مواضيع اليوم

الوداع

حكمت الطرابلسي

2011-05-15 15:40:32

0

 

 

 

 

 

 

 

الوداع 

وافترقنا بعد أنْ جئنا على نفس ِ الطريق ْ

ودموعي شهقةُ النهرِ على ِ غريق ْ

ولأني لم أكن أملك إلا أن أسير

تاركا ً قلبي بعينيك ِ بنهر من عبير

قلت خذني أيها الليل إلى أين تشاء

فوق درب ِ كل من ساروا عليه غرباء

طاردتهم قسوة النور ِ ففروا للمساء

حين خلت الكون قد ذاب بعيني دمعتين

وأشارت ساعة الحائط حزنا باليدين

أنت تمشي من هنا وهي تمشي من هناك

قلت في همس : أتنساني وهل يوما ً أراك ؟

قلت ميعادي خريفي وعودي في الغروب

فافتحي شباككِ الراني الى البحر القريب

واسمعي دقات قلبي في صدى البحر ِ المهيب

ربما تلقي بي الريح على الشط ِ الحبيب

وأنا من منحنى الشارع أرنو كالغريب

نحو شباك ٍ به أستار ضوء وطيوب

لن ترى عيناك ِ عيني سأمضي كالغريب

قلت هذا – فارتمى صدرك ِ في صدري خفوقا

كان قلبي كغريق ٍ ضم َ في البحر ِ غريقا

غام حولي الدرب – لم ألمح على البعد الطريقا

غير ما ألقاه في عينيك ِ منسابا ً عميقا

ثم دقت ساعة الميدان ِ دقات الرحيل

وتوارى نوحها مثل دخان ٍ في الزحام

ثم لم يبق َ سوى عينيك ِ كما أعرف دمعي

هاهنا خلف ظلال الهدب بستاني ونبعي

إنني أملك سراً خلف عينيك ِ أراه

ربما كان فنائي – ربما كان الحياه

آه يازاد المسافر

آه يا آخر لحن ٍ عاد من طير مهاجر

آه يا كل الذي أعرف من هذا الوجود

فرحي أنت ِ – مواعيدي مع اليوم ِ الجديد

وثبتي كالطفل إذ تأتين والليل وراءك

والنجيمات على خطوكِ يعزفن غناءك

لوحياتي زهرة زينته بالزهرة شعرك

لو شبابي لحظة ضمخت باللحظة عمرك

ماللذي قالته عيناك ِ لقلبي في خجل

ولماذا كنت أبكي في نشيدي المرتجل ؟

إنني قبلت خديك ِ بدمعي في وجل

وعلى جبهتك ِ السمراء – قبلت ُ الأمل

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !