الوطن ما بين عباس ومشعل ودحلان .. بقلم : منار مهدي
اتهامات وتحقيق وقرار فصل من الحركة "فتح" بعد رسالة "الدحلان" والعودة إلى المحكمة الفتحاوية لمعالجة الأوضاع والقضايا الخلافية, وعدم الالتزام في قرار المحكمة من قبل الرئيس واقتحام البيت والخروج إلى خارج الوطن ومن ثم العودة إلى الهدوء بين الرئيس "عباس" وعضو المجلس التشريعي "دحلان", والالتزام الإعلامي أعتقد يمكن أن يكون بداية العودة إلى الصواب, والذي في تقديري ينبغي أن يكون هناك حلول للازمة الناشبة اليوم بدلا من التصعيد الغير محسوب الذي يصب في انتهاك عرض حركة فتح ويجعل منها جسداً هامداً يسهل عملية افترسها.
الأزمة مستمرة مع حالة نقاش وجدل في حركة فتح وخارجها حول قيادة الرئيس "محمود عباس" للمشروع الوطني الفلسطيني وحول هوية المرشح القادم للانتخابات الرئاسية من حركة فتح، وهنا تكمن حقيقة الأزمة بين الرجلين "عباس" "دحلان", وهذا الجدل يتزامن أيضا مع ظروف فلسطينية قاسية وبالغة التعقيد, وفي ظل تراجع إدارة الرئيس "اوباما" عن فكرة حل الدولتين وعن وعودها التي التزمت بها إلي الرئيس "محمود عباس" في الضغط على حكومة نتنياهو وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل الحديث عن العودة إلي المفاوضات, وزد على ذلك أن هذا النقاش لا يتوافق مع حالة استمرار الانقسام الفلسطيني القائم واُلمهدِد لمصالح وأهداف الشعب الفلسطيني الوطنية.
وفي الحقيقة إن حركتي حماس وفتح يعملان على تعميق الانقسام الفلسطيني, بل سوف أقول في هذا الصدد بكل وضوح أن الرئيس "محمود عباس" يدير الانقسام مع شريك الانقسام "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي يتجلى هذا في مواقفهم الواضحة للجميع من هذا الملف الفلسطيني, وربما سوف نشاهد ونكون أمام تحسن طفيف بين الحركتين في المستقبل القريب وسيما حول القضايا التي تتعلق في إدارة شؤون المواطن في غزة, من جواز سفر وقضايا التعليم العالي والصحة, أما فيما يتعلق في موضوع الانتخابات الرئاسية والتشريعية, ربما لا تجري خلال هذا العام, وأعتقد أن المتغير والتي نحن جزء لا يتجزأ من هذه المتغيرات في المنطقة العربية وفي ظل مباركة أميركية وأوربية ربما نكون في منتصف العام
وعلى خلفية هذا الموقف المتشابك والمرتبك لحماس على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي، يمكننا تقدير مدى الصعوبة التي تواجه حركة حماس في اتخاذ قرارات منفردة في جميع القضايا المطروحة, الأمر الذي يصب بالتأكيد في أزمة استمرار الانقسام الفلسطيني والسؤال المطروح، هل بالإمكان القول أن حركة حماس قادرة على تأبيد حالة الانقسام الفلسطيني خدمة لأجندتها الخاصة ؟؟
الحقيقة، أن مقدرة حماس في هذا المضمار محدودة بالاعتبارات التالية :
اولاً : عدم استقلالية القرار، إذ بات معلوما للكثيرين جملة الارتباطات الإقليمية التي ألزمت بها نفسها.
ثانياً : فشلها في طرح برنامج سياسي معلن وواضح، نظرا للعديد من التناقضات الداخلية.
ثالثاً : الفشل في إقناع الطرف الإسرائيلي والدولي بنواياها، وخاصة فيما يتعلق بالهدنة طويلة الأمد, من الرغم هي موجودة بحكم الواقع.
بالتالي فإن حماس تقع في وضع لا تحسد عليه, ما بين أطراف في داخلها تريد أن تحافظ على مصالحها وعلى علاقاتها الإقليمية, وأطراف تحلم بأن تبني لها مجداً في غزة عن طريق الهدنة, والبعض الضعيف الذي يرى ضرورة إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية كرافعة للعمل الوطني الفلسطيني بكاملة.
ملاحظة : مع بالغ التقدير والاحترام للسيد الرئيس محمود عباس، فإن ذهابه لا يعني انتهاء رحلة النضال الفلسطيني الموصلة إلى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
التعليقات (0)