مواضيع اليوم

الياسمين الشامي من دون أريج

نزار جاف

2011-02-15 08:51:43

0

في الآونة الاخيرة، وعبر الفيسبوك، تصاعدت حملة غير عادية تدعو ليوم الغضب السوري، هذه الدعوة التي يبدو أن معظم مطلقيها هم خارج"قلعة الصمود و التصدي"سوريا، لاتوجد إشارات في الافق تؤکد أنها قد حققت ولو نزرا يسيرا او ملموسا على أرض الواقع و خصوصا في هذه الايام الحساسة جدا حيث تبدو أعين اجهزة الامن أکثر جحوظا و بروزا من عيني الجاحظ نفسه لمراقبةأبسط تحرکات و ردود الفعل الشعبية، ويقينا فإنه لامراء من الثقة المفرطة بالقدرة الخلاقة و الاستثنائية لهذه الاجهزة"الکفوءة" فيما يتعلق بکيفية مراقبة و ضبط تحرکات الشعب السوري، تماما مثل الجيش السوري الذي يبدو أيضا أنه مختص جدا بالشعب اللبناني، ولذلك، فإن يوم الغضب السوري المزعوم قد مر باردا جدا حتى ان برودته کانت تکفي لخفض درجة حرارة مرتفعة الى مستوى قياسي، ثم عن أي غضب يتحدثون وذلك الاعلامي السوري الکبير الذي علم العرب کلهم فن الرفض و قول الحق، يرفع عقيرته و ينادي کل الشعوب العربية للغضب و للثورة على حکامها فيما عدا سوريا، فهل تعتقدون بأنه غير مصيب في رأيه وهو الذي يدري بدقائق الامور في کل أرجاء الوطن العربي فهل تعقلون أنه يدري شيئا عن وطنه و يخفيه عن الاخرين؟ أم ان الاجدى أن نسعى لتصديقه بأن النظام هناك في سوريا وطني ديمقراطي و يستمد قدراته و وجوده و شرعيته من الشعب؟
سوريا التي کانت قائدة لدول جبهة الصمود و التصدي، مازالت صامدة و متصدية و مقارعة و مقاومة و مقاتلة و انها قد هزت فعلا جبهة الاعداء و نجحت في تشتيت شملهم وان الاعداء قد فشلوا فشلا ذريعا في إختراقها و الدخول إليها لأن لجميع ابواب و شبابيك و جدران دور المنازل و العمارات التي في عموم أرجائها آذان ذکية جدا تکاد أن تکون أقوى و أکثر دقة من أجهزة التنصت الالکترونية في رصدها ولو لصوت وقوع قشة صغيرة جدا على الارض، والاعداء قد حاروا في امر هذه التکنلوجيا الاصيلة ـ المتطورة للقيادة السياسية الحکيمة فيها و لو کانت تجري في عروق هؤلاء الاعداء دماء فعلا لکان يجب أن يبادروا لإبتکار جائزة دولية جديدة في مجال الابواب و الشبابيك و الجدران الذكية لسوريا وبعدها يعلنوا عن عجزهم و فشلهم أمام صمود و تصدي هذه الدولة الوطنية التقدمية الاشتراکية الوحدوية التي ستبني المجد يوما ما و بطريقتها الخاصة جدا و عندها ستذهل العالم برمته.
زهرة الياسمين التونسية فاحت بعبق أريجها الفواح و ملئت کل رکن و زاوية من تونس الخضراء بعطرها وزفت فجرا جميلا زاهيا حالما لکل أبناء الشعب، أما زهرة اللوتس المصرية الجميلة فقد کان نسيم عطرها فواحا الى درجة انها صارت عظيمة کالنيل الخالد و دخلت التأريخ المصري من اوسع ابوابه، أما الياسمين الشامي، فقد توضح أنها من دون أريج، إذ تبين لحراس الامن و الاستقرار الداخلي انه من الممکن جدا ان يستغل الاعداء براءة و طيبة اريج الياسمين الشامي ولذلك فإنهم بادروا و کإجراء وقائي و احترازي ذکي جدا الى إحتجاز ذلك الاريج الفواح حتى تهدأ قصة الورود الثائرة و بعدها و بعون الله يحلها ألف حلال!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات