اليمن السعيد واليمن الشقي
حلقة (1)
لقطات من ساحة التغيير - صنعاء
في اليمن .. داخل ساحة التغيير تقطع الصور قول كل خطيب ومقالة أحذق كاتب .
في اليمن وعلى العكس من سوريا تسمح السلطات هناك للمصورين المواطنين والأجانب المحترفين ووكالات الأنباء العالمية بالحضور والتصوير .
ولأجل ذلك تخرج الصور معبرة تعبيرا صادقا مؤثرا عن حقيقة ما يجري هناك . وتعطيك أدق مقياس عن المدى الذي وصلت إليه العواطف المتأججة في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء .
منظر اليمني المعتصم هناك ومن خلال الصور يغنيك عن التعليق . بل من الأفضل تقديم هذه الصور "بدون تعليق" .
الوجوه كالحة والملابس رثة . تخزين القات سيد الموقف وفق ما يستبين من الخد الأيسر أو الأيمن المنتفخ ...... الضنك متجلي يكاد من فرطه يـحـبو، والإنهاك شديد ، والفقر بادي ، والعطالة حقيقية. أخذت من ضحاياها الشباب والرجال والكهول وحتى الشيوخ كل مأخذ. لكن الإصرار من فولاذ أو كالحديد أقله. والتحدي متمكن في القلوب ؛ أو كأنـّه يولد صخر وجلمود من تلقاء نفسه مشرق شمس كل يوم جديد ... وينمو في القلوب التي وسط الصدور.
في اليمن تظل المسألة شائكة والعناد بين الطرفين على أشــدّه وعـنيـد . . الرغبة في التغيير جامحة من جهة المحكوم المُرْغـَم . والرغبة في السلطة والتمسك بتلابيبها واضحة من جهة الحاكم المُـنعـّـم .
يتمسك المحكوم في يقظته ونومه وأكله وصلاته بأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر . ويتمسك الحاكم بوهم أن المراوغة والتحايل هما الديدنان في قصور الرئاسة العربية وأذناب أحزابها الشمولية ..... كانــا ولا يـزال.
أحد شباب المعارضة اليمنية المعتصمين في ساحة التغيير. لم يجد من مقام للإستحمام سوى هذا السبيل في القرن الحادي والعشرين.
مسكينٌ اليمني ... اليمني السعيد .... ليت أسلافـه منذ عصر سـبـأ لم يزهدوا ويضجوا ويشتكوا من نعمة الله عليهم ؛ أيام كانت بلادهم جنة أعناب وارفة ترفل من عطاء أمطار سحاب السماء وإرواء ماء سـد مأرب.
................
في الحلقة القادمة نروي قصة سعادة وشقاء اليمن من وحي القرآن الكريم وبطون كتب التاريخ ؛ لعل الذكرى تنفع المؤمن .... أو لعلنا نفهم منها معضلة "شقاء اليمن".
التعليقات (0)