بعد إنطلاق القرعة السنوية للهجرة للولايات المتحدة الأمريكية أعادت إلى الأذهان الصورة المزدوجة التي تسوقها أمريكا لنفسها، فهي أرض الحلم الأمريكي، أرض الرفاه و التروة و تعدد الفرص. في الوقت نفسه هي قوة إستعمارية محبة للحروب و النزاعات واعتبار أمريكا نفسها فوق القانون الدولي وانها لا تصغي سوى للقوانين الأمريكية التي يصيغها الكونجرس أو تضمنها الدستور الأمريكي. وكل هذا رسم صورة لأمريكا تدور حول شخصية "الكوبوي " الخارج على القانون، وهو أمر لا يمكن أن يوفر أي صيغة من الاحترام أو التقدير لصورة أمريكا في الإطار الخارجي. حروب امريكا حول العالم لا تعد و لا تحصى فبعد ، حرب فيتنام ، حرب افغانستان ، حرب الخليج، حرب كوبا ، شيلي ، الأرجنتين ، كولومبيا ، اليابان ، الحرب العالمية الأولي ، الحرب العالمية الثانية ، الإتحاد السوفيتي ، اسرائيل ، حرب 67 ، حرب اكتوبر ثم مؤخراً و ليس أخيراً ، حرب العراق ، احتلال العراق،ففيما قدّر تقرير اقتصادي أن كلفة الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، على ما يسمى بـ"الإرهاب" بلغت تكلفتها ترليون دولار مع مغادرته منصبه. وذلك بما يعادل أربع مرات ما أنفقته واشنطن في الحرب العالمية الأولى، وعشر مرات كلفة حرب الخليج عام 1991، حتى بعد احتساب فارق التضخم. وستفوق الكلفة النهائية لهذه الحرب مجموع ما أنفقته الولايات المتحدة في حربي كوريا وفيتنام معاً، على أنها ستحل خلف الحرب العالمية الثانية، التي بلغت كلفتها 3.5 ترليون دولار. ووفق التقرير، فإن إرسال كل جندي أمريكي لمدة سنة إلى العراق كلّف 775 ألف دولار، بحسب ما ذكره معهد التقديرات الإستراتيجية والمالية، الذي أعاد نسبة كبيرة من هذا المبلغ إلى الآليات والتجهيزات الحديثة التي وفرتها واشنطن لجنودها بمشاريع جرى تمويلها من خارج الميزانية. بحسب فرانس برس. ويشير معهد التقديرات الإستراتيجية والمالية إلى أن مبلغ الترليون دولار الذي جرى دفعه حتى الساعة لا يشكل سوى "دفعة أولى" من إجمالي تكلفة الحرب على الأمد البعيد، وذلك بسبب أوجه الإنفاق التي ستبرز لاحقاً، وفي مقدمتها تكاليف الرعاية الصحية لقدامى المحاربين وفوائد سندات الخزينة التي مولت الحكومة من خلالها الحرب. ويشير التقرير إلى أن بيانات وزارة الدفاع الأمريكية تُظهر بأن واشنطن دفعت 687 مليار دولار في العراق، و184 مليار دولار في أفغانستان، إلى جانب 33 مليار دولار في مشاريع أمنية داخلية، وفقاً لمجلة تايم. وفي حال استمر التواجد العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان حتى 2018، فستبلغ التكلفة ما بين 1.3 و1.7 ترليون دولار، إلى جانب 600 مليار دولار أخرى على شكل فوائد لسندات الخزينة. أما فيما يخص حروب أمريكا المستقبلية فقد قال خبير عسكري بارز إن الروبوتات هي التي ستقود الحروب في النزاعات العسكرية المستقبلية في القرن الواحد والعشرين. وأعلن بيتر دبليو. سينغر، الكاتب في "معهد بروكينز" خلال كلمته أمام مؤتمر "التقنية والترفية والتصميم"، المنعقد في كاليفورنيا، "بلغنا نقطة ثورية في الحروب، مثل اختراع القنبلة الذرية."، وفق الموقع "فوكس" الإخباري. واستشهد بمقاطع من كتابه الذي نشر حديثاً بعنوان: "محاط بأسلاك من أجل الحروب: الثورة الروبوتية والنزاعات في القرن الواحد والعشرين" قائلاً إن التطور السريع في صناعة الروبوتات العسكرية، مثل تلك التي يستخدمها الجيش في نزع القنابل، والطائرات دون طيار، قد تعني أن نصف وحدات الجيش الأمريكي ستتشكل من البشر، والنصف الآخر من المعدات الآلية بحلول عام 2015. بحسب سي ان ان. وأضاف الخبير، الذي تولى منصب مستشار السياسة الدفاعية إبان الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما: "في عالم التقنية ليس هناك أفضلية دائمة.." وأردف مشيراً إلى روسيا، والصين، وباكستان وإيران، قائلاً إن تلك الدول تعمل لتطوير تقنية الروبوتات العسكرية. إلا أنه أعرب عن مخاوفه من "المقاتل الآلي" الذي يفتقد المشاعر الإنسانية، قائلاً إنه سيكون قاتلاً أكثر وحشية من نظيره "الجندي" البشري. وتأتي تصريحات الخبير العسكري بعد نشر تقرير أعاد سقوط عدد محدود من الجنود الإسرائيليين قتلى خلال الحرب على غزة، إلى الاستعانة بالروبوتات خلال المواجهات التي استمرت 22 يوماً. ولم تتجاوز خسائر الجيش الإسرائيلي 13 قتيلا، قضى بعضهم بـ"نيران صديقة" وفق ما أعلنته إسرائيل. وكشف تقرير صحفي، نشرته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، أن ما أتاح لإسرائيل تقليل الخسائر إلى هذا الحد، هو التركيز على تزويد جيشها بالعتاد التقني المتطور وخصوصا أجهزة الروبوت أو الإنسان الآلي. بحسب رويترز. وبحسب التقرير، فقد بدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية في العام 2007 بإنشاء منظومة تعتمد على نشر أجهزة الروبوت حول قطاع غزة لمنع تسلل المسلحين الفلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية. وفي الأثناء، يستمر العمل في صنع منظومة "انظر واضرب" التي تتضمن جملة من المدافع الرشاشة الأوتوماتيكية من عيار 12.7 ملم التي يتم التحكم فيها عن بعد، وفقاً للتقرير. ويُفترض أن تتيح هذه الوسائل للجيش الإسرائيلي التصدي لمن يحاولون التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية بأقل عدد من الجنود. وتوجهت إسرائيل لإيجاد "مقاتل آلي" يستطيع القيام بعدد من مهمات حراسة الحدود. وكشف التقرير أن وزارة الدفاع الإسرائيلية جربت في العام 2006 روبوتات خصصت لحراسة الحدود وتنفيذ العمليات الخاصة، موضحاً أن من بين الروبوتات التي تم تجريبها ما أطلق عليه اسم "آفانتغارد" و"غارديوم". بحسب (CNN). وتقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية بتجريب روبوتات مقاتلة خصصت لمعارك المدن منها ما يحمل اسم "فايبر"، وهو مدعو لمساندة المشاة أثناء القتال.
أما فيما يخص الحلم الأميركي فهو الروح الوطنية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يرى من خلالها أن هدف الديمقراطية هو الوعد بتحقيق الازدهار.ويشعر المواطنون من كل الطبقات الإجتماعية، في الحلم الأميركي الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، بقدرتهم على تحقيق "حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة."وجاءت فكرة الحلم الأميركي مرسخة في الجملة الثانية من إعلان الاستقلال والتي تنص على أن "كل الناس قد خلقوا متساوين" ، وأن لهم "بعض الحقوق غير القابلة للتغيير" والتى تضم " حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة ". لم يصبح الحلم الأمريكي، الذي جذب عشرات الملايين من الأمم إلى سواحل الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الماضي، حلم تحقيق الرخاء المادي، على الرغم من أن ذلك كان من في الاعتبار من دون شك. لقد أصبح حلم القدرة على وصول الرجل والمرأة إلى أعلى درجة من التطور دون التقيد بالعوائق التى أقامتها الحضارات القديمة أو الأوساط الإجتماعية التى ظهرت لصالح الطبقات بدلا من أن تكون لصالح الإنسان البسيط الذي ينتمى لأى وكل الطبقات.
التعليقات (0)