اليمن متى يعود سعيداً
فشل الدولة اليمنية على مدى عقود منصرمة ألقى بضلالة على الواقع اليمني فالأمن مختلة موازينه والتنمية ميتة دماغياً , عقود من الجوع والمرض والخوف والهجرة المحفوفة بالمخاطر هذه هي حال المواطن اليمني البسيط الذي لم تتحقق أحلامه من حكم جمهوري شعاراته أكثر من إنجازاته , تحققت الوحدة بين الشمال والجنوب وحدة هشة هكذا أرادها على صالح لأن نظامه يقوم على الأبتزاز السياسي , وسلطة للقبيلة أكبر من سلطة الدولة وصراع بين السياسيين وبين المذاهب وكل ذلك برعاية الدولة التي أتخذت من الأبتزاز نقطة أرتكاز لبقائها الذي لم يدم طويلاً , قامت ثورة مسايرة للربيع العربي الذي أسقط أنظمة ونجا على صالح من مصير حسني و معمر أفضل من مصير زين العابدين سلم السلطة على ضوء إتفاق سمي بالمبادرة الخليجية مبادرة أتفق عليها ساسة اليمن برعاية دولية وخليجية أنقذت صالح واليمن من مصير مجهول , رئيس توافقي مؤقت وحكومة مؤقتة وإعادة هيكلة للأمن والجيش والدستور , نظرياً نقاط يسهل القيام بها لكن عملياً لا يستطيع أحد ان يفكك رموز شفرات معقدة فالحكومة المؤقتة أستلمت تركة هائلة من الفشل الأمني والتنموي والأقتصادي وأستلمت أرقام مخيفة على مستوى البطالة والعنوسة والفقر , وأستلمت ملف الحوثيين المعقد وملف القبيلة وكيفية نزع السلاح ونزع سلطتها التي لابد أن تكون خاضعة للقانون , وأستلمت ملف الجنوب وقضية تقرير المصير فالجنوب مصر على إحياء دولته والإنفصال والحوار الوطني التوافقي يصر على قيام فيدراليتن شمالية وجنوبية وعلى خط الحور يدخل الحراك الجنوبي الرافض لأي حل لا يشتمل على حق تقرير المصير , تركة هائلة من المشاكل لا تقل أهمية وتعقيداً عن ملف الأمن وتنظيم القاعدة الذي سيحول اليمن لبؤرة إنطلاق لذلك التنظيم , الحوار أسهل الطرق وأقلها كلفه لكن جلسات الحوار اليمني تواجه كثيراً من التعقيدات التي تنذر بتعطله وموته , على الساسه اليمنيين تغليب صوت العقل وعليهم مواجهة التعقيدات والتحديات بحكمه لأن الحكمه اليمانية ستنتصر وتحقق لليمنيين أحلام طالما حلموا بها !
قوى الظلام والإرهاب تتربص باليمن أرض وشعب ولن تكون حادثة مستشفى وزارة الدفاع الأخيرة فالإرهاب وقواه باليمن يستفيد من تركات خلفتها العقود الماضية والقضاء على تلك القوى يتطلب الكثير من الجهد والصبر والتعاون الشعبي والرسمي , وبقاء الصراع والخلاف السياسي على وتيرته ينذر بتفكك الملفات ويعجل بفشل الحوار وحكومته الراعية ويقدم اليمن على طبق من ذهب للصراع الطائفي والمذهبي والمناطقي والمستفيد في النهاية قوى الإرهاب التي تنشط في بيئات الفقر والخوف والجوع والمرض !
المبادرة الخليجية أنقذت اليمن مؤقتاً وعلى ساسة اليمن عدم التأخر في حلحلة الملفات العالقة وإطالة صراعهم وخلافهم السياسي لانهم سيشكلون عبئاً على دول الخليج الراعية للمبادرة وعلى المجتمع الدولي , وبالتالي سيسقط اليمن بوحل لا يستطيع الخروج منه جراء تخلي العالم عنه والكره بملعب السياسيين إن كانوا يدركون جيداً لعبة السياسة .
يحلم المواطن اليمني بحلم طالما سمع عنه وهو عودة اليمن السعيد سعيداً فمتى يعود اليمن سعيداً كما كان ؟ يعود إذا تخلى كل يمني عن عصبيته السياسية والقبلية والمذهبية والمناطقية وحول طاقاته السلبية إلى إيجابية وسخرها لأجل اليمن الكبير أرض الحكمه والعلم والتراث عندئذً لا يستطيع أحد التأثير أو زرع عوائق وأشواك تعيق تقدم اليمن و أستقراره جهات كانت أو أفراد أو دول وتنظيمات فالبيئة اليمينة وطوال عقود بيئة خصبة للتدخلات الدولية والاقليمية ؟؟
التعليقات (0)