بلادي اليوم / متابعة
تستعر الأزمة في البحرين من جديد لتصل هذه المرة الى تهديد السلطات بما اسمته "اعادة النظام" مهددة باتخاذ مزيد من اجراءات القمع والتنكيل والتضييق على المعارضين والمحتجين والمتظاهرين. في وقت قد يكون العالم خرج من صمته قليلا ليوحي بفرض "قيود" على البحرين على شاكلة القيود التي فرضها المجتمع الدولي على سوريا في تطور هو اللافت منذ اندلاع الثورة في العام الماضي.
المتحدث بأسم الحكومة البحرينية عبد العزيز بن مبارك آل خليفة قال في تصريح لوكالة رويترز انه "اذا كان تطبيق القانون يعني إجراءات أكثر صرامة فليكن" في تهديد علني، مضيفا ان حكومته تبحث اليوم عن المنفذين والاشخاص الذين يستخدمون المطبوعات والبث و وسائل الاعلام الاجتماعي لتشجيع الاحتجاجات غير القانونية والعنف في انحاء البلاد. كما هدد آل خليفة أحزاب المعارضة مطالبا اياها أن تعلن "أولا" استعدادها لاجراء محادثات من دون شروط مسبقة. التهديد الحكومي قابله تهديد دولي آخر هو الاول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات فتحت عنوان "حان الوقت لفرض عقوبات على البحرين"، وجه 18 نائبا في البرلمان الأوروبي خطاباً إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للمطالبة بحزمة قوانين مقيِّدة للحكومة البحرينية.
وأكد النواب الـ 18 أن حكومة البحرين ألزمت نفسها ببدء حوار مع المعارضة، وتنفيذ إصلاحات هيكلية، و وقف العنف ضد المتظاهرين، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين. إلا أننا نرى عكس ذلك"، داعين آشتون إلى "تحديد موعد نهائي واضح للحكومة البحرينية للوفاء بعهودها"، موضحين "في حال لم يتم حدود أي تحسن أو اتخاذ أي إجراء، يجب على الاتحاد الأوروبي وعلى الفور فرض منع فرضا رسميا على جميع صادرات المعدات العسكرية، بما في ذلك قنابل الغاز المسيل للدموع، للبحرين".
وطالب النواب الاتحاد الأوروبي "بفرض منع للسفر على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان (في البحرين) وتجميد أصولهم الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي"، مضيفين "المصالح الاستراتيجية كوجود الأسطول الخامس الأميركي في البحرين لا يجب أن يفرض تأثيرًا حاسمًا على سياسة الاتحاد الأوروبي لحقوق الانسان"، فـ"يجب على الاتحاد بما لا يحمل اللبس دعم المواطنين في كفاحهم للحصول على الديمقراطية والحرية، واحترام حقوقهم الانسانية".
وقالت العضو في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، الهولندية ماريتيجي شاك الموقعة على الخطاب، في مؤتمر صحافي، إن "سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه البحرين مختلفة عن سياستها تجاه الحكومة السورية وقبل ذلك تجاه مصر، وتونس، وليبيا، وهو ما سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى الاضرار بمصداقية الاتحاد في المنطقة". وكانت الحكومة البحرينية في اجتماعها المنعقد الاحد الماضي قد اصدرت تهديدات غير مباشرة باعتقال المرجع الديني اية الله الشيخ عيسى قاسم لانتقاده السلطة وقيادته الاحتجاجات المنددة بسياسة الحكومة ومطالبته بالديمقراطية والاصلاح . واعتبر المجلس العلمائي البحريني "المنبر الحرّ الشّريف لسماحة العلّامة المجاهد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم - حفظه الله - سيبقى المنبر الصادح بالحقّ "مشيرا الى انه لا ترهبه اتّهامات هنا أو تهديدات هناك ويعبّر عن إرادته، فارتبط به الارتباط الدينيّ والروحيّ والسّياسيّ".
وقال البيان: إن الجماهير ستعبر عن إستعدادها للدفاع عن الشيخ قاسم، وأنها "لن تسمح بالمساس به مهما كلّفها من تضحيات".
في هذه الاثناء كشفت جمعية الوفاق الوطني الاسلامي عن ان هناك انباء تتحدث عن اقدام الحكومة البحرينية باحتجاز اية الله الشيخ قاسم، معتبرة ان اقدام الحكومة على اعتقال الشيخ قاسم ترتكب اكبر حماقة.
وقال القيادي في الجمعية وعضو الامانة العامة نجيب ميلاد في تصريح خص به "بلادي اليوم": ان هناك انباء سربت الينا تفيد بان الحكومة تعتزم احتجاز الشيخ قاسم أو فرض الاقامة الجبرية عليه وهذه تعد درجة تهديد عالية، لافتا الى ان الحكومة اكبر حماقة اذا ما نفذت هذا السيناريو، مبينا ان المرجع قاسم هو بمثابة العمود الفقري للثورة البحرينية.
وكشف ميلاد بان هناك معلومات مسربة تشير الى ان الحكومة تنوي اتخاذ تدابير مشددة وتوجيه ضربات أمنية "قد تستهدف رموز ورجال المعارضة" مبينا ان الحكومة صعّدت من اسلوبها في قمع الاحتجاجات والتظاهرات خلال الايام الماضية، مضيفا انها اقدمت امس على تفريق احد الاعتصامات واغلاق الطرق المؤدية اليه وان اي اعتصام تنظمه المعارضة يحظى بدعم وتواجد أمني كبيرين .
وشدد القيادي الوفاقي بان ستراتيجية الثورة كانت وستبقى تعتمد على السلمية مبينا ان العمليات التي استهدفت رجال الامن مؤخرا هي عمليات "مخابراتية" وقال: الحكومة لا تستكثر ان تضحي ببعض عناصر الامن من اجل ان توحي بان المعارضة تقوم بذلك، مجددا القول بان التفجيرات ما هي الا مسرحيات تنظمها الدولة .
وبشأن قرار النواب الاوربيين الثمانية عشر اكد ميلاد بان المجتمع الدولي اصبح في وضع حرج حيال ما يجري في البحرين مستدركا في الوقت نفسه ان تكون ادانات المجتمع الدولي ترقى الى مثل ادانة سوريا. واضاف: امريكا هي الحليف الستراتيجي للنظام البحريني ولو انها رفعت يدها عن هذا النظام وتركته للشعب لانتهى الامر منذ زمن، متهما واشنطن بأنها هي من تقف وراء اعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان وانها اعطت الضوء الاخضر للنظام باعتقاله لانه فضحها في المحافل الدولية وفضح ممارستها وازدواجيتها، فعمدت الى قطع لسانه، متوقعا ان اطلاق سراحه يعتمد على درجة الاحتجاج والمطالبات الشعبية بإطلاق سراحه. ولفت ميلاد الى ان حالة الناشط الحقوقي الآخر المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة تسوء يوما بعد يوم، مبينا انه اصبح اليوم بين الحياة أو الموت وان الحكومة تعمل على تغذيته اجباراً . لافتا الى ان هناك عددا من المعارضين المعتقلين اصبحت حالتهم سيئة للغاية وقد نقل بعضهم الى المستشفى، يذكر ان زوجة الخواجة خديجة الموسوي صرحت بأن زوجها امتنع عن تناول اي شيء عدا الماء.
التعليقات (0)