استفتاء المآذن يفتح باب الإدانة ويؤجج فوبيا الإسلام
اليمين الأوروبي متهم بالعدوانية.. ..والمسلمون متهمون بالانعزال
ممدوح الشيخ
استطلاعات الرأي توقعت موافقة 30 - 35 % فإذا بالتصويت الفعلي يأتي بـ 57 %
أيسيسكو تدعو العالم الإسلامي لمقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا
وزير تركي: نتوقع أن يسحب المسلمون أموالهم من البنوك السويسرية
دانيل كون بنديت عضو هيئة رئاسة كتلة الخضر بالبرلمان الأوروبي: أدعو أثرياء المسلمين على سحب أموالهم من البنوك السويسرية
عمدة برلين: النتيجة نصر للقوى الظلامية الرجعية التي ترى الإسلام خطرا داهما
إحسان أوغلي: تطور مؤسف من شأنه تشويه صورة سويسرا كدولة تحترم التنوع وحرية المعتقد وحقوق الإنسان
وزيرة الداخلية النمساوية: الاستفتاء سيؤدي لانقسام في الرأي العام الأوروبي رسميا وشعبيا
صادرات سويسرا للعالم الإسلامي أكثر من 14.7 مليار دولار سنويا
الكاثوليك والبروتستانت واليهود وأدانوا الاستفتاء
الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أعربت عن استغرابها لطرح الأمر أصلاً على استفتاء.
جاءت نتيجة الاستفتاء السويسري لحظر بناء المآذن في أوروبا مفاجئة لكثيرين داخل سويسرا وخارجها، وبخاصة بعد أن حذرت الحكومة السويسرية من تداعيات التصويت بـ "نعم" على العلاقات مع الإسلامي، وبالمخالفة أيضا لنتائج استطلاعات الرأي التي أجريت قبل التصويت وتراوحت فيها نسبة مؤيدي الحظر حول 30 - 35 % فإذا بالتصويت الفعلي يأتي بـ 57 %. وقبل ظهور النتائج النهائية وصف معلقو التلفزيون النتائج الأولية بأنها تشكل "مفاجأة كبرى" لتناقضها مع استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تصويت أكثر من 50 % بـ" لا".!!!
وكما هو متوقع رحبت أحزاب اليمين في أوروبا بالقرار، ودعا بعضها لاستفتاءات مماثلة في دولها. بينما في المقابل أدانت جهات عديدة عربية في مقدمتها جامعة الدولة العربية، وإسلامية أهمها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة أيسيسكو التي دعت العالم الإسلامي لمقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا. وفي رد فعل هو الأول من نوعه رحب وزير تركي بالمسلمين الراغبين بنقل أموالهم إلى مصارف تركيا، متوقعاً أن يسحب المسلمون أموالهم من البنوك السويسرية، وقال وزير الدولة أيغيمين باغيس، كبير المفاوضين في محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، إن التصويت سيدفع المسلمين الذين يودعون أموالهم في مصارف سويسرية ويستثمرون فيها سيحبونها ردا على التصويت.
والطريف أن الدعوة نفسها وجهها دانيل كون بنديت عضو هيئة رئاسة كتلة الخضر بالبرلمان الأوروبي إذ حث أثرياء المسلمين على سحب أموالهم من البنوك السويسرية رداً على الاستفتاء. وقد من ردود الفعل الأوروبية المفاجئة أيضا موقف عمدة برلين الذي أدان الاستفتاء واصفا النتيجة بأنها "نصر للقوى الظلامية الرجعية التي ترى الإسلام خطرا داهما وهي انتقاص من التنوع الثقافي الذي نسعى جميعا إليه".
والتصويت على قبول الحظر كان مثار انتقاد جهات دولية عديدة كونه يتعارض كلياً مع القانون الدولي، ومع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع الاتفاقية الدولية للتنوّع الثقافي، ومع المبادرة الدولية لتحالف الحضارات، ومع جهود المجتمع الدولي في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتعايش السلمي بين الشعوب.
ووصف أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الحظر "تطور مؤسف من شأنه تشويه صورة سويسرا كدولة تحترم التنوع وحرية المعتقد وحقوق الإنسان"، معتبرا إياه نموذجا لمشاعر العداء المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا من قبل جماعات اليمين المتطرف.وذكّر أوغلي بأن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان أعلنت بوضوح قلقها بشأن حظر المآذن، واصفة إياه بالممارسة التمييزية التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، وبينها الحرية الدينية.
وأوربيا انتقدت ماريا فيكتر وزيرة الداخلية النمساوية الاستفتاء معتبرة أن من شأنه إحداث انقسام في الرأي العام الأوروبي رسميا وشعبيا. وفي محاولة لامتصاص الغضب وتقليل الخسائر التقت وزيرة الخارجية السويسرية سفراء الدول الإسلامية لتوضيح نتائج الاستفتاء.
وفي ألمانيا أدت النتيجة لإحياء الجدل حول الخوف من "أسلمة أوروبا"، حيث شهدت ألمانيا نفسها جدلا حول بناء مسجد بمنارتين في مدينة كولونيا، كان تصميمه بمنارتين أثار ردود فعل متباينة. وتم التوصل بشأنه لصيغة توافقية بتصميمه المسجد بمنارة واحدة لا يتجاوز علوها كاتدرائية كولونيا التاريخية. ويوجد في ألمانيا أكثر من ألفي مسجد. لكن الوجود الإسلامي الكبير في ألمانيا - مقارنة بسويسرا - جعل بعض ردود الأفعال تتسم بالصخب، فق وصفت صحيفة دي فيلت الالمانية موافقة أغلبية الشعب السويسري على منع مآذن في سويسرا بأنه انتصار لمنع أسلمة أوروبا وليس كما يشار له بأنه حد للحرية الدينية. واعتبرت الجريدة أن أغلبية الشعب السويسري عبرت عن رفضها المزيد التغلغل الإسلامي في بلدهم، معبرين بالتصويت عن اقتناعهم بالخطر الإسلامي القادم لأوروبا.
وقالت الصحيفة الألمانية إن الشعب السويسري أول شعب أوروبي يختار بالاستفتاء منع "أسلمة" بلده، معبرين بأنهم ـ السويسريون ـ ليسوا ضد حرية الدين وليسوا ضد منع العبادات وليسوا ضد حرية الفكر وحرية المعتقد للآخر بل إنهم، بكل بساطة، أكدوا أنهم لا يريدون من بلدهم أن تكون سويسرا مسلمة.
وقد حذرت تجمعات الأعمال السويسرية من احتمال تعرُّض مصالح البلاد الاقتصادية للخطر وخسارة مليارات الدولارات، بسبب نتيجة الاستفتاء، وتبلغ صادرات سويسرا للعالم الإسلامي أكثر من 14.7 مليار دولار، كما أن المقاطعة - إن حصلت - ستضر بشركات تصنيع الأغذية والأدوية والساعات. ويوجد بسويسرا 4 مساجد ذات بمآذن في جنيف وزيورخ وفنتور وونغن، وكان يجري الاستعداد لبناء مئذنة خامسة في مدينة لانغنتال في الشمال.
وقبل التصويت دانت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية وممثلو الطائفة اليهودية المشروع بالإجماع وبعد التصويت أعلن الفاتيكان أن الاستفتاء "ضربة قاصمة لحرية المعتقد". وأعرب مسؤولون أوروبيون عن أسفهم، ولعل رد الفعل الأهم بينها موقف الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي التي أعربت عن استغرابها لطرح الأمر أصلاً على استفتاء.
التعليقات (0)