مواضيع اليوم

اليتيم العصامي

اليتيم العصامي




أبو علي رجل في العقد الرابع من عمره ودرس إلى الصف الخامس ابتدائي وترك الدراسة وكان يرعى الأغنام مع والده وكبر أبو علي وتزوج وأراد أن يستقل بحياته فترك البادية وذهب إلى المدينة واشتغل بالتجارة ولكنه خسر فيها وفضّل أن يذهب إلى الوظائف الحكومية فتوظف وظيفة مراسل في إحدى الوزارات وراتبه لا يكاد يغطي إيجار الشقة وكل من يسأله يقول مستورة والحمد لله وقد رزقه الله بثلاث بنات وولد واحد وسماه علي حيث إن والده يناديه يا (أبو علي) قبل أن يتزوج ويأتيه علي، ومرت الأيام وكبر علي وكان أكبر من أخواته وهنا زادت مصاريف العائلة وراتب (أبو علي) يزيد ولكن زيادة طفيفة كل سنة لأنه مستخدم وتحول إلى المرتبة الثانية، المهم أن حياة (أبو علي) وأسرته تسير على ما يرام، إلى أن جاء يوم مرض (أبو علي) مرضاً شديداً وفجأة انتقل أبو علي إلى رحمة الله، ومن هنا بدأت المأساة وكان عمر علي أربع عشرة سنة ويدرس في الصف الثاني المتوسط وبعد استلام مستحقات والده من العمل اتضح أن والده مديون فدفع علي وأمه هذه الديون إلى مستحقيها ودفعوا إيجار الشقة لمدة ستة شهور ولم يبق مصروف يكفي أسرة أبو علي، وبعد ستة شهور أخرى بدأ صاحب الشقة يطلب إيجارها وبدأت المصاريف تكثر على الأسرة، وقد فكر علي بأن يترك الدراسة ويعمل ليساعد أمه وأسرته بالمصاريف وحاولت أمه أن تقنعه بأن يكمل دراسته وهي تعمل ولكنه رفض وقال: يا والدتي إذا كان لي نصيب في إكمال دراستي سأكملها بإذن الله. وفعلاً يعمل حارس أمن في أحد المواقع الذي ليس عليه حركة كثيرة وسجل في الصف الأول الثانوي في إحدى المدارس الليلية وكان يأخذ كتبه ويذاكر دروسه في الليل أثناء عمله وبمساعدة من زملائه استطاع أن يؤمن لقمة العيش لأسرته (أمه وأخوته) ويكمل دراسته الليلة وأصبح في الصف الثالث ثانوي وكان يحب المواد العلمية ودخل الثانوية المجال العلمي وعند الاختبارات ساعده المسؤول عنه في العمل وأعطاه إجازة مدة الاختبارات وكان مجتهداً وبعد الاختبارات بفترة أعلنت النتائج وكان من ضمن الناجحين بتقدير جيد جداً مرتفع يقترب من الممتاز فجاءته بعثة للخارج لدراسة الطب ولكن والدته رفضت بسبب ابتعاده عنهم خلال الدراسة وهن كلهن نساء ولابد من وجود رجل بجانبهن فوافق وقدم على الجامعة وقبل في تخصص الهندسة الكهربائية وصار يدرس ويعمل في نفس عمله السابق كحارس أمن إلى أن أكمل دراسته وتعين في وظيفة على مرتبة جيدة في القطاع الحكومي وهنا أخواته تزوجن وهو تزوج من إحدى الأسر وأحضر سائقاً خاصاً لوالدته وخادمة وترقى في الوظيفة بعد إكماله الماجستير والدكتوراه وأصبح الدكتور علي وكيل لوزارته التي يعمل بها.

محمد السميران الخمعلي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !