اليمن.. بين فـَـكـَّـي الجهاد الزنداني والتدخل الأمريكي
الاستاذ عبدالله الوزير
> هل هَـكذا هي القوانينُ؟، أم أن الدولةَ تتعدَّى القانونَ، بحُــجة الحفاظ على المصلحة العُـليا للبلاد؟!.
الضرباتُ المتكررةُ لمن تتهمُهم الدولة بالإنتماء للقاعدة بالصواريخ، وسفكُ دمائهم وهُم في بُطـُون الأودية، أو على سُفوح الجبال ليست بالطريقة الصحيحة لمحاربة القاعدة.. ومن المفترض أن الدولةَ لها قوتـُـها التي تمكـّـنها من القبض على أولئك أحياءً، ثم إحالتهم للنيابة والمحاكَمة ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم..
القتلُ المباشرُ عبرَ الصواريخ يَعني أن الدولة وَجَّهت لهم تهَماً وأصدرت حُـكماً بإعدامهم.. وهذا يتنافى تماماً مع القانون ومع الشريعة الإسلامية..
كان من المفترض في حَال عجز الدولة عن إحضار أولئك المتهمين بالإنتماء للقاعدة أن تحاكمَهم غيابياً عبرَ تقديم أدلة الإثبات إلى النيابة ومنها إلى المحكمة، وأن يتم الإعلانُ عن تلك المحاكمة حتى تـُـعذَرَ الحكومة في إجراء المحاكمة غيابياً.. وعلى الحكومة كون المتهمين مواطنين لديها أن تعيِّـنَ لهم مُحامياً حتى في حال غيابهم، وبعدَ صدور الأحكام تسعى الدولةُ لإحضارهم بالقوة لتنفيذ تلك الأحكام النهائية والباتة..
> الدكتورُ/ صالح باصُرة والأستاذ/ عبدالقادر هلال قـَـدَّما تقريراً متكاملاً عن مشاكل الأراضي في عدن، وكان تقريرُهما كافياً للباحث عن الحقيقة.. ولكن تقريرَهما تم وضعُه في الأدراج، ثم كانت لجنةٌ برئاسة سالم صالح وماتت اللجنة قبل أن تبدأَ، وكذلك ما قام به نائبُ الرئيس.. لجانٌ في تقارير وأخيراً سلة المهملات..
الدكتور/ يحيى الشعيبي تم تكليفـُـه الأسبوعَ الماضيَ بمتابعة حل مشاكل الأراضي في عدن.. والدكتورُ مشهودٌ له كسابقيه ممن تم تكليفهم لنفس المهمة، وإن كان باصرة وهلال الأكثرَ صراحةً في طرح قضية الأراضي بعدن.. ولكي ينجَحَ الشعيبي في مهمته فعليه أن يقرأَ تقريرَ باصرة وهلال، وأن يعلمَ بأن مهمتـَـه يترتبُ عليها في الوقت الراهن إطفاءَ النيران المشتعلة ولو بقليل من الماء، فقد طغت النيرانُ على مُشكلة الأراضي لتصبح النارُ أكبرَ من ذلك بكثير، ولكن لا يمنعُ أن يكونَ عاملاً مُساعداً لإطفاء جزء ولو بسيطاً من تلك النار.. أما إذا تم إفشالُ مَهمة الدكتور الشعيبي في حل تلك المشاكل فسيكونُ ذلك الإفشالُ كمَن يصُبُّ النارَ على الزيت، ولهذا فإن جدية المهمة ولو على حساب ذوي النفوذ وأصحاب المصالح هي الطريق الصحيح لنجاح مهمة الشعيبي.
أما الدكتور رشاد العليمي فقد تم تكليفـُـه بمتابعة حل مشاكل الضالع.. وما أدراك ما الضالع؟.. والدكتور رشاد رجلُ دولة ورجلُ أمن وهو دكتور أيضاً بمعنى أنه سياسي إلى جانب جذوره الأمنية كرجل مسؤول عن الأمن في فترات طويلة وبمنصبه كنائب لرئيس الوزراء لشؤون الأمن.. والدكتور رشاد وزيرُ الإدارة المحلية وهو مَعنيٌّ مُباشرةً بأحداث الضالع من جانبها المدني كمسؤول عن الحُكم المحلي، ومن جانبها الأمني كنائب لرئيس الوزراء لشؤون الأمن..
> الشيخ عبدالمجيد وجمعيةُ علماء اليمن يدعوان لإعلان الجهاد في حال دخول قوات أجنبية إلى اليمن.. طبعاً الشيخُ عبدالمجيد كانت السفارةُ الأمريكية تطلبُ تسليمَه لأميركا بذريعة الإرهاب.. ولهذا فيمكن إستقراءَ هدفين من إجتماع العُلماء المذكور.. أولـُهما: أن الحكومة أرادت أن تطمئنَ الشيخَ عبدالمجيد الزنداني بأنها لن تفرِّطَ فيه، ولا يمكنُ أن تقومَ بتسليمه مهما كانت التنسيقاتُ الأمنية والعسكرية اليمنية والأمريكية، ولهذا سمحت الدولةُ ودعت إلى إجتماع العلماء، وبهذا تحصُلُ الحكومة على نتيجة هامة، وهي حيادُ الشيخ عبدالمجيد وأتباعه من الجهاديين والسلفيين أمامَ ما تقومُ به الدولةُ من قتل لأعضاء القاعدة.. أما الهدفُ الثاني: فهو تحذيرُ أمريكا من استهداف الشيخ عبدالمجيد؛ لأن إستهدافه سيكونُ بمثابة إعلان الجهاد ضد الأمريكان..
وتظلُّ اللعبةُ الدوليةُ هي السائدة في ما يدورُ من أحداث كانت بدايتها محليةً، ولكن نهايتها لن تكون محلية..
وعلى كـُــلّ حال فإعلانُ الجهاد لن يكون حلاً بقدر ما هو مزيدٌ من الصوملة، ونأملُ أن تكونَ الحلولُ سلميةً لا أن تكون دمويةً كما هو الحال في صعدةَ.. بل نأملُ وندعو إلى إعادة النظر في قضية صعدةَ والعَودة إلى الحلول السلمية..
والعاقبةُ للمُــتقين..
التعليقات (0)