كنت في الطائرة المتجهة من لندن ألي نيويورك..وكان مقعدي بجوار النافذة .. وجلس ألي جانبي رجل طويل القامة ذو ملامح أوربية خالصة .. وقد كان شديد الأدب , يستأذن قبل كل حركة يقوم بها .. وهذا ما دعاني لأكون اشد أدبا وكرما منه .. فعرضت علية بعض من البسكويت الذي اشتريته من المطار , وبعض المكسرات ..وقد كان لهذا الأدب المتبادل والمجاملات مفعول السحر في كسر الحواجز بيني وبين هذا الجار الذي قدرنا أن نكون لصيقين مدة ست ساعات أو يزيد .. و قد استأذنه بعد ان اقلعنا ان اغفوا قليلا .. ولا اعلم لماذا استأذن لشيء لا يخصه .. ولكنه الأدب الجم الذي تبارينا به أنا وهو.. أخذت المخدة الصغيرة واتكأت بها على النافذة وحاولت النوم .
كان جواز سفري مطروحا على طاولة المقعد الصغيرة .. وقد اخذ هو يحدق بالجواز باستغراب .. و أنا ارمقه كلما حركت راسي محاولا النوم .. وكلما فتحت عيناي وجدته مستمرا بتحديقه ..لذلك بادرته بسؤال عن سبب تحديقه بالجواز ..
فقال / من أي دولة أنت .؟
فقلت / قلت أنا من " الولايات الإسلامية المتحدة " من ولاية " المملكة العربية السعودية "
قال / نعم سمعت مؤخرا عن هذا الاتحاد العظيم .. ولكن هل من الممكن أن تخبرني عن تفاصيله .
قلت / يشرفني ذلك يا صديق الطريق .. أن اتحاد الولايات الإسلامية قام على أساس حرية دخول الدول الإسلامية أو ذات الأقلية المسلمة التي تلتزم بشروطه الانضمام إليه .. وهو اتحاد فدرالي يعطي للدول المنظمة حرية اختيار نظامها السياسي وكيفية حكم نفسها دون تدخل من الاتحاد.. ويتكون اتحاد الولايات الإسلامية من ثلاثة مجالس :
أولهما / المجلس الرئاسي .. وهو يتكون من رؤساء كل الدول الأعضاء في للاتحاد .
الثاني / مجلس الشورى .. ويمثل كل دولة اثنان في هذا المجلس ..دون النظر لعدد السكان .
الثالث / البرلمان الاتحادي .. وهو يتكون من أعضاء منتخبين من شعوب الاتحاد .. على حسب عدد السكان .
عاصمة الاتحاد (مكة المكرمة) وعاصمتها السياسية ( القاهرة) وعاصمتها التجارية (كولا نبور)
رئيس الاتحاد أو (خليفة المسلمين ) وهو منصب رمزي , ديني يمثل فيه الخليفة الاتحاد في المحافل الدولية , وهو الذي يعلن الحرب ويوقع المعاهدات , وهو شخصية لها اعتبارات كثيرة لدى المسلمين , فقد كان بعث الخلافة الإسلامية حلم الأجيال , وقد تحقق بحمد الله .. وبما أن هذا المنصب منصب شرفي ديني لا يملك صلاحيات تنفيذية مباشرة إلا في حالات نادرة مثل الدعوة للحرب .. لذلك فتشت الدول عن خلافه دستوريه بعيدة عن المزايدات السياسية ولها جذور تاريخيه و فلم تجد أفضل من الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية (آل سعود ) التي منها خادم الحرمين وهي عرفت بقيادتها العالم الإسلامي باتفاق الجميع .
لذلك يصبح كل ملك للملكة العربية السعودية (خليفة) ويصبح مسماه الاتحادي كما هو ألان مسمى خليفتنا الحالي (خادم الحرمين الشريفين الخليفة عبدالله ابن عبدالعزيز ).. اما في ولاية المملكة العربية السعودية , فهو كما كان قبل الاتحاد(ملك المملكة العربية السعودية )
ونظام الحكم في الاتحاد يعمل بالشكل الأتي ........يتبع
التعليقات (0)