اليمن غير السعيد: السلاح في يد الجميع!!
حرب صعدة تدخل منعطفا خطيرا.. والحوثيون يهددون دول الجوار
هل يصمد اليمن في مواجهة الحوثيين والحراك والقاعدة؟
بقلم/ ممدوح الشيخ
قبل أن يبرأ اليمنيون من صداع الحراك الجنوبي، اندلعت الحرب السادسة بين الدولة والمتمردين الحوثيين في صعدة شمال اليمن، وهي الحرب التي تحولت خلال أيام إلى استخدام واسع لأنواع الأسلحة كافة. بل إن مصادر أفادت مصادر بأن مسلحين من أتباع الحوثي استولوا على لواء مشاة يمني، وحسب رواية الحوثيين فإن عناصر مسلحة استولت على اللواء 82 مشاة بالكامل، وهو ما مكنهم من الحصول على مدفعية وصواريخ ودبابات ومصفحات وأكثر من مليوني طلقة منوعة.
المواجهات الأخيرة سرعان ما دفعت الحكومة اليمنية لإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء محافظة صعدة ودارت معاركُ عنيفة بين في مناطق الخفجي والعند والخميس والمهادر. وقد فتحت جبهات جديدة في الشمال الغربي لصعدة، حيث قام الحوثيون بقطع طرق دولية ومهاجمة المواقع العسكرية. واستهدفت الطائرات اليمنية استهدفت منطقة "العند" القريبة من مطار صعدة ومنطقة الخفجي التي شهدت معارك في وقت سابق، هذا بالإضافة إلى منطقة "القهرة"، كما استهدفت عشرات الصورايخ منطقة "مطره" التي تعد معقل الحوثيين الرئيس بالمنطقة.
وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين لكن لم يتم الحصول على إحصائيات دقيقة للعدد لتكتم الطرفين على الأرقام الحقيقية، كانت شرارة الحرب بين الجيش وحركة الحوثيين المتمردة بدأت في 28 يونيو 2004 وأسفرت خمسة حروب بين الجانبين عن مقتل نحو 6 آلاف شخص وجرح ضعفهم واعتقال المئات. وفي تداعيات إنسانية مؤسفة بدأت عمليات نزوح واسع من مناطق القتال ويتقاذف الأطراف الذين وقعوا على هدنة قبل 24 المسؤولية عن تصاعد أعمال العنف.
وفي تطور مواز أصدر ما يسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" بيانا جاء فيه أن قوات الحكومة اليمنية قامت بحملة عسكرية على ولاية مأرب وتقدموا على قبائل عبيدة لمداهمة منزل مجاهد عايض الشبواني، حيث استخدمت القوات اليمنية الدبابات والمدافع الثقيلة فدارت معركة عنيفة بين الطرفين استمرت 6 ساعات وتم فيها تدمير وإعطاب 5 دبابات وقتل ضباط وعدد كبير من الجنود وجرح آخرين وأسر سبعة من الجنود. وتضاربت الأنباء عن استهداف القاعدة أحد القصور الجمهورية حيث كان يوجد أحد أبناء الرئيس اليمني في ما وصف بأنه محاولة لاغتياله.
ورغم أن الصراع المذهبي في اليمن كان ظاهرة نادرة الحدوث مؤخرا إلا أن ظاهرة جديدة يشهدها الصراع الحالي هي مواجهات مسلحة شيعية سنية، وقبل أيام قتل 8 مسلحين خلال مواجهات بين المتمردين الحوثيين الشيعة وسلفيين من أهل السنة في شمال اليمن.
إن الجبهات التي تخوض فيها الدولة اليمنية مؤخرا أكبر من قدراتها بكل المعايير وبخاصة مع وجود تدخلات إقليمية ومع الانتشار الواسع في أيدي المدنيين أفرادا وقبائل، ومع نشاط تنظيم القاعدة في اليمن وتزعزع الأوضاع الأمنية بشكل واضح يصبح بقاء اليمن موحدا موقع تساؤل جاد، ولا شك في أن درس إهمال الصومال الذي يشهد منذ انهيار نظام سياد بري فوضى كانت لها تداعيات إقليمية ودولية خطيرة تجعل العالم – وبخاصة الدول العربية – مطالبة بتوفير مظلة لحل يضمن أمن هذه البلد القابع على مدخل باب المندب، فضلا عن تأثيره الكبير في أمن الخليج.
التعليقات (0)