بلادي اليوم / خاص
يمكن وصف الشان البحريني بانه على صفيح ساخن فمن جهة لاتزال قضية الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة تتصاعد وسط تنديدات محلية وعربية ودولية للنظام الحاكم باستمراره في اعتقال الخواجة . ومن جهة اخرى تطفو على السطح ازمة الفورمولا الذي تعتزم المملكة استضافتها .
حيث قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" امس السبت : إن قرار إجراء سباق الفورمولا واحد في البحرين يمنح السلطات الفرصة التي تبحث عنها للتغطية على فداحة وضع حقوق الإنسان في البلاد .
وقال توم بورتيوس، نائب مدير قسم البرامج في هيومن رايتس ووتش: ان القيّمين على سباق الفورمولا واحد يقولون ان السباق في البحرين لا يجب أن يعرقل بسبب اعتبارات سياسية، ولكن العائلة الحاكمة ستحاول تصوير قرار إجرائه في البلاد على "أنه تصريح سياسي بدعم سياساتها القمعية".
وأضاف ان الاتحاد الدولي للسيارات بقراره يقدم خدمة للحكومة لمساعدتها في تلميع صورتها والتغطية على أزمة حقوق الإنسان المستمرة. وأشارت المنظمة إلى أن التظاهرات المناهضة للحكومة ازدادت في الأسابيع الأخيرة .
وقال بورتيوس "هناك أزمة حقوق إنسان في البحرين ويجب الضغط على حكّامها من أجل اتخاذ الخطوات الملحّة لإنهائها وإطلاق سراح السجناء السياسيين مثل الخواجة، والسماح لمنظمات مثل أطباء بلا حدود بالدخول وتطبيق توصيات لجنة التحقيق".
وطالب بورتيوس الاتحاد الدولي للسيارات "الذي منح الضوء الأخضر ليتم استغلال السباق من أجل إيذاء حقوق الإنسان" باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتصحيح الضرر الذي تسبب به وضمان أن تقوم السلطات باتخاذ الإجراءات المطلوبة منها
واضاف ان "الوضع الطبيعي في البحرين اليوم يعني أن يكون أشخاص مثل عبدالهادي الخواجة (المحكوم بالمؤبد بتهمة قيادة تظاهرات) لا يزالون في السجن بعد عام من الاعتقال وأن يقضوا عقوبات طويلة مقابل تقاعس عن محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل والتعذيب التي وقعت العام الماضي". هذا وكشفت مصادر صحفية امس انه تم تفكيك عبوة متفجرات محلية الصنع، كانت مزروعة في محيط الحلبة، وأوضحت مصادر أخرى من خارج الحلبة التي تقع في منطقة الصخير أن قوة العبوة تفوق قوة العبوة التي انفجرت في قرية العكر يوم الاثنين الماضي وأدت إلى إصابة 7 من أفراد الشرطة بينهم 3 إصابتهم بليغة حسب تصريح وزارة الداخلية.
وفي سياق ذي صلة وفي حادث يكشف مدى العقلية الهمجية التي يتعامل بها النظام البحريني اظهرت تسجيلات مرئية قيام قوات من الامن البحريني بسرقة ونهب وتخريب واحدة من اهم الاسواق التجارية في البحرين والتي يديرها احد التجار المعروفين بحسب جمعية الوفاق الوطني الاسلامية . لافتا الى ان تفكيك عبوة ناسفة اكدته اطراف فيما نفته اطراف اخرى.
وقالت الجمعية على لسان رئيس مركزها الاعلامي طاهر الموسوي ان النظام وبعد عجزه عن كتم صوت الثورة والمطالب الشعبية بدأ يبتكر خططا جديدة مبينا ان قيام " مليشيات " بالاعتداء على محلات تجارية كبيرة ومعروفة يبين العقلية الامنية التي يتعامل بها النظام .
وقال الموسوي في تصريح خص به " بلادي اليوم " : ان العنف اليوم في البحرين من قبل طرف واحد وهو النظام واجهزته الامنية وان المعارضة على طيلة حركتها الاحتجاجية لم تقع بالاعتداء او التخريب .
وبشأن قضية الفورمولا اكد الموسوي ان الشعب البحريني ليس له عداء مع القائمين على هذه الرياضة وان كل ما بالامر هو ان هناك وضعا سياسيا خانقا لايمكن من خلاله اقامة مثل هذه الفعاليات الرياضية .
والى تطورات قضية الخواجة اكد الموسوي ان قضية الناشط الخواجة هي قضية انسانية اكثر مما تكون قضية سياسية مشددا على ان القضية بحاجة الى حل انساني . متسائلا عن السر الذي يجعل النظام يستمر بأعتقال ناشط حقوقي معروف مثل الخواجة .
واضاف : هناك رسائل كثيرة تصل للبحرين وهي تؤكد بأن النظام اذا اراد ان يحافظ على الوضع في البحرين فعليه ان يسارع بأطلاق سراح الخواجة والمشيمع وبقية السجناء والمعتقلين ويحسن معاملتهم . مشيرا الى انه في حال تم المس باي رمز وطني من المعارضة فان الخارطة الشعبية ستتغير .
الى ذلك رأى "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" أن "التصعيدٍ في المقاومة الشعبية نتيجةٌ طبيعيةٌ لاستمرار وجود المحتلّ السعودي ومواصلة القتل والقمع واحتجاز الرموز القادة في سجون النظام، وتردي الوضع الصحي للرمزين الكبيرين المشيمع والخواجة".
وحمل الإئتلاف، في بيان، "النظام والاحتلال السعودي ومن خلفهِما أمريكا وبريطانيا المسؤوليّة الكاملة لجرّ الساحة إلى العنف"، مشيرا إلى أن "صدور بيانات الإدانة من قبل أمريكا وبريطانيا حول ما وقع في بلدة العكر، أكبر دليل على ازدواجية المعايير التي تتعامل بها هذه الأنظمة مع الثورة الشعبية في البحرين".
التعليقات (0)