رأيتك في ضمير الليل تحمل لوعة الفقراءْ
وتوقدُ من عروق القلب زيتاً يشرب الظلماءْ
وتعبر عالم الموتى لتصنع عالم الاحياءْ
لتصنع من بقايا الروح والاشلاءْ
مواكب للرجال ، وللغد ِ المعطاءْ
رأيتك تعصر القلباوتنثر في زوايا وحلنا املَه
ليصبح واحة خضراء ْ
تذوب ندية خجلَه
رايتك في جفاف العشق تغمر بعضنا بعضا
وتفتح صدرك الابويّ تحضن خنجر القتلة
يغوص، يغوص ، مجنوناً بلا استحياء ْ
لقد كذب الردى مازلت نسرا يقدم السربا
يمدُّ جناحيهِ في غضبةِ الانواء ْ
ليهتف بأسمه ِ
في عالم ضاعت به الاسماءْ
ويحمل صرخة الشهداءْ
الى دنيا تدور بهوّة سوداءْ
وينثر في هجير الطفِّ
في لفحات ِ عاشوراءْ
ينثر حفنةٌ من ماءْ
ثم يعود في عطش ٍ يقاسي خنجر القتلة
وعند تهافتُ الاشياء ْ
يصبح جذوة في عتمةِ التأريخ ِ مشتعلة
ويصبح نجمة في ليل ِ عاشوراء
وياأرزَ البلادِ يُذيبُ في شاطي الأسى همَه ْ
يجرحه الجفاف ويحتوي حلمَهْ
ويحفر بالمُدى أسطورةِ الألم ِ
ويَغمرُ وجههُ بدمِ ويبقى الأرز ينتظرُ السماء ْ
لعلها غيمةتسحُّ النور في العتمة
فتغفو حرقة الألم
ِكأن هناك أقدارا تسوق قوافل النقم ِ
وتبني من لهيب النار ِتحت نجمتنا خيمة
وتحرقُ كل يومٍ من نجوم سماءنا نجمة
ليطفو القلب بالهَمِّ ِ
كأن ضراوة الأيام فينا صخرةٌ صماءْ
تحملنا من القمة الى ملحودة العدم ِ
كأن رؤى ليالينا شفاهُ ظمي
تموت سدىً على خلجاتها النغمة
فيازمن الاقدار أي ثعبان ٍ رمى سمَه ْ؟
فبعض يشتهي من لحم صاحبه
وبعض يشتهي لحمه
حنانكَ أيها التأريخ اتعبنا تجافينا
فامطر عشقنا غيمة
سألتك ان تعبر البلوى
وأن تكبرْ
سألتك ان تكون الغيم يسقي الشوك والبيدرْ
سألتك ان تكون الارض تحتضن الحنظل المسكين والسكر
سألتك أن تكون الشمس يغمر نورها العشاق والقتله
سألتك ان تكبر وان تكبر
لأن الموت أن تبقى تئن ،
تــئــن من خدش وتنسى جرحك الأكبر
عرفتك حين كان الناس في أغفاءة الخدرِ
ِرأيتك تقرأ الآهات ِخلف فواصل السورِ
سمعتك تنشد الغفران للغجرِ
عرفتك حين عاشوراء عاد وليس من مطرِ
وراح وليس من مطرِ
يشد عيونك التجوال من سفر الى سفرِ ِ
وأبقى الهم في خديك مثل ملامح القمرِ
كأنك تستغيث بألف وجه قد من حجر
وكنا صوت نادبة تنوح لآخر العمر
ِوتنتظر المواسم
علها تأتي على قدر
ِلعل هناك من خبر ِ
ولكن ليس للآتين من أثـــــر
سوى خطوات ركب مرَّ في السحر
تلوى في الدروب وشدَّ من عينيه ِ بالحذر ِ
وغطّى قسوة العثرِبصبر الأرز ِ
أو بجراح منتصر ِ
ومرَّ بنغمة خضراء ما ارتجفت من وتر ِ
ولاخفقت عليها راية التترِ
ولا ركعت لنصل القاتل القذر ِ
ولا خشعت بدرب الخوف مثل عيون محتضر ِ
وكانت تنذر الارواح
ثم يجيء عاشوراء محزونا فيوفي الكل بالنذرِ
ايا نصلا يمزقني ويطلب من بقايا جثتي الأجرا
ترفق لست مجنونا لأرقى القمة الكبرى
ولكني سأفتح ذلك السفرا
لعلني أقرا ملامحه وتلك الوجنة الحمرا
وبسمته تضم بروعة فجرا
ودفأ مثل طيف الشمس يبدو لونه سحرا
على جرح الحقيقة ينثر العمرا
ويسقيها على يبس ٍ لتحضنها أكف المتعبين ندية خضرا
ومن بعنائها أدرى
من الشمع المذاب بدربها دهرا
ومن أدرى من الاوداج حين تعانق السكينة الحمرا
ومن ادرى
من القلب أذ يغوص النصل في اضلاعك اليسرى
فياطيفاً على اجفاننا مرّا
سننسى ألف جرح ثم يبقى جرحك الفوّار لايبرى
التعليقات (0)