مواضيع اليوم

الى الحاقدين على الأمازيغية

افكار شبابية

2013-03-21 02:52:18

0

الى الحاقدين على الأمازيغية
في الآونة الأخيرة تصاعدت بعض الأصوات العنصرية التي وجدت ضالتها في مهاجمة مناضلي القضية الأمازيغية وذلك عبر صفحات الجرائد الإلكترونية والورقية فهذه الشرذمة التي تشن هكذا هجمات مسعورة مدفوعة من طرف جهات معروفة بعدائها الجنوني للغة الأمازيغية و ما له صلة بما هو أمازيغي، والتي تنزعج كثيراً من مطالب الحركة الأمازيغية وخصوصاً بعد نجاح "تاواذا" الأولى والثانية على التوالي بتامسنا 15يناير وآنفا 22أبريل من السنة الماضية،و"تاواذا3" التي خرجت في ثلاث مدن مغربية مختلفة ـ اكاديرـ تامسناـ الحسيمةـ وفي وقت متزامن من يوم 3فبرايرالمنصرم.
إلى أولئك اللذين يشنون حربا ضروساً على الأمازيغية ومن يدافع عنها،ويقولون انها لغة لاجدوى منها ومنتهية الصلاحية،فهل يعتقدون أن العربية لغة حية؟وهل تواكب تطور العلوم؟ وان كانت كذلك فماذا كسبنا منها بعد14 قرن وخاصة بعد60 سنة الأخيرة أي منذ نهج سياسة التعريب الإجبارية على المغاربة،أما إذا كانت اللغة العربية لغة القرآن فهذه حقيقة لا ينكرها أحد،لكن في المقابل نذكرهم بأن دورها جاء وظيفياً لاغير،حيث لم يدعونا الله عزوجل في القرآن ذاته ولا الرسول الكريم إلى تعظيم وتفضيل لغة على حساب أخرى،ولم يأمر إلى إبادة لغات الشعوب والأقوام،المقدس في القران هو المضمون وليس الشكل او اللغة. أما حكمة نزول القرآن الكريم بلسان عربي فيقول عزوجل :وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم" (ابراهيم:14 ).
أي ليس تقديسا للغة العرب بل رسالة واضحة لهم و لعلهم يهتدون لأنهم كانوا يعيشون في ظلال مبين، اذ كانوا يدفنون البنات وهن على قيد الحياة(الوأد) ويستعبدون الناس ويعبدون اللات والعزى....
و رغم أن الرسول جاء من بينهم وبلسانهم،إلا أنهم كذبوه واتهموه تارة بالسحر وتارة بالجنون، ورشقوه بالحجارة حتى أدمت قدماه ،أما إذا كانت العربية لغة الرسول وأهل الجنة،فهي أيضا لغة أبو لهب وأبو جهل إذا هي لغة أهل جهنم كذلك،خلاصة القول إن العربية لغة كباقي اللغات لا اقل ولا أكثر،فالأعمال هي من يُدخل إلى الجنة وليس اللغة،أما الإسلام فهو دين للعالمين وليس دين للعرب وحدهم، جاء ليهدي الناس وليس إلى تعريبهم.
فكفى افتراءًا على الله كذباً وبهتاناً لأن معيار التفاضل عند الله التقوى وليس العرق، أو اللون ،أو اللسان...
إنما اللغة كالكائنات تنمو وتتطور لها الحق أن تعيش وتستمر في الحياة، ويجب العناية بها لأنها في حد ذاتها آية من آيات الله وذلك مصداقا لقوله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ" (الروم22).
لقدعانينا ما فيه الكفاية من إقصاء للغتنا وثقاقتنا بسبب المشروع الإقصائي للقومية العروبية التي استوردها "شكيب ارسلان" من المشرق وسوق له المورسكيين الفاسيين وبتمويل ورعاية من البعثيين،لقد حان الوقت لنتصالح مع ذاتنا وهويتنا الأمازيغيتين،ويجب إن نفرق بين الإسلام الذي هو دين التسامح وبين العروبة كسياسة عنصرية أريدَ بها تدمير وتفكيك خصوصيات المجتمع المغربي، وهذا يبدو واضحا للعيان في شعار القوميين العرب الذي يقول" يجب تعريب الإنسان والمحيط والحياة العامة " ومضمون هذا الشعار يلخص ويختزل كل مساعيهم الشيطانية ونواياهم الخبيثة، فمنذ عشرات السنين ودعاة القومية ينادون إلى إماتة الأمازيغية والقضاء عليها أمثال علال الفاسي وعابد الجابري و.... كلهم ماتوا وظلت الأمازيغية حية ترزق،لأن هؤلاء فقط كانوا يكذبون على الشعب المغربي،وفي هذا السياق يقول فولتير"الكذب ليس وسيلة لإخفاء الحقيقة بل فقط لتأجيل ظهورها"
