الشمس تسطع من بين السحب وهي ترسل خيوطها الذهبية . . . جموع من الفراشات تتطاير هنا وهناك تارة تحط علي الوردة البيضاء وتارة تحط علي الوردة الحمراء وتارة أخري علي الوردة البنفسجية . . . وهكذا حتي ينقضي اليوم ويأتي الذي يليه . . . وفجأة دوت أصوات عالية وارتفعت سحب الدخان الأسود في الهواء . . . اصاب الرعب والدهشة الفراشات السعيدة عندما علمت قدوم الذبور الأسود . . . مع الأيام صارت الشمس تظهر احيانا وتغيب احيانا آخري بين الغيوم السوداء . . . قل حبور الفراشات فبعدت عن الاذهار . . . اما الذبور الأسود ظل يقطف الأزهار البيضاء والحمراء وحتي البنفسجية ويلقي بها علي الأرض ويدوس عليها وذاد علي ذلك بأن امر الفراشات بالتخلي عن احد اجنحتها . . . أستخدم الأزهار وتلك الأجنحة كي يبني قصره . . . ومرة آخري ارسل اتباعه لكي يأتوه بباقي الأجنحة ليكمل قصره الذي لن يكتل قط . . . ومع الأيام فقدت بعض الفراشات ارواحها وبعضها اصابه الحزن واليأس العميقين . . . والمياه في كل يوم ترتفع حول تلك الجزيرة وتغرق جزاء منها . . . الا فراشة وحيدة ظلت ترمق الذبور الأسود يوم بعد يوم وهو يواصل تحطيمه للأزهار واستيلائه علي ماتبقي من أجنحة وارواح . . . ومع ارتفاع الماء يقترب ذلك اليوم ويقترب ويقترب ويقترب@@
هذه القصة قديمة وقد كتبتها من سنين طويلة وتذكرتها هذه الأيام والسودان تحيط به المشاكل والمحن وكل يوم تتعمق ذيادة ونتمنى أن يكون هذا الضيق الذى يمر به السودان ما هو الأ بداية للفرج القادم بأذنه تعالى
اللهم ابدلنا خيرا من ما نحن فيه
التعليقات (0)