مواضيع اليوم

الى جواد سبتي ... للانسان والفنان

ياسر العزاوي

2009-09-02 12:19:19

0

إلى جواد سبتي ... الإنسان والفنان
ياسر العزاوي
اخرس الناعي بياني بالأسى فتولاني وجوم وانتحاب
أنا أرثيك بدمعي صـامتا ولدمعي فوق خدي انصباب
قطرات حبرك لم تجف بعد ... وما زالت بعض الكلمات تحتاج إلى تنقيط ... وما زال هناك من يعشق صرير القصبة وأنت تكتب ...
ترى من سيجرؤ على تجفيف تلك القطرات ؟
ومن له سطوة كسطوتك على الحرف وأنت تضع نقاطه ؟
ومن سيطرب لغير صرير أقلامك ؟
جواد سبتي ... ما زلت حاضرا في ذاكرتي رغم فراق دام أكثر من عقد من الزمن ... وها أنت تغوص في أعماقي رغم حقيقة فراقك الأبدي .
كنت معي في كل أوقاتي استشعر فيها طراوة كلماتك وحلاوة طرفتك وصدق ابتسامتك ... كنت معلما ومربيا من الطراز الأول , فلقد تأثر بك كل من جالسك أو تحدث إليك تلميذا كان أو صديقا , كنت تريد أن تقول لمن حولك إن ما تكتبه في لوحاتك الرائعة من آيات وأحاديث وأقوال وحكم كلها قابلة للتطبيق مع توفر الإرادة والهمة العالية لدى الإنسان المؤمن , وأنت والله كنت كذلك .
نعم كان لانتخابك للنصوص دلالة تربوية نابعة من عمق نفسك الصافية , كيف لا وأنت من جاور الضريح المقدس لأمير المؤمنين (عليه السلام) عمر من الزمن تستلهم من أقواله ما يعينك على تزكية نفسك , فكنت صاحب الذوق السليم , والشاعر المرهف الإحساس , والخبير اللغوي , والخطاط الذي لايجارى , فمن يتصفح ما خطته يمينك يرى بكل وضوح ما أنت عليه من سمو الأخلاق وطهارة القلب ورفعة النفس . لقد لخصت وكتبت ما لم يكتبه خطاط في زماننا (على حد علمي) كلمات هي الأطهر والأصدق والأقرب إلى روح القدس ... كلمات مصدرها الصادق الأمين عن جبريل عن الله عز وجل في حق من اختارته الإرادة الإلهية لهدايتنا بعد الرسول الكريم فجاءت تحت عنوان (الخط الزاهر الجلي) فكانت جزء من الوفاء لهذه الشخصية العظيمة والتي ذبت في حبها أيما ذوبان .
ها إنا أقف إجلالا وإكبارا لروحك المفعمة بالهمة العالية والصادقة مع الله ورسوله ومن أحبت من اله الطاهرين وهي تلتحق بمعشوقها .
فجزاك الله عن الخط والخطاطين خير جزاء المحسنين لما قدمت من أعمال لاتنسى ولا تبلى كونها خطت بيمين صادقة غايتها رضا الله سبحانه وتعالى . اسأل الله لك الجنة والرضوان ومجاورة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !