مواضيع اليوم

الوعي الإسلامـي بأهمية الطفولة المبكرة قراءة في كتاب الطفولة المبكرة

شريف هزاع

2009-11-12 11:53:29

0



عبـد الفتـاح الفـاتحـي
    الكتـاب تجميع لمداخلات علمية قدمت في الورشة الإقليمية التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية حول موضوع: "نحو استراتيجية إسلامية موحدة لرعاية الطفولة المبكرة" بالكويت سنة 2004م، وهي دراسات علمية وأكاديمية بحثية لتجارب الدول العربية والإسلامي في موضوع الطفولة المبكرة وتطوير التربية الأولية. وقد استأثر الموضـوع باهتمام بالغ بالنظر إلى أهمية هذه المرحلة في بلورة الشخصية الإنسانية، التي تتحدد فيها سيمات الوعي والذكاء الانساني، فـ 60% من ذكاء الطفل يتبلور خلال السنوات الأربع الأولى من حياته بحسب جل المدارس النفسية والاجتماعية... المهتمة بحقل الطفولة.
ذاك الـذي يملي وضع تصور استراتيجي لتدبير الموارد البشرية للأمة الإسلامية في المستقبل، بالاستناد إلى مقترح مخطط استراتيجي متكامل لرعاية الطفولة المبكرة يراعي خصوصيات الأمة، ويستمد توجهاته من مقومات الأمة الإسلامية وثوابتها، وتأخذ بأسباب الحضارة الإنسانية البانية.
يتـوزع الكتاب على عدة مداخلات أولها مداخلة الدكتورة ليلى كرم الدين تحت عنوان "الأبحاث والدراسات خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة وأثرها على شخصية الطفل" تطرقت فيها الباحثة لأهم خصائص النمو خلال مراحل الطفولة المبكرة، من الناحية الجسدية واللغوية والمعرفية والاجتماعية والانفعالية وأثر هذه الخصائص على نمو شخصية الطفل، مبرزة أهمية المرحل الأولى من عمر الطفل، بحيث أجمع أساتذة علم نفس الطفل والتحليل النفسي وعلماء النمو النفسي والتربية أن أساس شخصية الطفل يوضع خلال السنوات الأولى من عمره، وأن ذلك يتم نتيجة للتفاعل والتكامل بين ما يولد الطفل مزودا به من قدرات واستعدادات وبين ما يتعرض له خلال السنوات القليلة الأولى من عمره من خبرات. وبعد ذلك تعمد المؤلفة إلى تحديد أهم الأسس والضوابط والسيكولوجية والتربوية اللازم مراعاتها عند التعامل مع الأطفال في مرحلة طفولتهم المبكرة.
فـي مداخلة الأستاذة مريم آل شريم "أدب الطـفـل" اعتبرت بأن الرهان التنشئوي على العقيدة السليمة ومضامين التربية الإسلامية والثقافة العامة في النفوس رهين بتحقق مهارات الأداء التي تترسخ بأسلوب الحكي والسرد القصصي وإلقاء الأناشيد وأداء الأدوار المسرحية، ممارسات تضمن للطفل مهارات الخلق والإبداع والتفكير النقدي والتفاعل الايجابي مع أفراد جماعته والممكنة من ضبط خصائص النمو عند الطفل والمتمثلة في خاصية التقليد والتمثيل، التعميم، الخيال، الانفعالات والمشاعر الداخلية.
"تطور خدمات الطفولة المبكرة في وزارة التربية والتعليم بالأردن" مداخلة الأستاذة ابتسام عمارة استعرضت فيها تجربة الحكومة الأردنية في النهوض بقطاع الطفولة المبكرة وذلك بتوسيع شبكة رياض الأطفال على مراحل مع ايلاء العناية للمناطق النائية، والتعاون المكثف مع المؤسسات المهتمة بالقطاع، حيث تم توفير كوادر بشرية مؤهلة في رياض الأطفال.
وأصلـت الأستاذة لطفية عبد الشكور تجار الشاهي لمنهجية تنشئة الطفولة من خلال التاريخ العربي الإسلامي في مداخلتها "مجال تطوير برامج الطفولة المبكرة" لما لهذه المرحلة من أهمية في حياة الطفل، فلقد كان العرب قبل الإسلام يرسلون صغارهم إلى البادية حيث الهواء الطلق والفطرة السليمة واللغة الفصحى وطلاقة اللسان والشجاعة والإقدام، وتخلص المتدخلة لتسرد التجربة السعودية في مجال الاهتمام بالطفل والطفولة معززة مداخلتها بأرقام تبرز مدى التطور الذي راكمته المملكة في مجال الطفولة منهاجا وطرقا للتدريس.
