مواضيع اليوم

اليمن : مازق الوحدة و اغراء التشطير

خالد كدحي

2010-02-07 10:23:41

0

اليمن : مازق الوحدة و اغراء التشطير
 


يعرف اليمن اوضاعا مضطربة, حيث ترتفع اصوات ذات احتداد استثنائي
انه الحراك الجنوبي الذي يتجاذبه نزوع الانفصال و نزوع المطالبة بالمساواة
وكلاهما حصيلة مرة لنهج لم يلتفت الى خطورة الاقصاء الذي لا يؤهل الارادة
العامةلاي حل ناجع; والنجاعة سؤال ديمقراطي.
نعم;كان اليمن تحت وطاة التشطيردولتين.يخضع فيهما التوازن لتركيبة عشائرية
تناهض اي تحديث من شانه ان يتطلع الى عهد المؤسسات حيث القانون ناظم العلاقات
و حاميها من اي اختلال.
واذا كان الشمال اختار نهج الارضاء بين بعض التيارات الاصولية و القومية;مع مراعاة الخلفية
العشائرية; واختار الانفتاح على دول النفط الى غاية التدخل العراقي في الكويت.فان الجنوب عرف هيمنة الشيوعيين
الموالين لموسكو,باستثناء فترة ظهر فيها نزوع ماوي بقيادة سالم ربيع.
وقدعرفت هذه الهيمنة تقلبات و مواجهات مسلحة وصلت ذروتها في متصف الثمانينيات.
و كانت وحدة الشطرين شعارا تتداوله دوائر القرار;في الشمال والجنوب.الى ان تمكن الطرفان من صياغة واعتماد ميثاق

الوحدة;والذي سرعان ما تعرض للنكسة التي فرضت اللجوء الى السلاح سنة 1994
وتم استرجاع الجنوب بشكل افقد الوحدةمضمونها الطوعي;فانعكس ذلك على توجهات السلطة المركزية التي لم تنتبه الى

التراكمات السلبية.فانتصب الوضع المعادي المفتوح على اليوميات التي تغلي بالاضطراب الشامل.
صحيح ان هناك دعوات للحوار ترددها رئاسة الدولة;صحيح كذلك ان هناك مساع حكيمة يبذلها حكماء الجنوب ;لكن
هناك ضغوط تجرف الشارع الغاضب نحو مطالب غير واقعية.لااقصد التشطير;بل تشطير التشطير:حيث النكوص العشائري
غير مستعد لاي تواصل عقلاني; وحيث ماضي الثارات لايرى حاضرا غير تصفية الحساب.في حين ان اليمن يحتاج الى المصالحة العميقة
بالتفاوض الجدي الذي يضمن نجاحه اصحاب الحنكة و الحكمة الذين لايجهلون اخطار الاضطراب بافقه الاوحد : الاحتراب الدموي
ان ما يشهده اليمن لم يفاجئ احدا.ا نه الفشل الذريع لاحتكار السلطة في الشمال و الجنوب;قبل الوحدة واثناء الوحدة.انها
ذعيرةالابتعاد عن الحل الديمقراطي. انه الرد التاريخي على الوحدة القسرية و الالحاقية
لتنفق اولا على ان الوحدة يبنيها الديمقراطيون.كي تفق بعد ذلك ان الديمقراطية يحميها الوحدويون.
وسواء انتمى اليمني الى الشمال او الى الجنوب;او الى اليمن الواحد;او الى عشيرته;فان هذا الانتماء لابد ان يعيده الى اسئلة المواطنةالكاملة
اسئلة الحقوق الاساسية و الحيوية.اسئلة لا مفر منها;ان تاجيل الحل تعجيل للكارثة
ان الديمقراطية ليست بحاجة الى زعماء او شيوخ او كفلاء الريع السياسي.انها بحاجة الى المواطن الذي يدافع عن انسانيته وهو في غمرة معركة اساسية تبدا بالمساواة, و المعرفة, و العدل الاجتماعي. وتتطلع الى الرفاهية.

-خالد كدحي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !