مواضيع اليوم

الوقفة الثانية رشيد الخيون والتصنيف الغريب للمرجعية

علي الكندي

2016-06-07 08:07:46

0

الوقفة الثانية : رشيد الخيون والتصنيف الغريب للمرجعية

من خلال جولتك في صفحات الكتاب وافكاره المطروحة تجد نفسك منسجما مع الكتاب في بساطته وهدوءه حينا وفي ثوراته وانقلاباته حينا آخر، خاصة وهو يناقش الافكار وينتهي الى ترجيح احدها على الباقي فتراه ثائراً حاداً في إثبات رأيه ولا كلام لنا في طريقته واسلوبه فلكل كاتب اسلوبه الخاص ونمطه في الكتابة، الا ان ما يميز كتاباته رعاه الله انها سلسة وبسيطة وتلائم اغلب الاذواق والافهام، لكنك ما ان تكمل الكتاب لتراجع ما قرات او تراجع مثلا الفهرست الموجود في الكتاب ستلاحظ امراً غريباً، هو ما احاول طرحه هنا، فقد تناول في كتابه اكثر من عشرين فقيها بصور مختلفة كلهم قد بلغ الاجتهاد او نصبت له المرجعية ومنهم من اكتفى بالبحث والتدريس او التأليف او التصدي للعمل الميداني الا ان لكل واحد منهم له حظوة عند اتباعه ومريديه اولاً وكثير منهم من يمتلك حضوراً حتى عند غير اتباعه، وهذا امر موجود وبغض النظر عن كون القضية خاضعة للجانب العلمي او الاعلامي او المؤسساتي او ركوب موجة او غير ذلك فهي اسماء لها حضورها وتواجدها في العراق وفي غيره، الا انه تعامل معهم على مستويات مختلفة والغريب انه لم يعتمد على ضابطة معينة في التصنيف او التمييز بل هي ضابطة ذوقية بعيدة عن الضوابط العلمية، وكان المفروض ان يحترم الجميع على اعتبار انه ليس من اهل الاختصاص حتى يخوض الغمار في ذلك التصنيف ويترك امر تقييمهم لغيره، انما هو كاتب يكتب عن ظواهر ويرصد وجودها وتفاعلها وتأثيرها في الساحة ولا أريد هنا استقصاء كل الاسماء لكنني سأذكر نماذج لكل صنف بحسب تصنيفه الغريب!

اولاً: الشخصيات التي تحدث عنها على انها مرجعيات مسلّمة في كل تفاصيلها لا غبار ولا نقاش فيها بالرغم انه اثار الكثير من الغبار  حولها في مقالات اخرى، فذكر السيد محسن الحكيم كمرجعية مسلّمة عنده وكذلك السيد الخوئي والسيد السيستاني.

ثانياً: الشخصيات العلمائية الذين ذكرهم على انهم اصحاب جماعات وليسوا مراجع بالرغم من انهم من اسر علمية معروفة وهم معروفون على انهم علماء او مجتهدون فقال جماعة فلان وجماعة فلان جماعة البغدادي وجماعة الخالصي ولا اعتقد اننا بحاجة الى تعريف كل منهما فهما شخصيتان معروفة

ثالثاً: شخصيات علمائية ذكرهم على انهم اصحاب دعاوى منحرفة مثل جماعة الصرخي على انه صاحب دعوى مهدوية وفي الحقيقة هو شخصية معروفة على انها ذات طرح مرجعي

رابعاً: شخصيات وصفها على انها جماعة سياسية ولم يعر اي اهمية لأطروحاتها الاخرى كالطرح المرجعي مثلاً او الاجتماعي  كما في الشيخ اليعقوبي كونه صاحب جماعة الفضيلة

خامساً: شخصيات علمائية معروفة حاول الاساءات اليها كثيراً وطرحها ضمنا في احاديث جانبية وهو امر خلاف المنطق كطرحه لشخصية السيد محمد محمد صادق الصدر .

سادساً: شخصيات علمائية لها دور وتأثير في العراق ولها تاريخ طويل فهو لم يتعرض للسيد كاظم الحائري مثلاً او السيد الشاهرودي او المالكي او الحيدري رغم ان لهم تاثير واضح في الساحة العراقية دينياً وسياسياً .

فهذا التصنيف الغريب المريب ابدا لم يكن مبنيا على اسس علمية ولا عرفية ولا حتى اجتماعية فكيف يستطيع كاتبنا العزيز ان يفسر لنا هذه النظرة والتحليل، وكيف سيمنع عنا التفكير في ضوابط اخرى اعتمد عليها لم تخضع للميزان العلمي ..

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات