مواضيع اليوم

الوضع المتازم في ليبيا

mos sam

2011-08-17 20:35:00

0

                             
كثيرون يقارنون بين ما يجري في ليبيا بما جرى في مصر أو تونس أو بما يجري الأن في سوريا واليمن . وفي الوقت الذي نتألم فيه لما حدث في تونس ومصر وما يجري الأن في سوريا واليمن  من قمع وقتل للمواطنين العزل ومن ضرب المباني السكنية بالمدافع دون رعاية لساكنيها .في تفس الوقت نقول إنه لا يمكن  مقارنة ما يجري في ليبيا وما جرى ويجري في بقية الدول العربية . أن القذافي لم يتعامل مع الثوار كما تعامل غيره .  فقد قرر من أول يوم للثورة السحق والقتل لكل من يحتج أو يتظاهر. وفي الوقت الذي يعترف فيه زعماء مصر وتونس وسوريا واليمن بحق التظاهر والأحتجاج السلمي إلا انهم يستعملون العنف ضد المتشددين والمتطرفين ووصفهم بالارهابيين الأجانب , لا يسمح القذافي لأي إحتجاج أو تظاهر.  ولو خرجت مظاهرة في طرابلس أو في أي مدينة ليبية لقامت كتائب القذافي بسحقها جميعا بالمئات والألاف دون أنتظار أو إنذار أو تفريق بين المحتجين والمارة والسكان في بيوتهم . إن عدم خروج مظاهرات في ليبيا كما  خرجت في مصر وتونس وتخرج الأن في اليمن وسوريا بشكل يومي لا يرجع إلى خوف الليبيين من تصدي الكتائب لهم وإنما يعرفون أن الخروج في مظاهرة معناها الموت الجماعي المؤكد لا شك فيه ولن يرجع أحد إلى بيته .  صحيح إن الثوار الليبيين إستفادوا من تدخل الناتو والعالم  في صالحهم فهبوا للقتال ومنازلة كتائب القذافي بما لديهم من أسلحة بسيطة  أغتصبوها من الكتائب وبالسلاح الأبيض , كالذي أخرج بندقية جده التي حارب بها الطليان في أوائل القرن الماضي ليستعملها ضد أحدث الأسلحة وأقواها وبعرض نفسه للموت المحقق . ورغم حصول بعض الثوار أخيرا على بعض الأسلحة إلا أن ما لديهم لا يمكن أن يقارن بما لدى كتائب القذافي من  أسلحة فتاكة حديثة من مدافع وصواريخ بعيدة المدى لا يراها الثوار بالعين المجردة وتتساقط عليهم دون أن يستطيعوا التعامل معها بأسلحتهم الخفيفة وسياراتهم المدنية التي سخروها للمعركة . صحيح إن الأعلام العالمي ساعد الثوار الليبيين في الأسابيع الأولى للثورة لكنه صمت لفترة طويلة ولم يستيقظ إلا في الأيام القليلة الماضية بعد توالي إنتصارات الثوار في جبهات القتال وزحفهم على غربي طرابلس وحتى مشارفها .  وأنصب الأعلام العالمي على الأنتصارات دون التعرض بشئ من التفصيل لمجريات القتال العنيف والضحايا من قتلى بالمئات وجرحى بالالاف ودون توفر وسائل العلاج والغذاء , وبكاء التكالى اللاتي فقدن أحبابهن .واليوم تفاجئنا الصحافة الغربية وعلى رأسها جريدة التايمس اللندنية بأن إنتصار الثوارالأن هو أسوأ نتيجة للوضع في ليبيا لان سقوط نظام القذافي سيترك فراغا للقوة في ليبيا وقيادة الثوار التي يؤيدها الناتو في فوضى وليست قادرة على القيادة ومصادرها الدبلوماسية والعسكرية تنفذ . وهذا هو رأي الدبلوماسيين الغربيين في بنغازي , والدوائر السياسية والعسكرية في الناتو,  وفي روما يخافون من مواجهات دموية في طرابلس وعمليات إنتقام بين الثوار . وفي الدوائر الامريكية هناك مخاوف بأن نهاية القذافي التي يريدها الجميع  كلما أقتربت زادت  المخاوف حول إستعداد الثوار للحكم  . هذه الأراء التي كانت تدور وراء الأبواب ظهرت للعلن . ورغم محاولة  السيد عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الأنتقالي تفنيد هذه الأراء حول خطر مثل  الفراغ  الذي قد يحدث بعد رحيل القذافي  , وبأن اللجنة التنفيذية للمجلس ستتألف في بحر أيام , إلا أني أعتقد إن إعلام الثوار يجب أن بسلط الاضواء على هذه المخاوف وتفنيدها على أوسع نطاق . كما أنه على المجلس الأنتقالي ألاستفادة  مما ينشر في الاعلام  ومحاولة أعادة هيكلته وزيادة تمثيل مناطق البلاد وخاصة الغربية . والأستعانة بخبراء السياسة من الجيل القديم الذين لهم خبرة بأوضاع ليبيا ومواقف الدول للأستشارة  في ندوات وإجتماعات جانبية  . كما ظهرت المخاوف الغربية من نمو قوة الأسلاميين بين الثوار في تصريح زعيم سابق إسلامي بوجود أنقسامات في المجلس الأنتقالي وعلى أن الشعب غير راض عن ذلك  .  