لأني أم، تناديها الوجبة السعيدة في مطاعم ماكدونالدز الشهيرة ...الوجبة التي لا مفر من تناول الاولاد لها على الاقل يوما واحدا في الاسبوع .
ولأنني أعمل في مهنة الاعلام لفتني في الوكالات العالمية خبر سحب شركة ماكدونالدز ل13 مليون كوب من سلسلة مطاعمها في اميركا وكندا ..والكوب طبعا يحمل صورة
الشخصية الكرتونية ... shrek
ويتزامن توزيع الكوب في ماكدونالدز مع عرض فيلم الشخصية الالكرتونية المسيطرة على قلوب الاطفال في صالات السينما في العالم .
ولم يأت سحب اكواب شريك لانها ليست على مستوى البطل الاصلي بل لاحتوائهاعلى مادة الكادميوم السامة....
طبعا يكفى ذكر انها سامة ليجعلني اغوص بحثا في غوغل عن مضاعفاتها وتبعات استخدامها....
حقا ماكدونالدز شكرا لاعترافك واعلانك وسحبك الاكواب المسمة من اميركا وكندا. و شكرا لتويوتا وجنرال موترز وتايلنول وزيرتك وكل الشركات التي سحبت وتسحب بضائع لها من الاسواق بسبب سوء في التصنيع او خطر في الاستهلاك ....شكرا لها لانها هددت اسهمها في
البورصات لخطر الانزلاق وشكرا لها لانها عرضت سمعتها للخطر وهزت صورتها البهية.
ولكني أعيش في مقلب آخر من العالم ....
فانا انتمي للدول المستهلكة، واحيا بين الشعوب التي تناديها الوجبة السعيدة في مكادونالدز وسيارات تويوتا ومخفض الحرارة تايلنول ودواء الحساسية زيرتك..
وقد لا تتابع وكالات الاخبار العالمية فلم تسمع بسحب لبضائع في احيائها وازقتها.
تلك الاحياء الممتدة من الفرات الى النيل مرورا بقرى قد لا تصلها السيارات لكن بيوتها تكاد لا تخلو من مخفض الحرارة الشهير
وبعض تلك الازقة قصدتها مطاعم كماكدونالدز تقلد الوجبة السعيدة والكوب السام مع مادة الكادميوم القاتلة
وغيرها طبعا من المواد ...
لأنني أم تسكن العالم الثالث القابع بين سندان الاسلحة النووية ومطرقة الفقر والجهل تحزنني الوجبة السعيدة في ماكدونالدز و الوكالات العالمية باخبارها وتقلقني الشركات بسلسلة سحبها لمنتوجاتها الخطيرة ....ولا يسعدني سوى صديق طفلتي شريك العجيب.
ليته يخرج من الشاشة الثلاثية الابعاد ويعلن سحب الاسلحة من عالم "الواقع" البيضاء والنووية والمواد السامة في اكواب ماكدونالدز وتايلنول وزيرتك وكابح السيارات السيئة الصنع الى عالمه الخيالي المدهش...
التعليقات (0)