سجا شوكت العبدلي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
دماؤنا استُبيحت ... واصبحنا نُقتل بدم بارد ... ضاع الحق ولم يعد من ورائه مُطالب ... فمن يُطالبُ بدم الابرياء الشهداء ؟ ومن يطالب بدم من ذهب للبحث عن لقمه عيش له ولاطفاله فراح هو ومئاتٌ من حوله ضحيه قنبله زُرعت على ارضك يا عراق قنبله لم تحمل في طياتها الموت فقط وانما حملت الكثير من معاني الحقد والكراهيه وشوهت كل ما هو انساني . من يطالبُ بدم طفل فرح بمدرسته وبيومه الاول فيها ... ليضيع دمه على رصيف مدرسته قبل ان يأخذ درسه الاول في عامه الاول؟
القائمه تطول والدماء لا زالت تُسفك رخيصةً ولا اجدُني إلا وانا استخدمُ علامه السؤال في كل مره لعلي اكون محظوظه لأجد من يجيبني على كثير من الاسئلة التي غُطت باللون الاحمر .
اصبح موتنا بالجمله وكاننا في سوق الجمله ... يبيعون فينا ويشترون بثمن بخس باعوا حقنا في الحياه واستباحوا عيشنا على الارض التي خلقها الله لبني ادم .
فهل لهذا النفق المظلم من نهايه ؟وهل يمكن ان نٌبصر النور من بعد كل ما عانيناه ؟
خمسه اعوام مضت وقوافل الشهداء في ازدياد ... شهداء من مختلف الاعمار والاديان والاطياف والانتمائات فلم تفرق الانفجارات الدمويه والاغتيالات بين طفل أو امرأه او مسن أو سياسي او رجل دين او صحفي ينقل الحقيقه ليس الا ... حتى الجماد والنبات كان من ضمن القائمه فكل ماهو عراقي وكل ما يحمل هوية النهرين وكل ما يشمخ ويعلو بعلو غابات النخيل هو مستهدف وهو من ضمن القائمه التي بدأت ولن تنتهي الا بالمزيد من الخراب والدمار والمزيد من الدماء البريئه المهدوره ، ولا يزال العراق يدفع ثمنا لقائمة لم يأخذ منها شيئا.
فمن يُريد قتل كل ما هو عراقي الهويه ومن يريد مصادره حقنا في الحياه؟؟ ومن المسؤول عن كل ما يحدث ؟ حال العراق اليوم اشبه بحادثه حصلت في عهد رسول الله عندما اتفقت قريش على اختيار شاب من كل قبيله من اجل ان يقوموا بقتله حتى يضيع دمه بين القبائل... فمن اشترك بهدر الدم العراقي ؟هل هو الاحتلال البغيض بكل ما جاء من فتنه ودمار وخراب ؟ ام هل هي جاره البؤوس ايران ؟ ام هي كما يعتقد البعض اسرائيل ام كلهم مجتمعون ؟ ام من ؟؟ اصبحنا وامسينا ولا زلنا نبحث عن الاجابه . فهل من مجيب ؟
كبرت في الغربه و يتملكني الرعب بان اموت في الغربه بعيده عن تراب وطني ... هل سيبقى الوطن محرما على ابناءه؟ هل سيعيش ابنائنا نفس معناتنا وهل سيذوقوا من نفس كأس المر الذي جرعناه ؟ وهل ستضيق الارض عليهم بما رحبت وتغلق الابواب المفتوحه في وجوههم .
مل منا السؤال ومللنا منه ... ولم يتبقى لنا سوى الحسره على ايام ولت ... وليس لي امل بان تعود.
التعليقات (0)