قرأت اليوم كلمات كثيرة تحث الكتاب و المثقفين و الصحفيين و كل حامل للقلم بأن يكتب و بأن لا يخاف و أن لا يكون جباناً يدير ظهره للمشكلة و يهرب منها ...
كلمات كثيرة معبرة و تحمل في عباراتها بين السطور نداء للصراخ ... نعم لا تفزعوا .. تحمل نداء للصراخ عالياً أن يكفيكم ما فعلتم ببلدنا و وطننا الحبيب سوريا ...
من طرف الفريق الأول جماعات مسلحة متنوعة الهدف و مصدر التمويل و تقوم بتنفيذ الأوامر بحسب حالات الطقس السياسي للبعض و بحسب قوة التصريحات و بعض العلامات التي تقوم بتنبيههم للانتقال للمرحلة التالية ... و لكن هذا الطرف لا يشكل جماعة واحدة ذات هدف واحد و لكنهم مجموعات تتشكل لأسباب كثيرة منها مثلاً : لتقوم بالتفجيرات الإرهابية و منها أيضاً مجموعات أخرى متخصصة باغتيال أهم الشخصيات الهامة في البلد و غيرهم متخصص بالقنص و السرقة و الشيء الوحيد المشترك بينهم أنهم ((( يلبسون الشحطات بأرجلهم ))) ، و يسمون أنفسهم الجيش الحر و جبهة النصرة ، بالتأكيد لا يعلم أحداً منهم ما معنى كلمة حر و لا حتى هدفها و هي بالنسبة لهم شعار يرفع للقنوات الإعلامية فقط .
أما الفريق الثاني فهم في السلطة متمسكون و بالكهرباء مضاءة بيوتهم و الماء سلسبيل في سكناتهم و للأمانة بعضهم يشعر و بعضهم الأخر ليس في المود إطلاقاً فهو يغني على ليلاه و منهم أيضاً من يظهر على الشاشات و يقول (( خلصت )) طبعاً من يقصد تلك التي يقصدها بخلصت لم نعرف للآن و لكن وجه الحقيقة ينير الدروب و الجميع يشاهد و يتابع ما يحدث و الأهم من ذلك أن الفريق الثاني فريق منظم منذ 50 عاماً و أكثر و ذو هدف واحد و يتحكم بالهواء و في الأجواء و يحكم سيطرته على ما يراه مناسباً و يقصف و يهدم ما يراه مناسباً أيضاً .. و أظهر للعالم و لكل مراهناً ضده أنه قوي بما يكفي ليصمد بقدر ما يشاء و إلى متى يشاء ...
طبعاً فهو الذي يمسك بجهاز التحكم عن بعد و يقوم بالتنقل بالقنوات كما يرغب و كما يريد ، فـ يوم نسمع أنه في قناة حلب و يوم نسمع أنه في قناة حمص و ريفها و يوم أخر نشاهده في قناة دمشق العاصمة و أيام أخرى متتالية تتقلب فيها المحطات كما يشاء ...
و لكن دعونا نقف هنا لبرهة و نتطلع من الخاسر بينهما إلى الآن :
الفريق الأول فقد الكثير من الشباب و الذين جندوا للعمل ضد الفريق الثاني بالإضافة إلى خسائرهم من الأموال الهائلة التي صرفت عليهم و تصرف إلى الآن . .
الفريق الثاني فقد الكثير من المجندين و المتطوعين في القوات المسلحة لخدمة وطنهم و بلادهم ضد أي عدو و ضد أي مخرب و فقد أيضاً جزء كبيراً من البنية التحتية للبلد و أبنية حكومية كثيرة و صورة و لافتات لا تعد و لا تحصى و فقد الكثير من الأشياء التي من غير المهم إحصائها أو ذكرها ...
و لكن هناك فعلياً من يقوم بالإحصاء و بتعداد الخسائر و لكنه لا يقترب من الأبرياء من الذين قتلوا بسبب قناص أو عملية تفجير أو صاروخ من طائرة أو من قذيفة هاون من جماعة تدربت عليها من جديد أو من غيرها من الوسائل التي أخذت معها هذه الروح الطاهرة و التي سيسألون عنها يوماً (( بأي ذنب قتلت )) ..
يطول الحديث و تكثر الكلمات التي نريد كتابتها و من ثم روايتها على مسمع الجميع و لكن نعلم أن لا أحد يستمع فالجميع مختبئ و خائف و لا يعلم متى يقابل وجه ربه الكريم و بأي وسيلة سيكون هذا اللقاء .
الصحفي : خالد عبد القادر بكداش
مدير المنظمة الدولية للصحافة و الإعلام
التعليقات (0)