لعل الدهشة أرتسمت على الوجوه وتعليقات ساخرة تناولتها الألسن من ذكر عنوان الموضوع ولكن
صدق او لا تصدق فإن اليمن شعب من الملوك, وإليكم أعزائي القراء الادلة والبراهين على صدق أقوالي.
نحن الآن في المؤسسة العامة لبيع المواد الأستهلاكية, تحتشد جماهير كبيرة البعض منها في طابور
منتظم والبعض الأخر عشوائي التوزيع.. الكل ينتظر بلهفة لشراء مايلزم وبالأخص المواد الأساسية
الغير موجودة في الاسواق بكثرة ويطلق عليها أنذاك( المواد المعدومة ) ولا نعلم في اي تهمة أو
جريمة أعدمت !! لايهم .. طال إنتظار الجمع لموظف المؤسسة وأطلت قطرات العرق على جبينهم ومن
سواعدهم , ولكن هاهو البدر.. عفوا الموظف المسئول يمشي في كبرياء وعلياء أليس هذا الحشد
الكبير في إنتظار سيادته إذن هو يستحق ذلك.
وتحدث الضجة بين الطابور فيمن هو الأول ومن هو الأخير وبعد مشاحنات تهدأ الضجة ولكن لازال
سيادة الموظف يدخن السيجارة ويشرب شاي الصباح بهدوء وطمأنينة, وتنطلق صرخة حق من فاه أحد
المواطنين محتجا على طول الأنتظار وهنا تثور موجة غضب من سيادة الموظف على هذا المواطن
المحتج ويعلن عن عدم الأستمرار بالعمل الذي لم يبدأه بعد !! بل يهدد بإغلاق المؤسسة, وياللعجب
تنطلق صرخات وأصوات المواطنين تستنكر فعل المواطن المتطفل المحتج وتترجى صاحب السعادة
العفو والصفح !! إذاً فهذا الموظف ملك يستطيع فعل مايشاء وله الحق في العفو والصفح أو العقاب.. أليست هذه أفعال ملوك !! .
وأترك لسيادتكم أيها القراء الأعزاء تقدير عدد الموظفين أمثال صاحبنا موظف المؤسسة في أنحاء
اليمن.. وكل موظف حسب طريقته وحسب موقعه, وأشهر هؤلاء الملوك ملوك الروتين وهم الفئة العظمى من موظفي الحكومة.
إذا كان هؤلاء وهم القاعدة الواسعة من الشعب الطبقة الكادحة ملوكا فما تظن بذوي المقاعد
المرتفعة والمناصب الرفيعة ذوي السلطان والنفوذ المتحكم!! إنهم بالطبع ليسوا ملوكا بل أباطرة بلا شك.
( حامد سعيد )
من ذكريات الأذاعة المدرسة.. مرحلة الثانوية.
1990م
التعليقات (0)