بـدوره الدكتور عبد الرحمن أحمد الشريف برهن على تطور مؤشر الاهتمام بالطفولة المبكرة في السودان، وذلك بانخراط كل القطاعات في النهوض بهذا المجال القطاع الحكومي والخاص مسجلا تفاوتات كبيرة بين الولايات السودانية من حيث عدد الممدرسين وعدد المربيات وقيمة التمويل المرصود لكل ولاية، في حين يسود إجماع على منهج قومي موحد يتوخى غرس القيم الدينية وروح الانتماء والإخاء والشعور العاطفي.
فيما استعرضت الدكتورة سلوى مرتضى "تجربة سوريا في مجال تطوير برامج الطفولة المبكرة" مبرزة حجم التعبئة شاملة لكافة مكونات المجتمع السوري من شخصيات وهيئات ومؤسسات وعت ضرورة الاهتمام بهذه المرحلة من عمر الطفل بحكم فعاليتها لضمان مردودية أفضل في المستقبل. بحيث تم الاهتمام بالقضايا الطفولية تربويا وصحيا والمتابعة الاجتماعية وفق منهج شمولي تكاملي وتشاركي لضمان جودة التكوين الطفولي السوري.
وعلـى غرار ما قامت به المداخلة السابقة استطرد الأستاذ أمل صادق محمد في سرد التجربة العراقية "واقع رياض الأطفال في العراق" مستعرضا الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة العراقية في تطوير القطاع منذ سنة 2003 على المستوى الكمي بالرفع من عدد رياض الأطفال والمسجلين والنوعي حيث تطور المناهج التأطيرية والأطر المؤهلة في تعليم الطفل.
ومن جهتهـا استعرضت الأستاذة نادية بنت علي المعمري "تجربة سلطنة عمان في مجال رعاية الطفولة المبكرة"، تضمنت الاهتمام بمجال الإشراف الإداري والفني، ثم تطرقت لسبل وزارة التربية لمواجهة صعوبات التعليم ما قبل مدرسي المتمثلة في قلة الكوادر والمربيات المؤهلات، وذلك باعتماد رؤية مستقبلية تهدف إلى الزيادة في نسبة أطفال الملتحقين برياض الأطفال، والاستمرار في رعاية النمو المهني لمعلمات التعليم الأولي.
وفـي مداخلتها "مشروع دولة قطر في رياض الأطفال" حللت الأستاذة مريم آل شريم التجربة القطرية بالدرس والتحليل ومبرزة للجهود الكبيرة التي تبدلها قطر في تطوير القطاع ليشمل كافة الأطفال وبجودة.
ثم عززت الدكتورة لطيفة الكندري تجارب الدول العربية بتجربة الدولة الكويتية "أضواء على تجربة الكويت" ثم أردفتها هيفاء عبد الله الغانم ووداد المجيمي، ليلى المتروك ونادية المسلم بمداخلة "رياض الأطفال في دولة الكويت قدمتها" تسرد مسار تطور هذا القطاع بالكويت كميا ونوعيا.
فيما حددت مداخلة الدكتور عبد السلام بشير الدويبي اتجاهات ومؤشرات التربية والتنشئة المبكرة وتجربة رياض الأطفال في المجتمع الليبي، في نفس السياق أوردت الدكتورة فايزة يوسف عبد المجيد بعرض تجارب مصر في ذات المجال. كما تناول الأستاذ شيخة أحمد ناصر "تجربة عمل رياض الأطفال في الجمهورية اليمنية" تقديما وتحليلا.
شكل اللقاء مناسبة أرادت من خلالها الايسيسكـو رسم معالم استراتيجية إسلامية للطفولة المبكرة في العالم الإسلامية نحو تعميق وترسيخ آليات العمل الإسلامي المشترك، وذلك بتكوين قواعد للبيانات حول واقع الطفولة الإسلامية تسهل عملية الإعداد لتصور استراتيجي واضح الأهداف.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات