ألماسة، أحمد، لؤي، فاطمة ...و غيرهم الأكيد بالآلاف، هل تذكرونهم؟؟ هل البعض منا يعرفهم أصلا؟؟ قد لا أكون أفضل حالا من الجميع، فأنا مثل الأغلبية قد أتذكرهم بين الحين و الحين أو اذا تناولهم خبر ما يأتي هكذا على الهامش، فهم لمن لا يعرف عنوان لمعاناة غزة التي تتواصل ..بصمت.
و للأمانة ذكرني بهم برنامجا وثائقيا عن مأساة الطفلة "ألماسة السموني" عرضته قناة "الجزيرة الوثائقية" منذ أيام قليلة. أقسم أنني ليلتها لم أستطع أن أكمل تناول طعام العشاء.
و لكن ألماسة أنا آسفة فقد أكملت عشائي في الليلة التي بعدها و التي بعدها.. و التي بعدها، في الوقت الذي ربما بل الأكيد أنك لم تجدي الكثير لتتناوليه، و ما وجدتي كان فقط الحد الأدنى لكي تواصلي التنفس لا غير، أعتذر لكي فحتى ان تذكرتك أنا و أمثالي ممن لا حول لنا و لا قوة فلن نستطيع لكي شيئا اللهم الا دعواتنا الصادقة.
فمن بيده أن يساعدك، ألماسة، لا يريد أن يساعدك، فالقريب منه لست أصلا على جدول أعماله، بالنسبة له هناك ما هو أهم من دموعك و حزنك و مأساتك، فهو مشغول ب "أمنه القومي" يا حرام!!! و هو لا يدري أنك و ما تمثلينه ضمانة لأمنه القومي.
أما البعض الآخر البعيد، ألماسة، فلم تشفع لكي عنده دموعك و بيتك المهدم و أرضك المجرفة، أقله حتى يناقش امكانية عنصرية من أبكاكي و يحاول أن يقتل الأمل داخلك، فذلك "العالم الحر" جبان جبن الفيل من النملة عندما هرب مسرعا مخافة أن يمسك متلبسا حتى بطرح سؤال بريء: ماذا فعلتي يا "اسرائيل" بألماسة و أحمد و لوئ و فاطمة...؟؟؟
نعم يا ألماسة انه عالم حر.. حر من القيم و أبسط مبادئ الأخلاق، فلا أريدك أن تكبري و هم مثلك الأعلى و ان حاولوا ان يوهموك بذلك فهم كاذبون، و عندما تكبرين سوف تفهمين كيف خذلوكي و ربما كيف خذلناكي معهم.
التعليقات (0)