المغرب جغرافيا ينتمي الى افريقيا وليس الى الشرق الأوسط اوالجزيرة العربية،اذ يقول الملك الأمازيغي ماسينيسا" إفريقيا للأفارقة " هويتنا هوية أمازيغية إفريقية وليست كما يزعم ذوي الأفكار الأحادية والإقصائية،كيف يسمى المغرب عربيا وسكانه أفارقة مع عائلات قليلة قدمت من الجزيرة العربية قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، فالقاعدة تقول الجزء هو الذي ينصهر في الكل وليس العكس، و النقطة هي التي ستذوب داخل كأس من الماء وليس عكس ذلك، بمعنى أن الوافد يندمج مع صاحب الأرض، أي هم من سيندمجون داخل الشعب الأمازيغي والإفريقي طبعاً، وليس أن يحولوا السكان الأصليين إلى عرب ، أما الطامة الكبرى فهي عندما نجد هناك من يقول بأن المجتمع المغربي عربيا وذلك لأنه يعتنق دين الإسلام وبهذا يجعلون من الدين هوية،
بمفهوم آخر يعتقدون أنه يجب على الإنسان أن يعتنق العروبة رفقة الإسلام إذا أراد أن يكون مسلماً "حقيقياً"،وكأن العروبة ركن سادس بعد أركان الإسلام الخمسة.فهل مسلمي شرق آسيا غير الناطقين باللغة العربية إسلامهم غير كامل؟رغم أنهم يشكلون أغلبية ساحقة في عدد المسلمين( 1،3مليار)مقابل (أقل من 300 مليون عربي سواء مسلم وغير مسلم) ،هؤلاء يلعبون على الوتر الحساس ألا وهو الدين الذي يبقى مقدساً لدى المغاربة وبالتالي يعملون دائماً على دغدغة العواطف،أما هدفهم الخفي وغير المعلن فهو استغلال الدين لأغراض سياسوية ودنيوية ضيقة وخبيثة في نفس الوقت .
أما المفهوم الحديث للهوية يتحدد في ثلاث محددات أساسية(الأرض/الإنسان/التاريخ)ولا يمكن إدراج الدين ضمن محددات الهوية، لأن الدين غير ثابت ويتغير من فرد إلى آخر،عكس المحددات الأخرى التي تبقى ثابتة في كل الأحوال،فبسبب سياسة التعريب(غسل الدماغ) التي فرضت قسراً على المغاربة أصبح المواطن في المغرب يعاني انفصاماً في الشخصية جسده في المغرب وعقله في المشرق، حيث يجعل من هموم الشرق الأوسط أولويات له على حساب قضاياه الوطنية، فمثلا عندما يتعلق الأمر بفلسطين يشهد الشارع المغربي غليانا وغضبا منقطع النظير، ويتجند الجميع للخروج بمسيرات مليونية للتعبيرعن تضامنهم مع الفلسطينيين،أما عندما يتعلق الأمر بمغاربة يقتلهم البرد القارس والثلوج بقمم جبال الأطلس و بفعل سياسة التهميش التي تنتهجها الدولة تجاه ما يسمى "المغرب غير النافع" لا نجد أثراً لأولئك اللذين يدعون الدفاع عن الإسلام ونصرة المسلمين، كأن المغاربة اللذين يموتون بجبال الأطلس ليسوا بمسلمين ولا من سلالة البشر.هذه المعطيات كلها تؤكد أن تضامن المغاربة مع الفلسطينيين بهذا الشكل لا يعني أنهم يغارون على الإسلام ويدافعون عن المسلمين بقدر ما تدفعهم النعرات العرقية والقومية ،لأن لو كان الدافع الديني والإنساني وراء هذا التضامن لتضامنوا مع مسلمي الأطلس(الصدقة في المقربون أولى)، ومسلمي بورما،نيجيريا،الشيشان،مالي ... ما نصل إليه في نهاية المطاف أن هؤلاء القومجيين عداءهم للأمازيغية يأتي خوفاً من المشروع الأمازيغي الذي يدمر مشاريعهم الإقصائية التي بدأت تتلاشى مع تنامي الوعي الأمازيغي للمغاربة، ويفضح جرائمهم في حق الشعب الذي دفع الثمن غاليا من أجل القضاء على الاستعمار الأجنبي ليعيش في سلام وأخوة،إلا انه سيكتشف لاحقا أن أعداء الوطن الحقيقيون يوجدون داخل البلاد،لكن كما يقول أحد الفلاسفة:"يمكن لك أن تخدع بعض الناس كل الوقت،ويمكن لك إن تخدع كل الناس بعض الوقت،لكن يستحيل إن تخدع كل الناس كل الوقت".
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !