في البدء لا اوجه كلامي لعامة اليمنيين بل لما يسمى الان بالحراك الجنوبي وهو بالمناسبة خليط غير متجانس من جهات عديدة تسعى لتحقيق مصالحها الفردية كل واحدة على حساب الاخرى محاولة الاتحاد مؤقتا والظهور بمظهر الواحد المتكاتف رغم مابينها من خلاف عقائدي وفكري ومنهجي وحتى اجتماعي وسياسي ، ولاشك ان نداء الحراك الجنوبي بالانفصال ليس جديدا على اليمن الذي ومنذ الوحدة عام 1990 شهد محاولت عديدة للانفصال تارة ولاثارة الشغب والفتن والقلاقل تارات عديدة ، فقوة اليمن في وحدته وتضامنه والذين ينادون بالانفصال لايرون لابعد من قدميهم ، اذ ان الانفصال في حالة اليمن تكاد تكون مستحيلة فاليمن قبائل متحدة واسماء واحدة ، ففي عدن هناك الالاف اصولهم من الشمال وكذلك الحال في ابين ولودر والبيضاء كما في الضالع وقعطبة وغير ذلك ، ومن شبه المستحيل العودة الان الى الوراء عشرات السنين ، هذا عدا عن الجيش الواحد والاجهزة الواحدة والاقتصاد الواحد ، ولعل المستفيد الاكبر من تحركات الحراك الجنوبي كما هو واضح للعيان هو الحزب الاشتراكي اليمني ، الذي يحاول استغلال الاوضاع المتردية في المنطقة ويحلم بعودته للحكم من خلال التشطير مجددا مستغلا سذاجة البعض من العامة الذين يجرون وراء الشعارات الرنانة والتي اعتاد عليها الاشتراكيون طويلا ، فيستغلون حاجة الشعب وفقره ليعطوه وعودا هم اول من يعلم انهم لن يحققوها له بل سيزيده الانفصال هما على هم وفقرا على فقر ، عدا عما سيجلبه هذا الانفصال من ويلات عديدة وحروب اهلية حتى بين افراد القبيلة الواحدة ، والمعروف ان الحزب الاشتراكي أمم الممتلكات وسفك الدماء وسجن وقتل الخصوم واباد القرى وشرد الشعب حتى المخالفين لرأيه من نفس الحزب سفك دمائهم وحول البلاد الى سجن كبير يخاف الناس فيه حتى من الكلام والتحرك لدرجة ان الخروج من اليمن الجنوبي سابقا كان حلما للمواطنين ودخول شمال اليمن كان امنية لهم واقصى مايحلمون به ، فلماذا ننسى هذا كله الان ؟ واقول انني استغرب حقا من الخليط الغير متجانس للحراك الجنوبي ؟ وهل نسينا كيف تعامل الاشتراكي عندما كان حاكما للجنوب مع السلاطين ؟ وكيف تعامل السلاطين وعلى رأسهم الفضلي مع الناس عندما اذلوهم واستعبدوهم واعادوا طبقة العبيد والفقراء وجعلوا الناس خدما لهم ؟ كيف ينسى اليمنيون كل هذا ويطالبوا بالتشطير من جديد ولحساب من هذه الفتنة ؟ هل نسي اليمنيون ان البيض لم يستطيع ان يقدم لليمن اي شيء عندما كان الرجل الثاني في السلطة ، لقد كان في مقدوره فعل الكثير لابناء وطنه ولكنه اختار الاعتزال في قصره ، فاذا كان الاشتراكي وهو في اوج سلطته ودولته لم يقدم لمواطنيه سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد والتاريخ شاهد على ذلك ، فماذا سيفعل الان غير ذلك ؟ هو عمليا لايجيد سوى الفتن وهذا أوانها ؟ ولا يهمه في ذلك مع من سيضع يده ويتحالف ، ومن المعروف ان الحراك ومن قبله اللقاء المشترك هم من اعطوا امريكا العذر للتدخل في المنطقة وهم مسؤولون مسؤولية تامة عما سيحدث من تبعات .
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)