تكلم الرئيس أوباما في جامعة القاهرة وكان إيجابيا في بعض المواقف وسلبيا في الأخرى وأرضي غرور العرب بشكل لم يستطعه رئيس أمريكي سابق فرحبوا وهللوا بخطابه . وجاء رئيس وزراء أسرائيل ناتنياهو في رد غير مباشر على الرئيس أوباما وإستطاع ببراعة لفظية التمسك بسياسته وأرضاء حلفاؤه المتطرفين في الحكومة . كما أرضى الرئيس أوباما بتلفظه بالدولتين بعد أن أفرغ مفهوم الدولة الفلسطينية من معنى الدولة . كما أستجاب لمطلب أوباما بوقف الأستيطان وأكد أن مايجري هو مجرد توسع لأستيعاب النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة ,كما أكد اللاءات الثلاث لا لعودة اللاجئين لا لتقسيم القدس لا لوقف الاستيطان وأعلن إستعداده للتفاوض حالا مع الفلسطنيين ومع العرب لأقامة علاقات أقتصادية وأمنية ضد التوسع والخطر النووي الأيرانيين . وقد رحب الرئيس أوباما بلسان الناطق الرسمي للبيت الأبيض بقبول ناتنياهو مبدأ الدولتين وأضاف بأن الأمور الأخري يجب أن تحل بالتفاوض . وفي أوربا بعد محاضرته في جامعة القاهرة رد الرئيس أوباما على أسئلة الصحفيين وقال أن الأعلام الغربي ركز على ما جاء في خطابه حول أقامة الدولتين ووقف الأستيطان ولم يشر أحد إلى طلبه الهام لتحقيق ذلك وهو وقف اطلاق الصواريخ على إسرائيل وتنظيم البيت الفلسطيني وضبط أداة حكمه . وأنه لن يفرض حلا على إسرائيل وأن أي حل يجب أن يتم عن طريق التفاوض . مواقف أمريكية وإسرائلية واضحة لا تحتاح إلى مزيد من الأيضاح أما العرب فرحب بعضهم بخطاب الرئيس أوباما وانتقده البعض الاخر. لم يحظى خطاب ناتنياهو بأي اهتمام أوتحليل إعلامي كما يفترض . والكل رمى باللوم على الفلسطنيين وإنقسامهم وهذا صحيح, ولكن لم يتعرض احد إلى كيفية الوصول إلى وحدة فلسطينية , فالدول العربية منقسمة بدورها فبعضها يؤيد حماس كحكومة فلسطنية منتخبة والبعض الأخر يؤيد فتح تحت ستار السلطة الفلسطينية . أعتقد أن الحل للخلاف الفلسطيني مستحيل في الوقت الحاضر فحماس ترى نفسها الحكومة المنتخبة من الشعب الفلسطيني ويجب أن تحكم , بينما الرئيس عباس ومن ورائه فتح يرى أنه الرئيس الفلسطيني وهو كأي رئيس عربي يجب أن يكون الحاكم الفعلي وأن الحكومة والبرلمان ضمن سلطته ويجب أن يسيرا وفقا لتعليماته وتوجيهاته . وبمعنى أخر لا بد من خضوع أحد الطرفين للأخروهذا مستحيل وسيتمسك كل طرف بسلطاته . والحل الوحيد هو الأتفاق على تأليف حكومة محايدة تتولى جميع السلطات وإستقالة حكومة حماس والرئيس الفلسطيني حالا وإجراء إنتخابات للرئيس والبرلمان بأشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية . لكن من الذي يستطيع أن يفرض مثل هذا الحل والضفة الغربية تحتلها إسرائيل وتسيطر عليها فتح, وغزة تسيطر عليها حماس , ونحن نعرف أن العربي إذا تولى السلطة فلن يتنازل عنها إلأ مجبرا وبالقوة والفلسطينيون لن يختلفوا عما يجري في جميع البلاد العربية بين الحكومة والمعارضة فالحكام العرب لن يتركوا الحكم والمعارضة العربية بصرف النظر عن ماهيتها لن تتولى الحكم حتى بقضي الله أمرا كان مفعولا. وسيستمر الحال في فلسطين على ما هو عليه الأن وسنسمع ونرى مزيدا من الاعتقالات والمناوشات والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وعمليات تهويد القدس واللاجئون الفلسطنيون يرحمهم الله .
التعليقات (0)