الوهـم الأتاتوركي الأحمق
الجنرال مصطفى كمال أتاتورك
حلت بالأمس ذكرى تركية كئيبة تؤرخ لتجربتها الفاشلة في ترسيخ العلمانية التي ظن الديكتاتور كمال أتاتورك أنه بأخذه لقشور الغرب سيضع تركيا في مصاف دول ومجتمعات الغرب الأوروبي المتطور ماديا والفاسد أخلاقيا والمتخلف روحيا ...
في بداية مارس 1924م ألغى الجنرال أتاتورك الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية مركز الخلافة الإسلامية بالبندقية وجـرّة قلم متسرعة.
قرار أحادي أحمق فرضه الجنرال كمال أتاتورك عقب إنقلابه العسكري بقوة السلاح والجبروت ؛ وهلل له العلمانيون وقتها في الوقت الذي كانوا فيه قبل بضع ثواني يتهمون الإسلام بأنه إنتشر بالقوة وحد السيف ....
ولكن وكما يقال فإن اللي إختشوا ماتوا . وكان ولايزال منهج الكيل بمكيالين هو ديدن العلمانية الخبيثة المفلسة إلا من يضع مغريات مادية وتعري وإباحية وفساد أخلاق وتفكك إجتماعي ؛ جعلوا فيه من جسد الأنثى فاترينة عرض جنسي لاغير.
كان الحاكم العسكري كمال أتاتورك أحمقا حالما متسلطا جاهلا لايجيد قراءة التاريخ والواقع ولا يمتلك موهبة سبر المستقبل ... وكان رد فعل الغالبية الساحقة من الشعب التركي أن تمسكت بدينها وعاداتها وتقاليدها في داخل بيوتها ............. وحين جاءت الفرصة السانحة ووافت ساعة الحسم ؛ عاد الهرم المقلوب إلى وضعه الطبيعي وخرجت الحقيقة التركية لوضح النهار ؛؛؛؛؛؛ وبانت حقيقة الشعب التركي المسلم المتمسك بدينه وأخلاقة وتقاليده على يد نجم الدين أربكان ثم رجب أردوغان ... بانت ربيع القول والفعل الذي تعرف إليه العالم أجمع.
نجم الدين اربكان رحمه الله
وغدا سيفرض الشعب التركي إرادته وكلمته ؛ ويلغي قشور علمانية أتاتورك وهرطقاته وخزعبلاته ونتاج جهله وحماقاته الإستئصالية إلى الأبد.
ماذا كانت حصيلة التجربة الأتاتوركية على كافة الأصعدة والمستويات الأخلاقية والإقتصادية والثقافية ؟
أصبحت تركيا رجل أسيا وأوروبا المريض معا .... وباتت مسخا فلا هي أوروبية ولا هي آسيوية ولا هي علمانية ولا هي إسلامية ولا هي تركية حتى ... وفشلت حتى تاريخه في تلبية شروط الإنضمام للإتحاد الأوروبي لسبب تخلفها الإقتصادي وفشلها في تطبيق الديمقراطية إلى يومنا هذا في ظل دستور يفرض أفكار كمال أتاتورك على الشعب بالقوة .
تخلفت تركيا على يد الأتاتوركيين فلم يعد إقتصادها يعتاش سوى على البقوليات والثوم والبصل والموالح ، ومصنوعات غذائية بدائية مثل قمر الدين والطحينة والحلويات ونوعين أو ثلاثة من الفواكة الرمضانية المجففة والسلام .. ثم الإعانات الأوربية وإيجارات قواعد الناتو العسكرية ؛ إضافة إلى تحويلات مغتربيها في ألمانيا ودول الإتحاد الأوروبي..... وجاء يوم خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي وصل فيه الدولار الأمريكي إلى عشرات آلاف الليرات التركية.
من جهة أخرى وعلى يد الأتاتوركية ؛ فقدت تركيا دورها القيادي في المنطقة . وأصبحت بحق (تركيــــا العــجــوز) بعد أن كانوا يحلمون بأن تكون (تركيا الفتاة ) .... وبعد أن كانت تركيا الموجهة للإقتصاد العربي والإسلامي أصبحت عالة على الإقتصاد العالمي .. وبعد أن كانت تركيا سنـام الباب العالي أصبحت سرداب العلمانية الواطي .....
مجدد عصره جمال الدين الأفغاني رحمه الله
وبعد أن كانت تركيا ملجأ ومقصد المفكرين والمثقفين الإسلاميين والعرب وعلى رأسهم المجددان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ؛ باتت تركيا لا تستطيع سوى أن تأتي بمسلسل أخينا المسخرة (مهند) الذي يبدو هو وعشيقاته في وادي والشعب والمجتمع التركي في وادي آخــر ...
والآن بعد وصول رجب طيب أردوغان للسلطة ومحاولته إعادة تركيا للحظيرة الإسلامية ؛ عاد الإقتصاد التركي يتعافى ودورها الحيوي الإيجابي الرائد في المنطقة يتأجج . علا صوت تركيا وبدأت ترفع رأسها من جديد ، وتعيد لوجهها رونقه ولجسدها شبابه وحيوته وإلتصاقها الإستراتيجي بالعالمين الإسلامي والعربي.
الوداع قريبا وإلى غير رجعة لكل صور كمال أتاتورك الفوتوغرافية ذات الرتوش المتأنقة التي تزدحم يها حوائط المؤسسات الرسمية في تركيا ؛ ولكل مايمت للكذبة والوهم الأتاتوركي الفاشل من قشور وبراويز مزركشة فارغة المحتوى ... ومرحبا بتركيا الإسلام على يد الشعب التركي الناهض كطائر الفينيق بقيادة رجب طيب أردوغان وصحبه المستنير.
التعليقات (0)