والمشكلة في ليبيا كما وصفها أحد المعلقين هي الأسلام والقبيلة والديمقراطية , ومستقبل ليبيا يتوقف على وجود صيغة تضم هذه العوامل الثلاتة معا .  واشارت التايمس ألى أثار قتل اللواء يونس وحل المجلس التنفيذي الذي لم يستخلف بعد وتقليل الغرب الخطير من نفوذ الأسلاميين بين الثواروالدور الهام للقبائل الليبية والأعتماد على اللبرياليين ذوي التعليم الغربي . كما أشارت  التايمس إلى تقارير بوجود خلاف بين الثوار وأوردت أن مسئولا رئيسيا من  ثوارالجبل الغربي الذين أحتلوا الزاوية  لم يذكر إسمه نادى بأستقالة رئيس المجلس الأنتقالي والأعضاء الأخرين الهامين بسب ملابسات قتل اللواء يونس . وأن يضم المجلس الأنتقالي في عضويته مزيدا  من التمتيل لغربي البلاد الذي يضم أغلبية السكان  .
والشئ  الذي يؤلمنا هو إستمرار الأعلام العالمي والعربي على نقل ما يدعيه إعلام القذافي من إدعاءات كاذبة وتكذيب لتصريحات الثوار لمجرى المعارك  . وكثيرا ما يظهر الناطق الرسمي للقذافي في الأخبار يوميا بالصورة والصوت وقلما نرى الناطق الرسمي للثوار بأستتناء في الجزيرة . والجزيرة التي خدمت الثورة الليبية والثورات العربية خدمة لن تنساها الشعوب العربية لها إلا أني لاحظت أن مذيعيها إما حبا في القذافي أو إعجابا به يحرصون على تكرير خطبه ومواقفه التي قد تكون مضحكة في نظرنا ونظر العالم إلا أنها  دعما له بين أنصاره  الذين يؤيدون ما يقول وتكرارأقواله على مدار الساعة  ومقارنة القذافي بمبارك وبن علي  اللذين رحلا من الحكم  في غير محلها لان القذافي لا زال في الحكم وما أتارني ترديد أغنية الطفلة البريئة ( قائدنا ما شاء الله عليه إسمه القذافي ) رغم براءتها لا أفهم تكرارها على شاشة الجزيرة ولاي سبب والتي تعطي عطفا إنسانيل للقذافي.
إن كل كيلو مترمن الأرض أحتله الثوارالليبيين في المعارك دفعوا فيه مئات الضحايا والجرحى ولم يعد حتـى الثوارأنفسهم قادرين على ذكرعدد قتلاهم وجرحاهم والمفقودين  منهم رغم انهم يقتلون ويجرحون بالمئات وتدمر مساكنهم ومدنهم  طوال الستة أشهر من عمر الثورة  حتى أصبحت ليبيا خرابا وأمتلات الأرض بالقبور لمن وجدت جتتهم وأختفى الألاف من المواطنين ولا يعلم إلا الله مصيرهم . وهاجر مئات الألوف من مساكنهم ومدنهم الى تونس ومصر وأفريقيا وأوربا ومن إستطاع منهم النجاة بأطفاله والعيش في المخيمات . ويعاني كل سكان ليبيا نقص وإنعدام  المواد الغذائية والوقود وإنقطاع الكهرباء ووسائل الأتصال . هذه هي الحالة القاتمة التي تعيش فيها ليبيا والعرب يتفرجون حتى الجيران يمنون بالاعتراف  الرسمي بالثوار والمجلي الأنتقالي ومقاطعة النظام القذافي بدلا من مشاركة أخوانهم الليبيين في ثورتهم للتخلص من دكتاتور كان مع مبارك وبن علي يدا واحدة  . والناتو لا يقدم إلا النذر اليسير من إمدادات السلاح وقصف القليل من الارتال من الدبابات والسيارات المدرعة والمدافع والصواريخ الطويلة المدى  ويؤخرون نهاية القذافي لأسباب لا نعرفها رغم أهمية هذا القدر اليسير من المساعدة والقذف للمقاتلين الثوار. إن الدول العربية والعالم مطالبون اليوم بمساعدة الليبيين على تحرير بلادهم من حاكم طاغية أستخدم ثروة البلاد لشراء السلاح الفتاك وجلب المرتزقة الأجانب والأعلام المضلل لسحق شعبه دون رحمة .الليبيون لا يريدون مساعدة بمقاتلين من الأخوة العرب والأصدقاء الأوربيين ولكنهم في حاجة الى المساعدة بالسلاح والمال والخبرة والأعلام  الصادق والأعتراف القانوني لتمثيلهم للشعب الليبي  .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !