ايسر علي / لم استغرب عندما بلغني سجن صحفية سودانية لارتدائها البنطال بحجة انه مخالف للشريعة الاسلامية .. ولبس البنطال من قبل النساء ليس بغريب عن بلداننا العربية والاسلامية ولكن ...
السؤال مناين جاؤوا بهذه الفتوى الغريبة؟ ومن هم صناع هذه الفتوى؟ وعلى اي اسس اعتمدت ؟ فاذا كان سبب اطلاق هكذا فتوى هو لانها من الممكن ان تثير غرائز الرجل ، فهل بنطلون الرجل لا يثير غرائز المراة ؟ ان هذه الازدواجية موجودة وواضحة في المجتمع الشرقي فنشاهد الكثير من السواح الخليجيين من الرجال يرتدون ( البدي والشورت ) ليظهر بمظهر جميل فيما يفرض على زوجته زيا محددا فتبدو وكأنها ترتدي كيسا من الفحم الاسود ولو سألنا ضمير هذه المرأة هل هي مقنعة بهذا التصرف الازدواجي؟ فماذا سيكون جوابها؟! ..
نحن المسلمين مؤمنون ان الله سبحانه وتعالى عادل وان الانبياء جاءوا لتحقيق العدالة فهل هذه الافعال وازدواجية النظرة والتعامل عادلة؟.
ونلاحظ كثرة وسرعة اصدار العديد من الفتوى من هذا النوع وعلى شاكلتها كلما اعلن عن الجديد من الملابس او الادوية او اي شيء من تقنيات حديثة بالتحريم او التجريم وكأنها اي
الفتاوى جاهزة ومعدة مسبقا مثلما حصل عند اكتشاف التلفاز والراديو والمستحضرات الطبية كموانع الحمل.
ولو تمعنا في الازدواجية هذه فاننا نجدها في مجتمعنا العراقي ايضا بشكل واضح حيث عندما تمت خياطة قميص نصف كم وفقا لمتطلبات التطور في والموضة صدرت فتاوى بتحريمه وفي النهاية اضطر اصحاب هذه الفتوى الى تغييرها والغائها ، كذلك حصل في سبعينيات القرن الماضي تحريم الجبة السوداء وسميت بالعباءة الشيطانية وعندما بدأت النساء تلبس الجبة الملونة فحرمت الملونة والغيت فتوى تحريم الجبة السوداء وهكذا نجد ان الفتاوى الغريبة تنهي الرأي الشخصي بل وتعمل على الغاء الشخصية وتقييد حرية الانسان وتنهي دور العقل وهذا عكس الواقع الاسلامي المرن .
وقد ابتلى المجتمع الغربي في السابق بمثل هذه الفتاوى الغريبة فعندما تم اكتشاف المخدر ( البنج ) المستخدم في العمليات الجراحية تم تحريمه على انه يجب ان يشعر الانسان بالالم لان هذا الالم هو مشيئة الله وكذلك عند اكتشاف طرق الولادة الاصطناعية والقيصرية تم تحريمها على اعتبار ان الطفل سيخرج من غير المكان الذي اراد الله له ان يخرج منه وغير مهم ان تموت الام واستمر ذلك الى ان ثار المجتمع ضد هذه الافكار ونهض نهضة سريعة بسبب ابتعاده عن هؤلاء فمتى نستفيد من تجارب غيرنا؟
التعليقات (0)