مصر اليوم تمر بمرحلة مخاض عسرة, إما أن تعصف بها تماما وتحولها إلى شتات مبعثر وميليشيات طائفية وفرق متناحرة, وإما أن تنهض من كبوتها وتتبوء مكانتها بين الأمم.
ويترنح البلد بين هذا وذاك مشدودة أطرافه بين أطرافه, لم تعد جملة (الشعب إيد واحدة) التي كانت تتصدر مشهد الثورة تواكب الحدث, لقد عفا عليها الزمن, الشعب اليوم شيع وأحزاب وفرق وجماعات كل منها لديه فكره وثقافته ورأيه وأجندته, ولا يتفق فصيلان على رأي واحد بعد أن ساد التخوف والتخوين بينها, من بعضها البعض, ولم يعد بالإمكان جمع لحمتها معاً من جديد, وهنا مربط الفرس كما يقولون.
فالفكر الرشيد العاقل المحب لمصر ويخشى انهيارها وضياعها وبعيدا عن أي أجندات خاصة أو رؤية أحادية أو مصلحة فئوية, يرى أن مصر اليوم في أشد الحاجة إلى قائد مسيرة قوي يُجمع عليه الشعب, ويلتف حوله ويدعمه في قرارات ثورية, توئد الفتنة, وتجتث الأجندات الخاصة, وترهب الفجار, وتعيد الأمن, وتنهض بالبلد من كبوتها, وتحترمه وتهابه كافة الفرق والشيع, وتلزم الجرزان حجورها.
قائد مسيرة, يحمل الأمانة, ويؤدي الرسالة, لا يجيد فن الخطابة ولكن يجيد فن القيادة, يُلهب ظهور المارقين بسوط القانون, وبقلب أب حنون يحتضن الضعفاء ويقتص لهم من الظالمين, قائد كما البطل الشعبي الذي يذخر التاريخ المصري بسيرهم, يخرج من رحم الأمة, ويزيل عنها الغمة, ولا يجمع حوله بطانة السوء.
لم يظهر على الساحة حتى اليوم, ولم يطبل ويزمر أتباعه حتى الآن, ولم يطلق الخطب الرنانة والكلمات الطنانة, لم يسمع أحد به حتى الآن, وإن كانت الأحداث المتلاحقة تبشر بظهوره, وتنبئ بوجوده.
فمن لها؟؟؟
التعليقات (0)