هي ليست باريس بأضواءها أو دبي بأبراجها و لكنها في نظري هي أجمل من كل تلك المدن.. ربما لأنها تشبهني بتلك الجبال الشامخة التي تحتضنها ، و ربما أنا مرتبطة بالمكان لانه يحتضن عائلتي و أقاربي و شجرات الزيتون التي كبرت معنا و ربما و ربما ..و لكن في النهاية الشئ المتأكدة منه أنني أحب مدينتي "تطاوين" كثيرا.
عندما كنت ادرس بالجامعة في تونس العاصمة كنت أستغل أية فرصة مهما كانت قصيرة لكي أكون في تطاوين، اهربا من ضجيج الأولى و صخبها الى هدوء الثانية و وداعتها.
عندما تسمع "تطاويني" في الغربة يتحدث عن "الوطن" فاعلم أنه يتحدث عن تطاوين ف "الوطن" هي الكلمة التي نستعملها بالعامية للتعبير عنها.
أنا أرى أن أجمل ما في تطاوين هم ناسها، عندهم كرم مادي ومعنوي في بعض الأحيان قد يراه البعض "كرم دراويش"، طبيعتهم صلبة و لكنهم عندما يثقون بك تصبح واحدا منهم، فهذه طبيعة الإنسان الجنوبي "متطرف" في قربه و بعده وفي مشاعره.
في الواقع كلماتي القليلة هذه يمكن أن تكون اشارة الى "الغيرة" التي شعرت بها من الأستاذ الفاضل عوني ظاهر و هو يتغزل بشكل يومي تقريبا بقريته ياصيد التي أصبحنا نحب أيضا، اذا الشكر واجب له لأنه جعلنا نكتشف كم نحب مدننا و قرانا و نتنافس في ما بيننا لإظهار تلك المحبة.
وبالنظر الى تربيتي و قناعاتي التي تعلمني يوميا أنني ابنت هذا الوطن العربي الكبير من محيطه الى خليجه فإن محبتي لتطاوين هذه تنسحب على كل شبر من هذا الوطن العربي الذي يحتضن اختلافاتنا و تنوعنا الثقافي، لذلك محبتي لتطاوين ليست محبتا "عنصرية" ضد أحد بل بالعكس هي مثال على انتمائنا الابدي الى هذه الأرض مهما تعددت الأسماء و اختلفت.
التعليقات (0)