الوداع (شعر)

شعر: خليل إبراهيم الفزيع.

الوداع..

ودّعِيني فلستُ أخشى الوَداعـا

واعْـذُريني فقـد تَعِبْـتُ انصياعا

لست أخشى وداعَـكِ اليومَ إني

 لحـكاياكِ قـد مَلَلْـتُ اسـتماعـا

رَدِّدِي اليومَ إن تشــائي ادعـاءً

 أو نـداءً فلـيس أمْــراً مُطـاعــا

إن تَقوُلي حـقـيـقـةً لا تُــدارى

 أو خِـداعاً عَهِدْتُ فيكِ الخِداعا

كيفَ غابَتْ لواعِجُ الشّوْقِ حَرَّى

 ولقـد كـنتُ في هَــواكِ المُطـاعا

كلُّ وَقْـتٍ قَضَـيْـتـُهُ في الأمـاني

آلمـتـنِـي سَاعَاتهُ حينَ ضَـاعـا

حاصرَتـْني جَحافِلُ اليأسِ دَوْماً

حينَ ذابَتْ تلكَ الأماني سِراعا

كيفَ تَبكينَ لحْظَة من فِـراقٍ

وأنـا دائــمُ الــبُكـاءِ التـياعــا

حـين أمسى لقاكِ حُلْماً تَوارَى

وعِـتـاباً.. وثـَوْرَةً.. وصِـراعـا

مُنْذُ قادتْ خُطاي نَحْوَكِ نَفْسِي

يا لنفسي وحلْمُهــا لا يُراعى

يا لـيالٍ جَميلـة حينَ تَصفـو

قبْحُهـا بانَ إذ تـُـزيـحُ القِـناعـا

ما اشْـتياقي لِصَفْـوِ تِلكَ الليالي

كاشـتياقي لأنْ أقـولَ: وداعــا

ودّعِيني فلستُ أخشى الوداعا

واعـذريني فقـد تعبـتُ انصياعا