إلى شباب ميدان التحرير
ياغضبة َ الجرح ِ لاشكوى ولا جَلَد ُ
أقوى من الجرح ِ إيمان ٌ ومعتقد ُ
ويا أخا الجرح ِ مطويّاً على حلم ٍ
به ِ تواصل َ أمس ٌ خالد ٌ وغد ُ
سر ْ في طريقك َ لاتحزنك َ طائشة ٌ
من السهام .. رماها طائش ٌ نكد ُ
لاتعاتب ْ .. فقد أغنتك َ مَعتَبة ً
تجارب ٌ بان َ فيها الغي ّ والرشد ُ
وأربأ ْ بآمال شعب ٍ عن مخاصمة ٍ
لآخرين ..برتهم للخصام ِ يد ُ
وخل َّ خيل َ المثنى صوب غايتها
على الفوارس ِ من شيبان َ تعتمد ُ
ياصانع َ النصر ِ .. لايصبو لغير ِ منى
هذي الجموع .. ولايسعى ولا يفد ُ
ومانح َ الفجر ِ يسقيه ِ دما ً سربا ً
ولا يَمن ٌ بما يَسقي ولا يجد ُ
ورافع الرأس .. لم يركع ْ لغير ِ عُلا
ربٍ .. هو الواحد الجبار ُ والصمد ُ
ويا أبا المعجزات السمر ِ .. لاعدد ٌ
يثنيه ِ في جاحم ِ الجلى ولا عُددُ
ولا طغاة ٌ مناكيد ٌ سواسية ٌ
من فرط ِ مازوقوا طغيانهم كسدوا
الشامخون على القربى جبابرة ٌ
والراكعون َ على أعتاب ِ من بعدوا
والهانئون َ بأن قرَّت ْ مناصبهم
وأنهم بسلام ٍ زائف ٍ وعدوا
قل للذين أستطابوا ذُل َّ مناصبهم
واستمرأوا رغد َ الأموات ِ واتسدوا
لايصنع الذل َّ إسعاداً ولا رغدا ً
أن الكرامة َ إذا عزت هي الرغد ُ
يا ابن َ الأباة ِ الألى طابت منابتهم
وطاب َ فرعاهم : الأبناء ُ والحفد ُ
الظامئين َ على عز ٍ ومكرمة ٍ
والواردين َ وغير الحمد ِ ماوردوا
والساجدون َ خشوعا ً في محاربهم
لكن لغير ِ جلال ِ الله ماسجدوا
أقسمت ُ بالله ِ جباراً نلوذ ُ به ِ
بأنك َ الحارس ُ الجبار ُ والسند ُ
وأن َّ مجدك َ آلاء ٌ ومفخرة ٌ
سِيان ِ .. لاطارف ٌ فيه ِ ولاتلد ُ
مصر العروبة والتأريخ ينبئنا
أن َّ الطريق َ إلى تاريخنا جددُ
توحدا جوهراً فردا ً ومااختلفا
كالجسم ِ تسكنه ُ روح ٌ وتتحد ُ
ياصانع النصر .. إلا أنه ُ أفق ٌ
دم ُ الضحايا عليه ِ كوكب ٌ يقد ُ
وواهب َ النور ِ من أعمى بصائرهم
شعاع ُ فجر ٍ جديد ٍ فرط َ ماهجدوا
دماء ُ أهليك َ ماسالت معطرة ً
إلا لتزهو رياض ٌ طُلَّعٌ جُدَدُ
تسلم وشعبك َ .. يسلم ُ شامخاً
شعب ٌ ويهنأ بنُعمى عزه ِ البلد ُ
د. الشاعر حكمت الطرابلسي
التعليقات (0)