مواضيع اليوم

الوداع

محمد ابو طبق

2009-12-01 20:53:22

0

 الــــــــــــــــــــــــــــــــــــوداع

ورود دبلت يسقيها عطفك................
كلام محير يتصاعد من بئرك..........
خطوط عريضة يضيق فيها صدرك......
نظرات سحرك صار من خيالك...........
أحلام ميتة عل سماء توقعاتك.............
كل هذا دهب مع إقلاعك..................
كان من المناسب أن أعلم أن التضحيات لن تكفي لانقاد ما تكسر يوما، بل العكس تكسر كل شيء حينهـــا، حينها أحلامـــي هدت، كلامي انحرف، مشاعري دمرت، ابتسامي تراجعت، حزني كثر، وآلامي افتتحت، وجروحي نزفت، ونفسيتي تحطمــــــــــــت.
آهات، آهات وأهات تسكن داري، تبني أعشاشها داخل كيانـــي، تزحف كل ثانية بين أوعيتــي، أكياس من حمولة الدموع أتحملها لوحــــدي من دونك، كنت كل شيء، كل شيء.
هجرك أشبه بالموت، وموت صعب تحمله.
عشقتك عشقا أبديا لا أحد يتخيله ولا يتصوره حتى أنه ليس بإمكانه تمثيلــه ليس بالمداعبة ليس بقصة ليس بحلم ولا يمكننـــــــــي أن أشرح ماهو؟
اشتقت إليك،
اشتقت إلى كل شيء فيك،
إلى ضحكاتك،
إلى صراحتك،
إلى جديتك،
إلى كل شيء دون استثناء....
أعلم مكانك ولا أستطيع الوصول إليك، أعلم مقرك ولا أستطيع الصمود، ركن ما بعيد عنــي أقترب لكـــن يبتعد، أصعد السلالم لكنها تتكاثر فجأة.
روح تسكن داخلي وأراها داخل أعين أقربائــي ولا أستطيع صبــــرا لضمك حتــــى ولو للمـــرة الأخيرة.
كل شيء تغير ، حتى نفسيتنا تغيرت، لكن الرائحة............
كل شيء تغير حتى السكون اهتز ، الحب.............
كل شيء تغير حتى الصغيرة’ والعيون..........
تجافي الدمعة الأعين بلقائك فننتظر دخول المعجزة، والمشكلة أنـه ليس باحساســـي فقط بل كل من حولي.
أتعلم هناك بالقرب من منزلنا شخصا له صوتك أحب أن أسمعه حين ضحكاته تشبهك تماما وليس وحــدي من ينتظره كي يتكلم بل كل من حولي ينتظر.
ساعات أجوب غرفتك علني ألمح خيالك، علني أعلم هل تريد شيئا.
لكن عندك الآن كل شيء لكننا نحن لا.
تنقصنا كثيرا فأنت لا تعوض.
أتعلم يا أبي، أمي يحزنها فراقك لا تنفك تنساك حتـــى تتخيلك، لن تستطيع أن تتخيل للحظـــة واحـــدة أنها مازالت تنتظر عودتك اليوم، أو غدا...
مع الأسف لن تعود
لا الأعياد لها طعم ولا الليل الصامت أصبح صامتا من غيابك ولا الفرحـة عمـــت وجوهنا منــــذ ابتعادك.
لا زلنا نتذكر لحظة الوداع ومع الأسف نترقب لحظة الرجوع وهذا مستحيل.
في رسمات كلما ت أمي أبصر وجودك، لأنها تحييك داخلها بكثرة الحزن الذي يعم إحساسها، فأبصر أنك حزين، والشوق...
في براءة أختي الصغرى ، أتطلع إلى الأمل أنك حزين لأنك لم تستطع تربيتها لمدة أطول وهــــي تفتقــدك وتفتقد حنانك والحب.
في عيون أختي الأخرى أحـــس بارتباك من الغد يحاصـــر وجدانها ويكتب كلمات صامتة حزينــــة ولكن الحزن....
في وقفة أخي أنظر إلى أبي لكنه ليس أبي ولن يشبهك أبدا فهو حاضر بجسمه لكن لا يحــــس بنا، والألـــم لازال.....
وفي نظرة أخي الأكبر أرى الحنان بالفقدان، بالضم والسكون، لكن أيضا لن يعوضك لكنه يحاول....
ومن أمي كل شيء يحضر فيك داخلها، لا أحسدها على المرارة من دونك، ولا على الغياب من دونـك ولا على أي شك لكن أخاف الحزن عليها من ذهابك من دمارها وهـــي الوحيـــــدة التي تعــــوض غيابك رغم صعوبة الوضع.
أما أنا فأرتشف مع الأسف ضعفي مكان قوتك أمام أعداءك الذين لم يظهروا إلا وقت اختفائك ولم يجــــدوا السبيل سوى عبر سفينتي الراسية وأنا أهم بالإقلاع على عالم مليء بالمفاجآت....
أبي، مع الأسف لم تسمح لنا الوقت أن تعرف أننا نحبك لكنك تعلم ذلك..
أبي قد يكون الوقت عدى دون أن نضمك بين ذراعينا لكنك تعلم أنك دائما بينها..
أبي تعلم أن التعود على الغياب موت بطيء لكل منا لكنك لم تسافر بمحض إرادتك...
أبي تذكر أنك تسكن القلوب في كل واحد منا.........
نحبك وستظل في القلوب....
أهمس علني أسمع تردد صوتك فيخاطبني الصمت : هذا مستحيل...
أعلم أن هذا صعب لكن يجب أن نتأقلم معه لكن هذا مستحيل..
فمشاعرنا مهتزة لفقدانك، والواقع مرير من دونك، وأنا ها هنا أكتب مطالبة بالهدوء، لأستقر لكن هذا مستحيل...
دموع تذرفها أمي تحزنني وأنا أراها تكتم ما بداخلها كي لا نحس بالحزن لكنها مهما فعلت فالحزن سكن زوايا منزلنا، وصمم داخله عشا كبيرا في أركانه....


توقيـــــــــــــــع           


رشــــــــــــــــــــــاد الرايـــــــــــــــس

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات