تستطيع ان تمنع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد من دخول المدن ظاهراً؟
ولم تقف هذه المرحلة عند هذا الحد بل وصلت إلى درجة ان رؤساء الكهنة والفريسيين كانوا يسعون عند يسوع كي يشفي بعض المرضى من غير اليهود كما في النص التالي:
- وكان عبد لقائد مئة مريضاً مشرفاً على الموت وكان عزيزاً عنده,
فلما سمع عن يسوع أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله ان يأتي ويشفي عبده,
فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين انه مستحق ان يفعل له هذا, لأنه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع,
فذهب يسوع معهم. (لوقا7/2-10)
كما نرى ان يسوع كان يقبل شفاعتهم حتى في شفاء غير اليهود ويذهب بنفسه, وهذا الموقف هو عكس موقفه من المرأة الكنعانية أو المرأة الفينيقية الذي لم يشف ابنتيهما حتى أقرّتا أنهما كلاب كما ذكرت الأناجيل!
كما ان يسوع الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة كان يقبل دعوة الفريسيين للأكل عندهم:
- وفيما هو يتكلم سأله فريسي أن يتغدى عنده,
فدخل واتكأ. (لوقا11/37-38)
وهنا لا اريد ان أتساءل عن حاجة الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد للأكل لو كان هو أو هم من قاموا بخلق السموات والارض!!
وكان آخر نص عن العلاقة الهادئة بين يسوع والفريسيين من الناحية الزمنية هو ما كتبه لوقا في إنجيله أذ قال:
- في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له اخرج واذهب من ههنا لان هيرودس يريد ان يقتلك,
فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها أنا أخرج شياطين وأشفي اليوم وغداً وفي اليوم الثالث أكمل,
بل ينبغي ان أسير اليوم وغداً وما يليه لأنه لا يمكن ان يهلك نبي خارجاً عن أورشليم. (لوقا13/31-33)
في هذا النص نجد ان الفريسيين ينصحون يسوع بالانتباه لأن هيرودس يريد ان يقتله وهو ما يدل على ان علاقتهم به كانت حسنة وهادئة.
الا ان ما يشوب صحة هذا النص هو المعلومات الخاطئة التي يقدمها لنا من خلال اظهار هذه العلاقة الهادئة, وكنت قد بينت سابقاً ما يحمل هذا النص من معلومات تنقض عقيدة الكنائس القائلة ان يسوع هو الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد بقوله انه ذاهب إلى أورشليم لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارجاً عن أورشليم فهو يصف نفسه بالنبي لانه ذاهب إلى أورشليم ليموت هناك.
كما أظهرت ما يحمله هذا النص من معلومات خاطئة لأن أي قارئ للعهد القديم يعلم ان كثيراً من الأنبياء هلكوا أو ماتوا خارجاً عن أورشليم وأشهرهم موسى!
ولكن ما أود الإشارة إليه هنا هو قول لوقا على لسان يسوع فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها أنا أخرج شياطين وأشفي اليوم وغداً وفي اليوم الثالث أكمل,
بل ينبغي ان أسير اليوم وغداً وما يليه لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم, فهذا القول يشير إلى ان عملية الصلب ستحدث بعد ثلاثة أيام ومن يقرأ إنجيل لوقا يجد ان عملية الصلب تمت بعد أكثر من سبعة أيام!
فهذا النص في الإصحاح الثالث عشر وعملية الصلب تمت في الإصحاح الثالث والعشرين أي ان الفرق بينهما عشرة إصحاحات.
كما انه يحمل تناقضاً في المعلومات التي تتحدث عن رغبة هيرودس بقتل يسوع مع النصوص الأخرى التي تقول ان هيرودس فرح جداً عندما رأى يسوع, بالإضافة إلى ان محاكمة يسوع تمت على يد بيلاطس وليس هيرودس, وان كان لوقا كتب ان بيلاطس أرسل يسوع إلى هيرودس ولكنه لم يكن له يد في المحاكمة كما تذكر الأناجيل.
إلى هنا تنتهي النصوص التي تتحدث عن العلاقة الهادئة بين يسوع ورؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة, وكما نلاحظ فإن يسوع في هذه المرحلة بنظر اليهود كان جزءاً منهم ودعوته تمثل امتداداً لدعوة أنبياء اليهود الذين كانوا يسعون في دعوتهم لتصحيح حياة اليهود وسلوكهم بما يتوافق مع شريعة الرب, وكان من أواخرهم يوحنا كما تذكر الأناجيل الذي دعا اليهود للتوبة وطلب مغفرة الرب عما كانوا يرتكبونه من مخالفات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات