الوهابيون ينسبون الى محمد بن عبد الوهاب وهذا الاخير يدعي انه من اتباع ابن تيمية وهو على مذهب احمد بن حنبل ، وكل من يقرأ التاريخ يجد الكثير من المواقف التي تنسب الى احمد بن حنبل احد ائمة المذاهب الاربعة عند اهل السنة ، يظهر فيها الامام احمد ولاءه وحبه لآل البيت عليهم السلام ، واختلافه مع المذهب الجعفري كاختلافه مع المذهب الحنفي او المالكي او الشافعي اختلاف بالمباني الفقهية وغيرها وهذا الاختلاف العلمي لايفسد الود والالفة بين المسلمين ، اما ابن تيمية فقد نقل البعض عنه مواقف يتعرض فيها الى علماء المسلمين وائمتهم ، وظاهر كلامه انه نقاش علمي يستند للدليل لكن دليله واهيا امام ادلة الآخرين ولانه خالف الاجماع او الشهرة العظمى عند المسلمين في الكثير من المسائل مما ادى بالعديد من العلماء السابقين ان يصفوه بالشيخ الضال ، ونحن نقول ان النزاع والاختلاف مادام لم يخرج من اطاره العلمي فلا بأس به بل هو حالة صحيحة نحو التقدم العلمي والاخلاقي لو اخلص كل منا واحترام رأي الآخرين.
ومن الواضح جدا ان المسلمين جرت سيرتهم منذ قرون عندما يسأل احدهم عن مذهبه فانه ينتمي الى احد المذاهب الخمسة , الجعفري، الحنفي، الحنبلي، الشافعي ، المالكي، ولحد الآن هذه سيرة مشهور المسلمين، لكن السؤال في المقام هو ان اتباع بن عبد الوهاب لماذا لم يُنسبوا وينسبوا انفسهم الى الامام احمد بن حنبل او الى ابن تيمية ولماذا نراهم يحنون الرقاب والرؤوس ويظهرون علامات الحزن والاسى والاجلال والتقدير عندما يذكر اسم ابن عبد الوهاب ، ولايفعلون ذلكل عند ذكر ابن تيمية او احمد بن حنبل بل حتى عندما يذكر اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يفعلوا ذلك كما يفعلوا مع ابن عبد الوهاب فهل اتى بدين جديد؟ ومن الواضح جدا عند الجاهل فضلا عن العالم ان المباني الفقهية والعقائدية التي طرحها ابن عبد الوهاب لم تصل الى نسبة ال(60%) من افكار ومباني ابن تيمية او احمد بن حنبل أي انه لم ينقل ولم يفهم اكثر من تلك النسبة من افكار مشايخه ، اذن فالواقع يشهد ان ابن عبد الوهاب لم يتفوق ولم يتميز لابالفقه ولا بالعقائد ولا بالاخلاق ولا بالتقوى عن مشايخه بل باقي علماء المسلمين من ائمة المذاهب وغيرهم، اذن ماهو الجديد الذي اتى به ؟؟ نعم تميز وتفوق على الجميع باستعمال الالفاظ السوقية للشتم وللسب وللطعن في الاشخاص والرموز الاسلامية كائمة المذاهب فضلا عن غيرهم فكانت كتاباته جوفاء وفارغة من الافكار العلمية الفقهية او العقائدية او غيرها.
والجواب: يمكن ان يكون الجواب ما موجود في الكتب وعلى لسان الكثير ممن سمع ورأى وعرف حقيقة الوهابية، فقد تصدى كثير من علماء المسلمين الشيعة في النجف وفي قم وفي الكاظمية وغيرها من البلاد وكذلك علماء السنة في الازهر وفي الحجاز وفي اسطنبول وفي سوريا وغيرها من البلدان وكذلك تصدى الكثير من المؤرخين واهل السير من المسلمين وغيرهم من المستشرقين بل اكثر من ذلك فقد تصدى عدد من المنظمات المخابراتية التابعة للدول الغربية، كل اولئك كتبوا عن حقيقة الوهابية واصلها ، والمستفاد من تلك الكتابات والذي يعتبر العنصر المشترك فيها ثلاث نقاط والتي من اجلها اسست ودعمت الوهابية وهذه النقاط رفعت كشعار واهداف للحركة الوهابية فبدل ان نقول نقاط فاننا نقول اهداف الوهابية وشعارهم. الاول: ضرب الرموز الاسلامية المتمثلة بالاشخاص وبالمواقع الاسلامية التي تمثل الارتباط الجوهري الحقيقي المحسوس الملموس بين الانسان المسلم وعمق حضارته الاسلامية تحت شعارات مخادعة وهي مصداق ل(كلمة حق يراد بها باطل) التي اطلقها امير المؤمنين عليه السلام بحق الخوارج(وهابية ذلك الزمان) وهي بحق تنطبق على اتباع ابن عبد الوهاب(خوارج هذا الزمان) ، وبعد تحطم تلك الرموز في نفوس المسلمين وبعد قطع اتصالهم الحضاري بإمتهم الاسلامية، يكون المجتمع المسلم في حالة ضعف وفراغ وسقم مما يسهل على الصليبيين واليهود طرح افكارهم وسمومهم في قلب العالم الاسلامي لتفريق الكلمة حتى تسهل السيطرة على المسلمين . الثاني : وتأييدا للهدف الاول واستنادا له وامتدادا لتواجده والحفاظ عليه طرحوا فكرة تكفير المسلمين ممن لاينتمي الى حركتهم واباحة دمائهم وهتك اعراضهم وسلب اموالهم تحت ذلك الشعار المخادع (كلمة حق يراد بها باطل) فاباحوا وهتكوا وسلبوا ونهبوا واحرقوا وهدموا.
الثالث: مد اواصر الالفة والمحبة والموالاة والامان والصداقة لليهود والصليبيين تحت شعارات مخادعة والتفاف على النصوص الشرعية، كي يمهدوا ويبسطوا الارضية المناسبة في قلوب ونفوس المسلمين لتقبل سيطرة المستعمرين اليهود والانكَليز ولتقبل العيش الذليل والحقير والتبعية لاولئك المستعمرين هذا خلاصة بروتوكالات الوهابية.
لكن مع هذا نقول كما يمكن ان يقال، ان التاريخ والمؤرخين والعلماء والكتاب قد ظلموا تلك الحركة وقد بالغوا في اتهامها ، فكيف يمكن لنا اثبات تلك البروتوكولات ؟
وللاجابة على ذلك ، اقول ان الاقوال والادعاءات كثيرة وكثيرة ولايمكن لنا انكار ذلك ، لكن المهم هو الافعال وليس الاقوال فالشعارات التي ترفع للاستهلاك المحلي لافائدة منها ، فالمهم هو الفعل والموقف الخارجي الحقيقي ، وفي هذا المقام اطرح نكتة(إلتفاتة) وموقف عملي يعيشه الجميع ولايحتاج الى ادنى تأمل حتى نعرف حقيقة الاهداف والافكار التي يتمسك بها الوهابية ، كلنا قرأ وسمع عدد من الفتاوى التي اصدرها رموز تلك الحركة ولنأخذ صنفين من تلك الفتاوى كل صنف يتناول قضية ومسألة خاصة ولتحكم بنفسك على المفارقة بين الصنفين:-
الصنف الاول: افتى رموزهم ، بإباحة دماء المسلمين ونسائهم واموالهم من كافة الطوائف وفي كل البلدان هذا ما ذكر في الكتب وقد وقع فعلا في الحجاز والعراق ويوجد من المعمرين ما يشهد على ذلك واذا اخذتك العزة بالاثم واخك التعصب الى رفض وتكذيب ذلك ، فلا اراك عاقلا او انسانا لو انكرت الفتاوى التي صدرت بحق العراقيين في العشر سنوات الاخيرة حيث اباحوا دماء ونساء واموال العراقيين ، وكانت هذه الفتوى ليست لصالح الوهابيين حتى يقال انهم اباحوا للمسلمين بل كلنا نعلم انهم لم يشاركوا بانفسهم بل باموالهم ، فالفتوى فالفتوى كانت لصالح الكافرين الصليبيين واليهود ، ولاادري ماهو المبرر الشرعي او العقلي او الاخلاقي بان تبيح دم المسلم للكافر، انا لله وانا اليه راجعون .
الصنف الثاني: افتى رموزهم بحرمة الاعتداء وهتك ارواح واموال المستعمرين الكافرين الحربيين من الصليبيين الانكَليز واليهود سابقا، وفي الوقت حرموا ذلك بخصوص الانكَليز واليهود واضافوا اليهم الاميركان وخير شاهد ودليل ما افتى به رموزهم قبل ايام بتحريم العمليات الجهادية ضد اليهود والاميركان التي يقوم بها المجاهدون المسلمون الفلسطينيون وغيرهم، ولا نراهم يحرمون العمليات الجوية اليومية ضد الشعب العراقي والتي تزهق فيها ارواح النساء والاطفال والشيوخ وهذه الجرائم ضد الشعب العراقي والشعب الفلسطيني نشهدها كل يوم.
وبعد هذه الحقيقة التي لايرفضها عاقل بل انسان ،.. ، ان من يسلك هذا الطريق ومن ينتمي لهذه الحركة ويعتقد بها وباعمالها واهدافها وبروتوكولاتها فهو ليس بمسلم بل ليس انسان، فهي حركة ضد الانسانية ، فنرجوا من الاخوة المنخدعين بهذه الحركة الالتفات الى حجم الكارثة والهاوية التي يسيرون فيها، فاننا لاندعوك للدخول في مذهبنا وان كنا نعتقد بأحقيته ولكن ندعوك للخروج من تلك الهاوية الى جادة الانسانية والرحمة والاخلاق ، وانتخب أي طريق يقودك للحق وابتعد عن الطريق التي تقودك للحقد والانانية والاجرام المتمثلة بالصهيونية، وأتباعهم واشياعهم نسأل الله العلي القدير ان يرزقنا حسن العاقبة ويرزقنا شفاعة محمد(صلى الله علي وآله وسلم) وشفاعة اهل البيت المعصومين (عليهم السلام) والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله عل محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
(كتب عام 1422هجرية)
التعليقات (0)