مواضيع اليوم

اليـ6ـوم لغزة.. مدينة تحترق وإرادة لا تلين

suzan khwatmi

2009-01-01 09:18:39

0

مع اشراقة يوم غزة السادس، الأول من العام الميلادي الجديد 2009، المتلبد بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في مدينة الصمود، تنير لنا غزة هاشم دروباً جديدة لثوابت العزة والكرامة وتعلمنا ما معنى أن تعيش حراً عتيداً عنيداً لنيل حقوقك كإنسان لا أن تموت واقفاً، كالأشجار التي تموت واقفة من شح المياه، تستجدي ماؤك وهواؤك وغذاؤك من الكيان الصهيوني المستبد أو من الأنظمة العربية الواهنة بالضعف للدرجة التي ربطت مصير بقائها كقوى استعمارية قديمة ومستمرة للشعوب العربية مع مصير الكيان الصهيوني والقوى الامبريالية العالمية.

يقولون أن هذا المنطق الذي أتحدث به هو رجعي الهوى وأن عالم اليوم بحضارته المتقدمة تقنياً هو غير عالم الأمس، ونحن نقول.. لا أرى في أفكار حضارتكم الجديدة إلا مطامع تتجدد وعنوانها الكبير هو الاستعمار والعدوان وكسر إرادة الشعوب واختزال حقوقها الشرعية.. أليس كل ذلك هو من تراث ومصائب القرن الماضي الذي شهد حربان عالميتان وعشرات بل مئات الملايين من الضحايا البشرية في العالم كله من شرقه وإلى غربه؟! والسؤال هنا ما هو مفهوم الرجعية عندكم؟ وهل حق تقرير مصير الشعوب يعتبر إرهاباً الآن؟ وماذا تقولون في شأن حروب النفط القديمة التي تجددت حديثاً خلال الألفية الثالثة في غزو كل من أفغانستان والعراق؟.

نحن الشعوب لسنا ساذجين كي تلعبوا معنا لعبة الانقلاب على المفاهيم، تلك المفاهيم التي أقرتها التشريعات الدولية ومن قبلها أقرتها التعاليم الدنيوية والديانات السماوية. فهذا حمورابي - العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم - وقرءاننا يقول في محكم تنزيله "من اعتدى عليكم فاعتدو عليه بمثل ما اعتدى عليكم ومن اصفح فان الله بعد ذلك غفور رحيم". فمن أنتم يا أنظمة عربية أو يا مغتصبين أو يا مستعمرين كي تطلقوا على أبسط حقوق البشر بالتحرر والدفاع عن الذات على انه إرهاباً؟! نقول لكم أن الشعوب باقية ولكن الأنظمة والديكتاتوريات والامبراطوريات هي البائدة وهي من يتناولها التاريخ في مزابل فصول صفحاته.

نحن نقول أنه لا يوجد أعز من نفس الانسان على نفسه ونقول أن الاستشهاديين والمقاومين في فلسطين الذين فقدوا الارض والعرض وليس لهم من نصير، هم ليسوا مخدرين أيضا أو ينفذون أجندة إقليمية كما يزعم عباس وزبانيته ومن لف لفيفهم من العرب العاربة؟ والسؤال لماذا يصل الانسان الى هذه المرحلة ليرمي بروحه للموت المؤكد؟ بكل تأكيد، السبب هو اليأس والظلم من ممارسات الكيان الصهيوني وهو يتمادى في عدوانه واغتصابه للأرض الفلسطينية.

نحن نقول أن المقاومه تحتاج الى الدعم الشعبي والجماهيري، ولكن لا ننسى أنه لكل مستعمر هناك جلاوزة واعلام موجه ضد المقاوم للمحتل ويصفه بابشع الصفات كي يكون منبوذا بين المجتمع، وهذا ما حصل ويحصل من آلاف السنين، كما حصل مع عمر المختار شيخ المجاهدين في ليبيا، فقد وصفه المحتل الطلياني بابشع الصفات كالارهابي والقاتل والسفاح وقاتل الاطفال والنساء قبل إعدامه؟ ولكنه كان يقاوم المحتل ومن تعاون مع المحتل ففي أغلب الدول يبرز أناس تصطف مع المحتل وهي المستفيدة طبعا وتعمل مع المحتل في قلب الحقائق وتزييف الواقع وهذه كذلك يحق محاربتها.

نحن نقول إن العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في غزة هو حرب إبادة وهي الهولوكوست الفلسطيني القديم والمتجدد على مدى 60 عاماً من عمر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن هذا العدوان على غزة وفلسطينييها هو محاولة إنهاء لآخر معاقل المقاومة الفلسطينية لتصفية قضية المسجد الأقصى لضم كل فلسطين التاريخية للكيان الصهيوني المغتصب. يا أيها الشعوب العربية أنتم أمام مفصل تاريخي مهم ومساءلة إلاهية قادمة إذا ما سقطت المقاومة الفلسطينية في غزة. إن أبناءكم سيساؤلوكم يوماً ما كما فعلنا نحن مع آباءنا وآباءهم، فالتاريخ كتب انتصارت حاسمة للشعوب وإراداتها ولم يزهو بأفعال الديكاتاتوريات ولا بانجازاتها بل لعنهم التاريخ وحملهم مسؤولية المجازر عبره. فهل تعتبرون كي لا يضعكم التاريخ في مزابله!!!!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !