بين مؤيد و معارض او متفائل و متشائم بدأت الولادة العسيرة للسلام بين رؤى لن تلتقي في الطموحات و التوقعات , لكنها تلتقي في رغبة نزع فتيل الأقتتال و احلال السلام , حديث الرئيس عباس حول مفاوضات السلام منطقي و يعبر عن طموحات مشروعة , بالمقابل خطاب السيد نتنياهو خطاب واقعي يطرح الواقع الحالي ومتطلبات غير متوفرة لدى الجانب الفلسطيني , نتنياهو يمثل سلطة الشعب الأسرائيلي اليهودي و يحشد خلفهُ تاييد كل الاطراف السياسية الأسرائيلية و لدية واقع يريد تثبيتهُ , اما عباس لا يمثل غير الضفة الغربية , لكنه يحمل طموح و احلام ليس لديها واقع تسند عليها و مطالب مرهونة بمراهنات غير فلسطينية مما يعطينا صورة واضحة عن مدا حراجة وضعهِ التفاوضي .
الفلسطينيون ما ان شرعت المفاوضات جاءت ردود الأفعال متباينة , حماس كعادتها ترفض المفاوضات و الحل لديها المقاومة المسلحة , لكن ضد من ؟ و لأجل من ؟ حماس ترفض و لا تقدم البديل و تكتفي بعمليات صغيرة هنا و هناك و مسيرات عسكرية تعرض فيها قوتها العسكرية التي صمام امانها الوحيد هو الأهالي العزل في اي حرب مباشرة مع اسرائيل و بنفس الوقت تلتزم مع اسرائيل باتفاق اللا حرب و اللا سلم , و تحول خطابها اليوم اسقاط سلطة الضفة الغربية و اتهام سلطة فتح بحماية اسرائيل !! ترى لو سقطت سلطة فتح فهل حماس قادرة على محو اسرائيل و تطبيق ما تطرحهُ؟؟
المحيط العربي مثقل بقضاياه الداخلية و نجاح او فشل المفاوضات لا يغير من مواقفهم اتجاه القضية الفلسطينية , فهي غير مرتبطة بثوابت الشعب الفلسطيني سوى بما يتعلق بمصالحها و مصالح حكامها في البقاء على هرم السلطة و يبقى الرئيس الفلسطيني وحيدا يواجة الطرف الأخر بسلاح الطموح و الأحلام , كذلك الشعب الفلسطيني ان يقرر ان يختار في ان يبقى محور بؤرة الصراع للأجندة العربية الغير فلسطينية او المضي في سبيلهِ باتجاه المفاوضات لتحديد هوية الدولة الفلسطينية خلال مسيرة العام....
التعليقات (0)