تميزت المائة يوم الأولى من وزارة المهندس عصام شرف رئيس وزراء مصر بارتعاش أيدي الوزراء فلم تتخذ قرارات ثورية أو اقتصادية جريئة تتطلبها المرحلة الحالية ما بعد الثورة...لماذا ترتعش الأيدي ؟...الجواب لأنها غير ثورية حيث أن معظم الوزراء الحاليين من رجال الماضي ...ورجال الماضي في عهد المخلوع لم يكونوا مطلقي الأيدي ...كانوا يتلقون الأوامر أو ينتظرون توجيهات الرئيس...هم يخافون من الوقوع فيما يضطرهم للخروج من الوزارة...الحرص على الوزارة والمنصب أطول زمن ممكن هو الشاغل الرئيسي...أما لو أعطيت الوزارات للشباب (وهذا حقهم الشرعي لأنهم أصحاب الثورة) كانوا على تسيير الأمور أقدر حيث أن المنصب لا يشكل عندهم هدفا بذاته ....والجرأة من صفات الشباب ...كان وما زال أكبر خطر يهدد الثورة ومستقبلها هؤلاء الكبار في العمر الذين يميلون إلى السكون وعدم التغيير عملا بالحكمة (ليس في الإمكان أبدع مما كان) ....إن من صفات الوزير الناجح المبادأة واستحداث المشروعات وإبداع القرارت... ومن مهمات الوزير الأولى في أول يوم يدخل فيه الوزارة أن يبحث عن العاملين فيها لا على الروتينيين الجامدين وتكون من أولياته إقصاء الفاسدين وإذا لم تظهر مجهودات الوزير بعد أيام فلن يكون أهلا للمنصب ...إن الزمن يجري وكلما مرت الأيام دون فعل ظاهر ثوري تشعر به الجماهير فسوف تبرد الثورة وتنكمش ونعود إلى عهد الركود والعفن الماضي ...أين الشباب ...أين الشباب...إن أصحاب الكروش المتدلية والأكباد المريضة وأمراض الشيخوخة لا يستطيعون الجرى ولا حتى المشى ولا مغادرة المكتب إلا في موعد الانصراف .....
التعليقات (0)