مواضيع اليوم

الوصايا العشر فى الاستعداد ليوم الحشر

انور محمد

2011-06-17 01:00:40

0

الوصايا العشر

فى الاستعداد ليوم الحشر

 

    كثيرة هى الأحلام ، وقليلة هى الأيام ، يود المرء أن يجمع فى يومه وليلته ، كل ما تبغيه أمنيته ، يريد أن يجمع الدنيا بحذافيرها ، والأرض بمدرها وحضرها ، إن سألته ماذا تريد ، أتعبك فيما يستزيد ويستزيد ، فهيهات له هيهات ، أن يقتطف كل هذه الثمرات ، وما له منها إلا ما قُسم له ، وليس له عنها إلا ما شغل به ، ولكن الناس دوما تركن للدعة ، وتهرب دائما من الحقيقة الموجعة ، فلا النائم يصحو من نومته ، ولا الغافل يفيق من غفوته ، وكأن كل واحد قد أرتضى بالمسكنات ، ورسم طريق حياته بالشعارات ، يكررها دون فهم ، ويقاتل دونها بغير علم ، ، يهرب حيث لا مفر ، ويجلس حيث لا مستقر ، هذا هو الحال البئيس ، والشأن من  انتقام ابليس .

 

     الشيطان شغل الناس بالأمور الحقيرات ، وصرفهم عن كبير الملمات والمهمات  ، وجعلهم يلهثون فى كل مشرق ومغرب ، باحثين عن كل منبر أومنصب ، يحبون الظهور ، ويفخرون بالقشور ، لايخافون من الله ، ولا يعرفون للعلم اتجاه ، قطعان من الغنم ، يرددون فقط لا فى قولهم أونعم ، عقولهم خاوية ، وقلوبهم لاهية ، يريدون أن يجمعوا الخير من كل اتجاه ، دون أن يضحوا من أجله بنعجة أو شاه ، علموا أن بهم علة أقعدتهم عن نهضتهم ، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فلم يحاولوا تغيير النفوس ، ولهثوا وراء كل محسوس وملموس ، يريد الجنة ومأواها ، ولم يفهموا قد خاب من دساها ، يريدون أن ينالوا على الأرائك متكئون  ، ولا يزالون فى طغيانهم يعمهون ،  وكأنى ببعلزبول اليوم من الفرحين ، مفتخرا بما حققه من نصر مبين ، إذ قال لأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين .

 

    الحق الحق أقول لكم ... لن يقيم البنيان إلا أصحاب العقول ، ولن ينقذه إلا من ترك كل منصب ومنبر يزول ، من أفرغ نفسه للحق ، وقرأ الماضى والحاضر بكل صدق ، من استوى عنده الهجاء والفخر ، ولم يطلب على حديثه الأجر ، من كانت له على نفسه بصيرة ، وعلم أن الشهرة زائلة حقيرة ، لكن من استمرأت نفسه الظهور والبيان ، وطلب أن يكون اسمه على كل لسان  ، فذلك المسكين ، الذى نال الخسران المبين .

 

     من كانت له أذنان للسمع فليسمع ، فلم يعد فى قوس الصبر منزع ، ألم يئن لقلوب المؤمنين أن تخشع ، ألم يحن لعقول العالمين أن ترجع ، فإن النهاية قد اقتربت ، وضاقت علينا الأرض بما رحبت ، وأولى بالخوف من الله والرجوع للفضيلة ، أولئك الذين يتحدثون باسم المبادئ النبيلة ، من قبل أن تصبح ألسنتهم وجلودهم شاهدا عليهم ، وتكبهم ألسنتهم على مناخرهم .

 

      إن التكالب على الغنائم من قبل النصر ، وتوزيع المكاسب من ثورة مصر ، دليل على فساد العقل والضمير ، وخطأ فى المنهج والتفكير ، فلا يغرنكم معسول الكلام ، ولا ما توعدون من أحلام ، واحذروا من يطلب بحديثه فخرا (( واتبعوا من لا يسألكم أجرا )) والعبرة بالمنطق السديد ، والمنهج القويم الرشيد ، الذى يقيم الدولة من عثرتها ، ويحفظ لها كيانها ونهضتها ، ومن يحقق العدل والحرية ، والإخاء والمساواة الوطنية ، فلا تلاعب من أجل الوصل للحكم بالدين  (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) والدستور والقانون أساس الفصل بين الناس ، إذا تعددت شرائعهم حتى يرتفع الالتباس ، وليس عكس ذلك إلا لجاجا (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) ) ، فعلى من ينشد الصواب ، أن يراعى الله فى فصل الخطاب ، ويذكر يوما يرجع فيه إلى الله ، يحاسبه على ما قدمت يداه .

                          والله من وراء القصد

                                       بقلم

                                         أنور محمد أنور   

      




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !