مواضيع اليوم

الوطنية قبل الموضوعية في تبرير التخلي عن القضية الفلسطينية.

محمد الشبراوي

2022-01-27 11:37:45

0

يطل علينا البعض بوطنيته الزائدة هذه الأيام،رغبة منه في التغطية عن التطبيع العلني مع الكيان الغاصب،ليس هذا و فقط، فتضامنك مع الشعب الفلسطيني،كفيل بنزع وطنيتك،و الضرب فيها،أما استنكارك لهذه العلاقة المشؤومة بين الدول العربية و المحتل الصهيوني،فيدخلك باب خدمات اجندات سياسية لا تتصف بالموضوعية،الدالة على الوطنية.
فالمساومة بين الوطنية و القضية الفلسطينية ،نتيجة حتمية لخذلان الرؤساء العرب،للقضية الاساسية في الصراع العربي الاسرائيلي فلسطين،و مساومة بين شعب محتل و غاصب و اخر ،يدافع عن حريته بما وجد عنده من وسائل،و لا غرابة أن ترتبط الوطنية بالقضية، لأنها كانت و دائما محددا جوهريا،في السياسة العربية عامة، و المغربية خاصة، فشعار القضية الفلسطينية قضية و طنية، رفعه الشعب دائما و أبدا طيلة عقود.
فالتطور الحاصل الان ،هو انتقال من بيانات مخجلة من طرف الرؤساء العرب ، إلى خذلان تام،و بيانات لا تحمل معنى و لا تبدي موقفا صريحا،اللهم أن قضيتكم أيها الفلسطينيين ،طال أمدها و نحن غير مستعدين للتضحية من أجلها،فمصالحنا الموضوعية ،أولا،و أنتم بعدها،لذلك سنهرول لتطبيع علني، و ننبشركم أننا لم نتخلى عنكم!!
فالتطبيع أجاز للبعض تغيير المفاهيم، و الانتقال من فصل بين كيان غاصب،و حق للشعب الفلسطيني،إلى وطنية و قضايا ذات أولوية،كأنها ظهرت اللحظة وفقط،و كأن هؤلاء الوطنيين ، ضد القضايا الوطنية التي يجب أن تنال الاجماع،بغض النظر عن التكلفة،و التنازلات المقدمة.
إن البعض يدعوا إلى الموضوعية في التعامل مع القضية الفلسطينية،بعيدا عن المشاعر،و التحليلات الضيقة،لكنه ينسى أن هذا الخطاب ظهر مؤخرا،بعد تطبيع علني للدول العربية،و مساومة بقضايا وطنية كالصحراء في المغرب، أليس غريبا هكذا نقاش في هذا الوقت؟
ما يجري الان في فلسطين هو تذكير فقط ،أن الكيان الغاصب،مجرد قوة احتلال ، لا تملك ذرية من الانسانية و لا تعترف بوجودها، لا تفرق بين طفل و شيخ، و مهما استعملت من مساحيق التجميل، ستبقى صور القتل و التنكيل حاضرة في وجدان كل عربي و مسلم،و هي تذكير لنا أن الشعب الفلسطيني صامد، و يؤمن بعدالة قضيته، لا ينتظر من حكام خذلوه الشيء الكثير، و يذكرنا أنه سائر بدرب المقاومة، كلما خذله حكام عرب و مسلمون، أنه سائر إلى تحرير القدس مهما طال الزمان.
إن المعايير الجديدة،التي أصبحت محددا للوطنية، نموذج لقادم الأيام،حيث يتحول المواطن الذي يدافع عن قضية فلسطين عميلا، يحارب السلام بالمفهوم الاسرائيلي،الذي نشاهد لقطات منه في غزة و القدس.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات