مواضيع اليوم

الوزير إخواني

sulaiman wwww

2012-08-25 00:04:19

0


شهد الاردن خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي مدّا إسلامويا كان من أبرز ملامحه أول قضية ردّة في تاريخ المملكة (قضية الكردي وفارس ضد توجان فيصل) وذلك لمقال نشرته في 21 أيلول لعام 1989 دعت فيه النساء إلى إنتخاب النساء المرشحات لعضوية مجلس النواب في ذلك العام بالإضافة إلى إعلان ترشحها لتلك الإنتخابات ، وكانت مهزلة خطيرة . كما شهدت تلك المرحلة أول حالة توزير لمجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ، نقدم في السطور التالية أحد ملامح واحدة من تلك التجارب.
خلال الفترة الأولى من إشغاله لموقعه كوزير ، قام ذلك الوزير بمنح رخص لأكثر من خمسين جمعية خيرية غالبيتها لا تستوفي الشروط القانونية ، المؤهل الوحيد الذي إمتلكته تلك الجمعيات هو إدعائها أنها إسلامية. وفي آخر أيامه على كرسي الوزارة حاول تمرير سبعة رخص لجمعيات غالبيتها أيضا لا تستوفي الشروط القانونية المطلوبة .
حقق ذلك الوزير إنجازات كبيرة اخرى (لا أدري الإملاء الصحيح للكلمة والذي قد يكون أخرى ) خلال الفترة القصيرة التي قضاها على كرسي الوزارة كان من أهمها فصل الموظفين الذكور عن الإناث، وكان يعقد إجتماعات منفصلة للموظفين من الجنسين ، وكما هو متوقع لم يكن يتطرق في إجتماعاته مع موظفات الوزارة إلى شؤون العمل بل إلى ملابس الموظفات والميك أب (المُكياج بضم الميم كما كان يسميه) ، حيث يطالبهن بتقليله وإن كان يفضل التخلص منه بالمطلق. وقد صارح موظفات الوزارة حول أساليب الإرتقاء الوظيفي والتي تتمثل بالأساس بإرتداء الزي الشرعي. كما طالب الموظفات بعدم إرتداء الأحذية ذات الكعب بل الأحذية منبسطة النعل لكي لا يلفتن الإنتباه عند مرورهن قرب الرجال عبر الصوت الذي يمكن أن يحدثه الكعب.
وبعد أسبوعين من تكليفه ، حقق إنجازه التاريخي والذي تمثل بإحضار واعظات بالتعاون مع وزارة الأوقاف لوعظ الموظفات ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حضور جلسات الوعظ كان إجباريا ، وكان اليوم المخصص للوعظ طبعا يوما غير مخصص للعمل من قبل الموظفات الإناث .
أما بالنسبة للموظفين المسيحيين فقد كان يطلب من الموظفين عدم الإختلاط بهم لكي لا يلوثوهم (لا نريد إستخدام المصطلح الذي كان يستخدمه والذي يبدأ بحرفي النون والجيم) .
ذلك الوزير العظيم هو طبعا يوسف العظم الوزيروالقيادي الاخواني في حكومة مضر بدران في العام 1991، ولزملائه الذين تولوا وزارات اخرى في نفس الحكومة إنجازات تاريخية مماثلة يمكن لكتاب الدراما الكوميدية السوداء إستيحائها في أعمال درامية كوميدية قد تحقق نجاحا .
قد يكون الإقتراح الأخير حول التوظيف الفني لتلك التجربة الإسلاموية مقبولا، أما مايقترحه البعض حول إستساج تلك التجربة، بل وعلى نطاق أوسع، فليس معقولا ولا مقبولا فتلك التجربة قد لا تتكرر على شكل كوميديا بل كمأساة سوداء.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !