مواضيع اليوم

الوقت الحلم وحالة الإنتماء في تلك العتمة الباهرة

 

في جلسة تمائم الخاصة حول رواية تلك العتمة الباهرة قُدِمتْ ثلاث ورقات حول بعض الجوانب التي تسهم في فهم بعض ملامح الرواية وحاول بها المعدون استنطاق مالم تقله الرواية ولم يبح به الراوي
كانت الورقة الاولى بعنان الشعور بالذنب حالة انتماء تشبه الحب للشاعر رائد أنيس الجشي تحدث بها عن الحاجة المرضية للانتماء بعد فقد هذا الشعور في حالة الانقلاب الخدعة وكيف ولدت لديه هذه الحاجة شعورا بالذنب حين تتعرض هذه الحاجة إلا خلل وكيف أخذت تنمو وتتشكل بجسده وفكره ولغته حتى نهاية الرواية وكانت لعنته ولكنها هبته التي جعلته مقاوما صامدا في وجه الموت وحاول بهذا الفرض أن يجيب على أسئلة بعض العبارات التي بدت متناقضة في الرواية بسد ثغراتها بالمفترض الأول .ثم قدم الشاعر هادي رسول الورقة الثانية بعنوان الوقت ..هناك حيث لا وجود للزمن .وتحدث بها عن انعدام الوقت وتوقف العمر ومعادلة الوقت بالحياة وعلاقة الحركة بالزمن والسكون بموت الزمن وتوقف الحياة ودعم ورقته بنضرية البعد الرابع لآينشتاين والعلاقة الفيزيائية بين المسافة والزمن وقدم الورقة الثالثة الشاعر صالح الخنيزي وتحدث بها عن نقطتين متداخلتين هما التطهير / الحلم وتدرجه في الرواية وعملية الهدم من أجل البناء
وفيها تحدث عن السلوك التصوفي وعملية تطهير الذات كعملية مقاومة وكيف تدرج هذا الحلم في الفكر والتلقي وبات هذا التدرج به تدرجا في عملية تطهير الذات وتنقيتها وتحدث عن تقنية الهدم في شخوص الرواية لبناء المسار الذاتي الأفضل الذي جعله يستمر في الحياة

وفي الدورة الثانية من الجلسة نوقشت القراءات الثلاث من قبل الأدباء الحضور ثم كانت هناك دورة ثالثة للتعليق على التعليق وكانت دورتي النقاش ثريتين بما طرحه الإخوة من تعالق واقتراحات على مسار الأوراق الثلاث أو على ما يقترح من جوانب مهمة تستحق الدراسة وتسليط الضوء عليها فالأديب فريد النمر مثلا أشار إلى فسحة مساحة الأمل بين الضيق والاتساع في الرواية أثناء تنقل المعتقل من حالة القبض إلى السجن إلى الطامورة الآخيرة
والشاعر علي الناصر ركز على تلك التفاصيل الصغيرة والدقيقة في نقل الالم والأحاسيس ولغة القبح الجميلة
وتحدث الأستاذ هاني الصدير عن الصراع مع الذاكرة وتجلياته وأمنياته في تسليط الضوء على مشاهد موت الرفقاء وأبعادها وماجعل الرواية تنتقل من محلية إلى عالمية وتحدث الشاعر علي عاشور عن طريقة التمييز بين قراءة الرواية وقراءة الشعر وبين الكتابة الأدبية المكثفة والنقدية الكاشفة كمسرب لفهم القراءات وأشار الاستاذ سعود الفرج إلى ضرورة توضيح الجانب الإنساني المهم في العمل الروائي والآثار الانطباعية المتولدة لدى المتلقي وما يقدمه النص من رسالة للآخر وأضاف الشاعر محمد قرين نقاطه على حركية اللون وانسجامها مع العتمة وطبيعة السجن فالحجر أسود وستار الكعبة أسود والعتمة سوداء وهناك نقاط لتلاقي الإحساس
وتعرض الإخوة الأدباء إلى بعض الإشكالات في النص كالتحدث عن موت الوقت مع وجود مؤقت بشري والحديث عن عدم المعرفة بأنهم موجهون لغتيال الملك وبين ما صرح به الراوي بأنه لا يعلم بأنه كان يريد قتل الملك أم أباه في تلك الليلة ووضعت بعض التخريجات بناء على ما طرح من وريقات وبعض علامات الإستفهام التي لم يتفق على حل وتوجيه لها ..وكان الكل يثني على لغة الترجمة الوسيطة التي تشعرك بأنك تقرأ رواية لغته الأصلية هي العربية لا الفرنسية والحدث الإنساني المهم الذي يتقاطع مع الجو العربي المحيط
كانت جلسة مفعمة بالفكر وعذوبة الروح قد تسبب بعض الصداع الفكري إلا أن هذا الصداع كان مخمليا لطيفا محببا ومشتهى في جلسة تمائم الأدبية

...
اللجنة الإعلامية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !