علي جبار عطية
الأربعاء 28-12-2011
ادهشني قول لرائد الفضاء الألماني توماس رايتر قرأته مؤخراً بعد عودته الى الارض بعد رحلة فضائية استغرقت خمسة أشهر ونصفاً أمضاها على متن محطة الفضاء الدولية يقول رايتر: لاشيء يعادل روعة النظر الى كوكب الارض من الخارج غير انه افتقد اصدقاءه وأطفاله كثيراً...
والذي استوقفني هو قوله عن مشاعره وهو يعود الى الارض انه شعر بنعمة الوقوف على قدميه بعد أجواء الفضاء المعروفة بفقدان الجاذبية اذ كان يواجه صعوبة بالغة للوقوف على قدميه في اثناء رحلته !
انتبهت الى هذه النعمة التي يجهل أهميتها أكثر الناس وقد علمت ان افضل وضع للالقاء هو الالقاء واقفاً اذ انه يتيح للشخص وضعاً مريحاً للكلام !
وبينما اجمع أفكار هذا العمود حتى فوجئت بتصريح منسوب لايمان سيد زيان ابنة الفنان الكوميدي سيد زيان اذ قالت إن والدها بدأ يتماثل للشفاء بعد معاناة مع المرض منذ تسع سنوات وبدأ يقف على قدميه ! وهو عازم على ان يكون مقرئاً للقرآن الكريم وكان سيد زيان قد اصيب بجلطة في الدماغ لقي بعدها رعاية كاملة بشكل مكثف وأكد الاطباء أن افضل الطرق للعلاج هو المشي كثيراً .
مرت في ذهني سلسلة لصور في مراحل الانسان لعل من أهمها واكثرها إثارة اللحظة التي يقف فيها الطفل على قدميه اول مرة فيصفق الوالدان بل تصفق العائلة مبتهجة مسرورة بهذا الحدث المهم ثم يصبح شيئاً عادياً بعد ايام متخلفاً بعد احداث المشي والركض وتلفظ الجمل المفيدة وبلع الحروف ! ويعود حدث الوقوف على القدمين ليؤشر على العلامة الصحيحة بعد كل مرض او وعكة صحية او عملية جراحية ..وهكذا تكتسب هذه الحركة أهميتها حسب حدوثها في المكان والزمان المناسبين فيالها من حركة مثيرة نبهنا اليها رائد الفضاء رايتر لكونه افتقدها في الفضاء فكم من نعمة مجهولة لانعرف قيمتها الا حين نفتقدها ؟
التعليقات (0)