الى عاشقتي

  إلى عاشقتي

يميناً بدمعتكِ الواجمة 
وباللوعة الحائمة 
ورغم طيوف الأسى الظالمة 
ستبقى على الثغر مثل الندى
يشعُّ على الوردة النائمة 
ستبقى ابتسامتك ِ الحالمة 
يميناً بما قدسَّ العاشقون 
وما رف َّ من أمل في الجفون
وبالهمسة ِ الناعمة
يهيم ُ بها المغرمون 
سمعناكِ في أغنيات الليالي 
تنادين للعاشقين الوالهين ْ 
وعبر الليالي وعبر السنين ْ 
سمعناكِ لبيك ِ قبل الصباح
يناجيك ِ نجم السماء الجميل 
ولن يحجب النجم ستر الدخان 
ولن نجعل الليل همّا ً طويلا 
وتبقى غصونك رغم الفراق 
تحنُّ إلى دفء أكواخنا 
ويبقى أصيلك ِ يغري القلوب
فتورق كالزهر أحلامنا 
ويبقى عشقك رغم الفراق 
يحن ُّ إلى لمس أرواحنا 
سمعناكِ لبيك يا عشقنا 
ويانبع أشواقنا 

ستبقى ابتسامتك ِ الغاليه 
تغذّي على البعد آمالَيه 
سأبقى سميرك ِ حتى الصباح 
وتبقى ابتسامة عشقنا 
تجوب السنين 
سمعناكِ لبيك ِ يا عشقنا 
ويا نبع أشواقنا 
سمعناك ِ والصمت لف َّ المساء 
وماضلت الدرب أبصارنا 
وقد نام من سهر ٍ ، من عياء 
عن الليل والفجر سمّارنا 
ومصباحنا لاهثً كالغريق 
يغور الضياء بأعماقه
رويداً ، رويدا ً وما يستفيق 

وفي غفوة عادت الذكريات 
وعشنا بها لحظة حالمين ْ 
نعدُّ السنين ، وننسى السنين ْ 
ونسمعُ وقع خطى النائيات 
وكنت على عهد الحب 
أوميء بالراية العالية 
إلى القمة العالية 

إلى حيث يكبر ورد الربيع 
وتورق أغصانه النامية 
وعاد إلى سمعنا 
كهمس الجداول في حقلنا 
هتافك ِ : لبيك يا عشقي هتف الدما 
فلن يمنعونا بأن نبسما 
وأن نحلما
وأن نعشق الفجر والأنجما 
وفي صحوة فرَّت الذكريات 
على صوتك المتعب ِ 
ووقع خطاك ِ 
وضحكتك ِ الساحرة 
وتعلو يداكِ
فيركض قلبك ِ بين الضلوع ْ 
وتحترق في مقلتيك الدموع ْ 
فتهتفي أياعاشقي 
تعال تعال فقد طال النوى والانتظار

حكمت الطرابلسي